04/08/2016 - 15:51

سمك الماكريل للوزن المثالي

سمك الماكريل هو أحد أنواع الأسماك التي تتميز بضآلة حجمها وشكلها النحيف الأسطواني وحراشفه الكثيرة الموجودة على جانبي الظهر والبطن

سمك الماكريل للوزن المثالي

سمك الماكريل هو أحد أنواع الأسماك التي تتميز بضآلة حجمها وشكلها النحيف الأسطواني وحراشفه الكثيرة الموجودة على جانبي الظهر والبطن، وهو ينتمي إلى فصيلة الأسقمريات شعاعيات الزعانف، الموجودة في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، حيث أنه يسبح بشكل سريع ويعيش في المياه العميقة، ويعرف أيضا باسم maccarello أو lacento، ويتميز بفوائده العديدة على صحة الإنسان.

توصل بحث علمي حديث أعده باحثون في جامعة نابولي فيدريكو الإيطالية، إلى أن الحمية الغذائية الجيدة للأشخاص الذين يريدون الحصول على وزن مثالي يجب أن تتواجد في الأسماك الزيتية مثل الماكريل والتونة والسلمون، مشيرين إلى أن تناول هذه الأنواع من الأسماك الدهنية الغنية بالأوميجا 3 من شأنها أن تؤثر على جزء من الدماغ، والذي يُعرف باسم “تحت المهاد”، وهو المسؤول عن تنظيم الجوع، مؤكدين أن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة الضارة مثل دهون اللحوم الحمراء والزيوت المهدرجة تعمل على إعاقة الدماغ للسيطرة على تناول الطعام، كما أنها تجعل الأشخاص يكافحون من أجل السيطرة على مقدار الطعام الذي يتناولونه.

ومن خلال التجارب على الفئران، وجد الباحثون أن الوجبة الغذائية التي تحتوي على دهون مشبعة من شأنها أن تقلل الوظائف المعرفية للشخص، وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة للسيطرة على عادات الأكل، حيث قالت د. ماريانا كريسبينو من جامعة نابولي فيدريكو، إن الدهون المشبعة توجد في الزبد أو الأطعمة المقلية، أما الدهون غير المشبعة الجيدة فهي غنية بالمواد الغذائية مثل الأسماك والأفوكادو أو زيت الزيتون، لافتة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المحتوية على دهون غير مشبعة مثل المتواجدة في الأسماك الزيتية يساعد على فقدان الوزن عن طريق برمجة المخ على تناول كميات قليلة من الطعام.

وقد أكدت مديرية الزراعة والتنمية الريفية في مدينة تولتشا الرومانية، أن سمك الماكريل المدخن من نهر الدانوب سيحصل على حماية أوروبية ليصبح أول منتج من دلتا الدانوب يدخل ضمن قائمة المنتجات المحمية للاتحاد الأوروبي، حيث أن وثائق التصديق الأوروبية لسمك الماكريل المدخن المستخرج من الدانوب ستحال إلى وزارة الزراعة الرومانية وذلك لما له من فوائد كبيرة على صحة الإنسان.

وحول الأهمية الغذائية لسمك الماكريل، يقول د. أحمد طايع، استشاري التغذية العلاجية: إن فوائد الماكريل تكمن في احتوائه على الماء والبروتين والكوليسترول والرماد، وهو غني بالسعرات الحرارية التي يحصل عليها من الكربوهيدرات والدهون الأحادية والمشبعة، بالإضافة إلى أنه غني بأحماض أمينية كالأوميغا 3 ومجموعة من الفيتامينات المغذية، مثل: أ، ود، وسي، وإي، وبي 6، وحمض الفوليك ب 9، والثيامين، والريبوفلافين، والنياسين، وكما أنه يحتوي على فيتامين ب 12، كذلك فهو غني بالكولين، وحمض البانتوثينك، وكذلك كمية مناسبة من المعادن الهامة مثل: الزنك، والبوتاسيوم، والفسفور، والصوديوم، والنحاس، والسيلينيوم، والحديد، والكاليسيوم.

ويضيف طايع: أن تناول الإنسان لسمك الماكريل يعمل على الحد من انتشار السموم في الخلايا التي تسبب السرطان، لأنه يمنع من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات الشائعة، كما أنه يعمل على تنظيم إفرازات الغدد للهرمونات في الجسم، ويزيد من مرونة الأوعية والشعيرات الدموية، كما أن له قدرة في خفض ضغط الدم المرتفع وحماية القلب من المشاكل الصحية كالإصابة بالجلطات وأمراض الأوعية الدموية، ومن شأنه منع ترسب الكوليسترول على الشرايين، لأنه يزيد من تدفق الدم في جميع أعضاء جسم الإنسان ويمنع حدوث تجلطات، ويخفض الكوليسترول السيئ في الدم، مشيرا إلى أن الماكريل يعمل على تنظيم عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون، ويعالج التهابات المفاصل الروماتيزمية، وهو يعتبر مسكنا للآلام المبرحة، ويعمل على تقليل مشاكل الجهاز التنفسي والتي تصيب الإنسان كالربو والحساسية، كذلك له القدرة على معالجة الأشخاص المصابين بالشيخوخة، كونه يعمل على تعزيز الذاكرة.

وبدوره، يوضح د. مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الأسماك تتميز باحتوائها على نسبة كبيرة من فيتامين أ، د، ولفيتامين أ دور هام في مناعة الإنسان، حيث وجد حديثا أن هناك علاقة طردية بين العدوى ونقص فيتامين أ، كما أنه عنصر ضروري للرؤية ونمو العظام والأسنان وتكوين الهرمونات وتنسيق عملها والتكاثر وانقسام الخلايا وتطورها، ويعتبر هو المسؤول عن المحافظة على سلامة وحيوية الأسطح سواء الجلد أو الأسطح الداخلية للجسم مثل العين والقناة الهضمية والجهاز التنفسي والجهاز البولي، وفي حالة نقص هذا الفيتامين، فإنه يحدث تشقق في الأسطح، وتنتشر بها الثقوب التي تسمح للميكروبات بالدخول للجسم وبداية العدوى، بالإضافة إلى جفاف القرنية وتدمير الشبكية في حالة عدم التشخيص بسرعة.

ويلفت بدران إلى أن فيتامين د الموجود في الأسماك له العديد من الفوائد في طول العمر وتوازن الكالسيوم في الجسم، وتزويد العظام وتطوير الهيكل العظمي، ويمنع الإصابة بهشاشة العظام، ذلك المرض الذي انتشر خلال الأيام الأخيرة خاصة عند كبار السن، كما يعد هذا الفيتامين سلاحا ضد مرض السرطان، حيث أنه يخفض من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس والقولون، وهو مفيد لمرضى الحساسية، كما أن الأسماك تعد مصدرا للناياسين وهو فيتامين ب 3، حيث يعد فيتامينا للقلب ويفيد المخ والجلد والجهاز العصبي والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى غناها بالفسفور الذي ينشط الذاكرة والكالسيوم، وهو العنصر الأساسي لبناء العظام والأسنان، وتنظيم ضربات القلب، وانقباض وانبساط عضلات الجسم.

اقرأ/ي أيضًا| هل حقا "حساسية القمح" مرضا هضميا؟

وعلى الرغم من الفوائد العديدة لسمك الماكريل إلا أنه لم يخلو من أضرار، حيث يفضل تجنبه خلال فترة حمل المرأة لأنه يضر بنمو الجهاز العصبي لدى الجنين، وقد يهدد حياة الأم، كما أن الإفراط في تناوله يضر بالصحة العامة لاحتوائه على مركبات الديوكسان ذات الآثار الجانبية المضرة لصحة الإنسان.

التعليقات