20/08/2016 - 11:28

دراسة: الضوء الليلي يزيدك وزنا ويضعف عظامك

توصلت دراسة يابانية حديثة، إلى أن كبار السن الذين يتعرضون لكثير من الضوء ليلًا وقليلًا منه نهارًا يواجهون احتمال اكتساب وزن زائد أكثر من غيرهم، في حين أن من يتعرضون لكثير من الضوء نهارًا وقليلًا من الضوء ليلَا قد يفقدون وزنًا.

دراسة: الضوء الليلي يزيدك وزنا ويضعف عظامك

 

أثبتت الأبحاث والدراسات أن التعرض للضوء ليلا يؤدي إلى زيادة الوزن والإصابة بهشاشة العظام، كما أنه يعيق علاج سرطان الثدي، هذا بالإضافة إلى الأضرار التي تنتج من التعرض لأشعة الضوء المنبعثة من الموبايل وغيره من الوسائل التكنولوجية الحديثة، وقد توصلت دراسة يابانية حديثة، إلى أن كبار السن الذين يتعرضون لكثير من الضوء ليلًا وقليلًا منه نهارًا يواجهون احتمال اكتساب وزن زائد أكثر من غيرهم، في حين أن من يتعرضون لكثير من الضوء نهارًا وقليلًا من الضوء ليلَا قد يفقدون وزنًا.

ووجدت الدراسة التي امتدت على مدى عامين، ارتباط التعرض للضوء بزيادة الوزن واكتساب كميات أكبر من الكيلوجرامات؛ خاصة في منطقة البطن، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، مثل كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص خلال اليوم، والرياضة التي يمارسها ومواعيد النوم والاستيقاظ.  يقول دكتور من كلية الطب بجامعة نارا، د. كينجي أوباياشي، في هذا الصدد: 'إن النتائج التي توصلت إليها الدراسة منطقية إلى حد كبير، لأن البشر تطوروا في ظل كثافة ضوئية عالية خلال النهار وكثافة ضوئية منخفضة أثناء الليل'. مشيرًا إلى أن هذا يعتبر أول دليل على أن تغيير الساعة البيولوجية من خلال اختلاف نمط التعرض للضوء يرتبط بخطر المعاناة من السمنة وزيادة الوزن المفرطة.

وقد شملت الدراسة 1110 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 40 إلى 72 عامًا، حيث تم قياس محيط الخصر والطول والوزن، وإجراء استبيان بشأن التدخين وتناول الخمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتم إجراء هذه القياسات مرة أخرى بعد 21 شهرًا؛ وفي بداية الأمر، عانى 138 شخصًا من سمنة في منطقة البطن، بينما لم يعان 972 شخصًا من سمنة البطن، وبمقارنة قياسات التعرض للضوء في الليل والنهار بالمشاركين الذين لا يعانون من سمنة البطن، اكتشف أن أصحاب الخصر الكبير يميلون للتعرض لكثافة ضوئية منخفضة منذ الاستيقاظ وحتى بداية الليل، بينما يتعرضون لكثافة ضوئية أعلى بعد ذلك.

إضافة إلى ذلك، ربطت دراسة أمريكية أعدتها كلية الطب بجامعة 'تولين' في ولاية لويزيانا، بين التعرض للضوء ليلًا والعديد من المشاكل الصحية التي تصيب الإنسان، مثل السرطان وضعف المناعة والهرم المبكر وهشاشة العظام، وغيرها من الأمراض، فالتعرض المستمر للضوء أثناء النوم يكون له تأثيرات سلبية على الصحة.

وقد أجرى الباحثون تجربتهم على الفئران التي تعرضت للضوء لفترات طويلة، واكتشف ظهور علامات مرضية، حيث أظهرت قياسات نشاط الدماغ عبر أقطاب كهربائية ربطت على رؤوسهم على وجود تغيير في أنماط الموصلات العصبية للحيوانات، بالإضافة إلى وجود تغيير في الساعة البيولوجية لديها، ووجدت الدراسة ظهور علامات للالتهابات في الجسم وضعف عام في الجسم وهشاشة للعظام.

وأشار الباحثون إلى أن التعرض للضوء ليلا قد يجعل أورام سرطان الثدي، تقاوم العلاج الكيميائي الذي يعرف باسم “دوكسوروبيسين”، وهو يعتبر من الأدوية الأكثر استخدامًا على نطاق واسع لعلاج مرض السرطان في العالم. ولتأكيد نتائج الدراسة، تم إعطاء الفئران ملحق 'الميلاتونين' لمنع هذه المقاومة لدوكسوروبيسين المرتبطة بالضوء، والميلاتونين هو هرمون الظلام، حيث تحدث عملية إفرازه في الظلام، مما يسبب الإحساس بالنعاس أثناء الليل؛ واكتشف الباحثون أن نقص هذا الهرمون، يسبب زيادة كبيرة في مستويات اثنين من الإنزيمات التي تقلل من نشاط العقاقير المستخدمة لعلاج سرطان الثدي.

وأوضح القائم على الدراسة، رئيس أبحاث سرطان الثدي بكلية الطب بجامعة 'تولين'، د. ستيفن هيل، ، أن التعرض للضوء الخافت يمكن أن يجعل بعض أنواع السرطان مقاومة لعقار “التاموكسيفين”، ومع ذلك، أوضحت الاختبارات التي أجريت على الفئران، أن تناول جرعات من هرمون “الميلاتونين” أثناء الليل يمكن من التغلب على هذه المشكلة.

أما عن تأثير الضوء المنبعث من الأجهزة اللوحية على زيادة وزن الإنسان، يقول أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، د. حسام إبراهيم: 'كثير من الدراسات والأبحاث أكدت وجود تأثير لضوء الموبايل والأجهزة اللوحية على زيادة وزن الإنسان، لكن حتى الآن لا توجد أية دلائل علمية واقعية تؤكد ذلك'، مشيرًا إلى أن الألوان الزرقاء والخضراء تعتبر من الألوان اللافتة والمنبهة للنظر، لذلك نلاحظ أن الأطباء والطاقم الطبي يرتدون ملابس ذات لون أزرق وأخضر للفت نظر المريض، كما أن تلك الألوان ترتبط عند المريض ببعض الذكريات أو الراحة النفسية.

ويضيف إبراهيم: 'من ضمن العوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة المفرطة أو زيادة تناول الطعام، هي الراحة النفسية أو الارتباط الشرطي بشيء ما'، لافتًا إلى أن كثيرًا من الأشخاص الذين يقضون أوقات طويلة أمام الإنترنت أو التلفاز يتناولون الطعام بشراهة، وهذا ما يعرف باسم الارتباط الشرطي، مما يكون له تأثير على زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.

اقرأ/ي أيضًا| هل يهاجم زيكا خلايا الدماغ للبالغين؟

التعليقات