26/08/2016 - 19:28

التوفو: جبن الطاقة... يمنع أعراض سن اليأس

عُرف “التوفو” قبل الميلاد بأعوام بمحض الصدفة، عندما قام أحد الأشخاص في الصين، باستخدام حساء يحتوي على لبن فول الصويا مع إضافة ملح نيغاري، وهو من الأنواع البحرية التي تتميز بملوحة عالية، وبعد تسخينه تبين جمود تدريجي يحدث داخل الإناء

التوفو: جبن الطاقة... يمنع أعراض سن اليأس

عُرف “التوفو” قبل الميلاد بأعوام بمحض الصدفة، عندما قام أحد الأشخاص في الصين، باستخدام حساء يحتوي على لبن فول الصويا مع إضافة ملح نيغاري، وهو من الأنواع البحرية التي تتميز بملوحة عالية، وبعد تسخينه تبين جمود تدريجي يحدث داخل الإناء محل الحساء، ومنذ ذلك الحين عُرف جبن التوفو المصنوع من لبن فول الصويا، ويتميز هذا النوع بعدم وجود طعم مميز له، حيث يتوقف على طبيعة المواد الأخرى المضافة إليه، ويحتوي على نسبة عالية من البروتينات، بخلاف الأنواع الأخرى الطبيعية، لذلك يمد الجسم بالطاقة، كما أنه يحتوي على نسبة حديد عالية، تقضي على الضعف العام بالجسم وتزيد من الهيموجلوبين بالدم، غير أن احتواءه أيضا على الأحماض الأمينية يمنع الإصابة بأمراض الدماغ، مثل الزهايمر أو تلف الخلايا، ويحافظ على قوة العظام من خلال إشباع الجسم بما يحتاجه من الكالسيوم، نظرا لتوافر العنصر بكثرة داخل هذا النوع من الجبن.

وعن كيفية صناعة جبن التوفو، يقول أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، د. محمد مسعود: "يصنع جبن التوفو من حبات فول الصويا المهروسة بالماء الساخن، التي تصفى بعد ذلك ليصبح الماء الناتج عنها مثل الحليب، ثم يضاف إليه كبريتات الكالسيوم أو ملح البحر كما يفعل اليابانيون، وهو ما يجعل الحليب يتخثر ويصبح جبنا، مع إضافة بعض النكهات الأخرى مثل “الكمون” أو الخضروات الورقية ذات الروائح الزكية كالبقدونس، ثم يؤخذ الجزء المتجمد من السائل بعد إضافة الملح، ليوضع على قطعة قماش نظيفة لتصفية ما تبقى بها من السوائل، وبعد ساعات قليلة من تماسك الجبن يغمس في إناء من الماء البارد، حتى يصير متماسكا أكثر،  ويكون الشكل العام للتوفو عبارة عن قطع صغيرة منفصلة مفرغة من الداخل، وذات ملمس ناعم ويمكن الضغط عليها بسهولة وبدون أن تتأثر، لأنها تنفرج ذاتيًا مرة أخرى وتتخذ حجمها الطبيعي، ويتوفر التوفو بأشكال وأنواع متعددة منها التوفو الحريري، ويسمى هكذا نظرا لتشابهه مع المنتجات الكريمية مثل “الجيلي”، كما يوجد منه النوع الصلب صاحب القوام الشديد، ويتميز هذا النوع باحتوائه على نسبة عالية من البروتينات، وفي المقابل، تحتوي على نسبة قليلة من الدهون المشبعة، لذلك ينصح الأطباء دائما من يعانون السمنة المفرطة بضرورة تناول التوفو، وكذلك هناك التوفو “الطري” الذي يستخدم في صناعة أنواع “الشرب” سريعة التحضير، لأنه لا يتماسك أثناء الطهي.

من ناحيته، يوضح أخصائي الصحة العامة، د. مجدي الدالي، أن التوفو يقوم بوظيفة اللحوم نحو الجسم، حيث يحتوي على نسبة بروتينات عالية، تقوم بتعويض الجسم عن عدم تناول اللحوم، وعما يفقده الجسم من العناصر الغذائية، لذلك يكثر الأفراد النباتيون من تناوله، كما أنه يقوم بتنشيط الدورة الدموية في الجسم، وبالتالي يحمي الإنسان من الإصابة بتصلب الشرايين، ويدعم القلب وأجهزة الجسم بما يحتاجه من كميات الدم المطلوبة.

وتابع: "التوفو يحتوي على الكالسيوم والحديد بنسب متوفرة، بما يجعله يسهم في معالجة مرض الأنيميا الحادة، التي تنتج عن نقص في نسب الحديد داخل الجسم، وتؤدي إلى فقدان حيوية الشعر وتدمير خلايا جلد البشرة وإظهارها بصورة غير جمالية، كما تضعف الحالة العامة للجسم، وتعطي فرصا عديدة لتمكن الأمراض واختراق الفيروسات والبكتيريا للجسم".

ويشير الدالي إلى احتواء التوفو على عنصر النحاس ومضادات الأكسدة، ومن ثم تكون حماية الإنسان من الأمراض الملازمة للشيخوخة المبكرة أكثر ضمانا، كما أنه يقلل من الإصابة بعلامات الشيخوخة المبكرة التي تصيب في البشرة واليدين، وكذلك لا يتسبب التوفو في زيادة نسبة الكوليسترول بالدم، لعدم تضمنه دهون مشبعة بمكوناتها، مما يترتب عليه صعوبة في زيادة الوزن في الجسم بشكل عام، أو تراكم الدهون بمناطق معينة بالجسم.

ورغم انخفاض نسبة السعرات الحرارية والدهون الموجودة بجبن التوفو، إلا أنه يمد الجسم بالطاقة؛ بحسب استشارية التغذية العامة، د. شريفة أبو الفتوح، والتي تشير إلى أن البروتين الموجود داخل الجبن يقوم بعمل تلك العناصر بفاعلية، كما أنه يقوي الجهاز المناعي بما فيه من مواد دفاعية، وبالتالي يحد من فرص الإصابة بالفيروسات الكبدية بدرجات خطورتها المختلفة، التي تأتي نتيجة عجز الجهاز المناعي عن حماية الجسم من الأخطار الخارجية، التي تنتقل للجسم عبر المسام المفتوحة أو الأطعمة غير النظيفة، وكذلك يحمي الجسم من الإصابة بالأورام السرطانية، لأنه يحتوي على مواد مضادة تقضي على التكتلات الغريبة بالجسم لا سيما في بداياتها، وبالتالي تقل احتمالية الإصابة.

اقرأ/ي أيضًا| البدانة تزيد خطر الإصابة بـ8 أورام سرطانية

وتقول أبو الفتوح: التوفو غني بمادة “الأيسوفلافون”، وهي كالبروتين ترتبط بأمراض الظهر والقدمين، حيث تحميهما من التكسر أو التآكل، حيث تقوم تلك المادة بتعويض الجسم عن المادة الزلالية التي تتخلل الأعصاب والعظام وتيسر من حركتهما، كما أنها تكسبهما ثقلا يمنح الفرد قدرة فائقة على الحركة دون الشعور بالألم مهما بلغ به العمر، لذلك يتعامل معه الأطباء باعتباره العلاج الأمثل لأعراض سن اليأس، لما له من فوائد صحية عديدة للإنسان

التعليقات