21/08/2016 - 21:37

الاستقرار النفسي يقضي على "التبول اللاإرادي" لدى الطفل

التفكك الأسري وكثرة الشجار بين الوالدين أمام الأبناء يؤدي كل هذا إلى فقدان الطفل الشعور بالأمان، مما يؤدي إلى التبول اللاإرادي

الاستقرار النفسي يقضي على

تعتبر مشكلة التبول اللاإرادي لدى الأطفال من أبرز المشاكل التي تؤرق الأسرة، فهي تعد من أكثر الاضطرابات التي تواجه الأطفال خلال تلك المرحلة العمرية، وتعرف بأنها الانسياب التلقائي للبول ليلا أو نهارا لدى طفل تجاوز عمره الأربع سنوات، أي السن التي من المفترض أن يتحكم فيها الأطفال بعضلاتهم، ويظهر ذلك في عدم قدرة الطفل منذ ولادته وحتى سن متأخرة على ضبط عملية التبول، مما ينذر بوجود مشاكل صحية ونفسية لدى الطفل تسبب له تلك الحالة من عدم القدرة على التحكم في عملية التبول.

مشكلة التبول اللاإرادي لدى الأطفال هي مشكلة أسرية في المقام الأول، لأنها حالة تؤثر سلبا على الطفل ووالديه، بل إنها قد تصيب الوالدين بنوع من الشعور بالإحباط، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنها تصيب الطفل أيضا بالخجل أمام الآخرين، كما تسبب له شعورا بالنقص والميل إلى الانزواء وغيرها من المشاكل النفسية، كذلك فهي تجرف الأطفال للوقوع في مشكلة العناد والميل إلى الانتقام في محاولة للثأر من نفسه وسرعة الغضب من نفسه وممن حوله.

والتبول اللاإرادي ينقسم إلى نوعين، هناك التبول اللاإرادي الليلي، وهناك التبول اللاإرادي في الليل والنهار، كما أن التبول اللاإرادي الليلي ينقسم إلى قسمين: تبول ليلي ابتدائي، أي أن الطفل لم يتمكن من التحكم في البول في فترة الليل منذ ولد وإلى الآن، وهي الحالة الأكثر شيوعا وانتشارا، وتمثل نسبة تزيد عن ثلاثة أرباع الشكاوى.

أما القسم الثاني فهو التبول الليلي اللاإرادي الثانوي، وهو عدم التحكم في التبول فجأة بعد أن كان الطفل قادرا على التحكم في البول لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويمثل ذلك نسبة قد تقترب من خمس الحالات أو أقل.

وتقول المتخصصة في الصحة النفسية للأطفال، د. سهام حسن، إن "هناك أسباب فسيولوجية وعضوية لإصابة الطفل بالتبول اللاإرادي، وهي تتمثل في إصابة الطفل بالتهاب في المثانة أو التهاب في قناة مجرى البول، أو التهاب في الكلى، أو إمساك مزمن، ومن الممكن أن يكون هناك تاريخ عائلي في الأسر، فقد يكون أحد الأبوين يعاني من هذه المشكلة"، مشيرة إلى أن هناك بعض الأسباب النفسية مثل "تقصير الأبوين وفشلهما في تدريب الطفل على ضبط التبول، وسوء علاقة الطفل بأمه مما يجعل تدريب الطفل على التحكم بعضلات المثانة أمرا صعبا"، لافتة إلى أنه "من الخطأ اتباع الوالدين لأسلوب القسوة والضرب والحرمان كي يتعلم الطفل التحكم في بوله، والتدريب على إزالة الحفاضة وتعليمه الجلوس على الحمام".

وتضيف، "حالات التبول اللاإرادي تنتشر بشكل أكبر لدى الأمهات اللاتي يبدأن تعويد الطفل على التخلي عن الحفاضات مبكرا، وتدريب أطفالهن على التحكم في البول"، لافتة إلى أنه "من الأسباب الرئيسية لمشكلة التبول اللاإرادي هو تدليل الطفل والتهاون معه والتسامح عندما يتبول، لأن هذا من شأنه أن يعزز لدى الطفل هذا السلوك، ويعتقد أنه على صواب ويتمادى في الخطأ، بالإضافة إلى أن التفكك الأسري وكثرة الشجار بين الوالدين أمام الأبناء يؤدي كل هذا إلى فقدان الطفل الشعور بالأمان، كذلك وجود مشاعر الغيرة لدى الطفل كوجود منافس له كقدوم أخ جديد له أو زميل متفوق عليه في المدرسة"،  مشيرة إلى أن "خوف الطفل من الظلام أو بعض الحيوانات أو أفلام العنف واستخدام الضرب والعنف كأسلوب للتربية والعقاب قد يكون من عوامل التبول اللاإرادي، وغيرة الطفل عندما يشعر أنه ليس له مكانته، وأن أحد إخوته يتفوق عليه فيدفع هذا الطفل إلى استخدام أسلوب طفولي يعيد له الرعاية والاهتمام مثل سلوك التبول".

اقرأ/ي أيضًا | العنف ضد الطفل: الأنواع الآثار والتداعيات

وينصح استشاري الطب النفسي للأطفال، د. إبراهيم مجدي، لتجنب مشكلة التبول اللاإرادي، بضرورة ممارسة الأم لدورها في احتواء الطفل وتدريبه على الاستيقاظ كل 3 ساعات ليذهب إلى الحمام لتفادي هذه المشكلة، وتجنب إعطائه سوائل بكثرة قبل النوم، والتأكد أنه تبول جيدا وليس هناك بولا محبوسا، كما على الأم أن تعلم طفلها أن ينظف أشياءه ويغسلها إذا تكرر موضوع التبول، مشددا على عدم السخرية منه أو معاقبته على هذا الفعل وتوبيخه أمام الآخرين، لأن هذا يؤثر في نفسيته وقد يؤدي إلى العناد، ومن الممكن مكافأته إذا استطاع أن يتحكم في نفسه، كذلك تجنب مقارنته بإخوته الذين يتحكمون في البول وعدم استخدام أسلوب التهديد، مشيرا إلى إمكانية إعطاء الطفل ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة فهو مفيد، حيث أكدت ذلك العديد من الأبحاث، لأنه يساعد على امتصاص الماء في الجسم والاحتفاظ به طيلة مدة النوم، كما أن العسل مسكن للجهاز العصبي، وله الكثير من الفوائد الصحية للأطفال.

التعليقات