30/08/2016 - 00:01

البكاء الزائد للطفل يؤدي لاضطرابات سلوكية ونفسية

يكثر بكاء الأطفال خاصة حديثي الولادة، وهو ما يكون لأسباب متعددة بعضها عضوية ترتبط بآلام يشعر بها الطفل، وبعضها تكون لأسباب نفسية، إلا أنه مع زيادة البكاء عن المعدل الطبيعي واستمراره لفترات طويلة دون أسباب واضحة.

البكاء الزائد للطفل يؤدي لاضطرابات سلوكية ونفسية

يكثر بكاء الأطفال خاصة حديثي الولادة، وهو ما يكون لأسباب متعددة بعضها عضوية ترتبط بآلام يشعر بها الطفل، وبعضها تكون لأسباب نفسية، إلا أنه مع زيادة البكاء عن المعدل الطبيعي واستمراره لفترات طويلة دون أسباب واضحة، يجعله مؤشرا على خلل نفسي قد يؤدي إلى اضطرابات سلوكية ونفسية في المستقبل.

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة وارويك البريطانية، أن بكاء الأطفال خلال الأشهر الأولى، واستيقاظهم المستمر ليلا هو أمر طبيعي، لكن إذا استمر البكاء بشكل منتظم خلال السنة الأولى بطريقة غير طبيعية، فقد يشير هذا إلى حدوث اضطرابات السلوك في المستقبل.

حيث وجد الباحثون الأوروبيون عندما حللوا 24 دراسة سابقة عن مشاكل النوم وبكاء الأطفال المستمر ومشاكل الأكل، ووفقا للدراسة، ثبت أن الأطفال الذين بكوا كثيرا واستيقظوا في الليل بعد الأشهر الثلاثة الأولى، كان لديهم احتمال أكبر بمرتين لتطوير مشاكل مثل اضطرابات نقص الانتباه والتركيز، وفرط النشاط، والاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى السلوك العدواني أو الاضطرابات السلوكية عند وصولهم لسن الذهاب إلى المدرسة.

مشيرين إلى أن الاضطراب السلوكي الشائع كان مرتبطا بعدم القدرة على ضبط النفس، وعدم القدرة على تهدئة أنفسهم، أو التصرف بشكل مناسب أكثر خلال المواقف الاجتماعية.

وقال الأستاذ بجامعة وارويك في إنجلترا وأحد المشاركين في الدراسة، البروفيسور ديتر فولك، إنه "تم اكتشاف وجود علاقة قوية جدا بين بكاء الأطفال وبين اضطراب السلوك أو"ADHD"، وهي مشاكل في ضبط النفس"، مؤكدا أن "البكاء والاستيقاظ في الليل هما إشارات أولى للمشكلات السلوكية المرتبطة بضبط النفس، حيث أن أغلب الأطفال يستيقظون في الليل عدة مرات ويبكون أحيانا، لكنهم مع مرور الوقت يعرفون كيفية تهدئة أنفسهم والعودة مرة أخرى للنوم، ويفهمون أن الأهل لن يأتوا في كل مرة يبكون فيها".

لافتا إلى أنه "في حالة ميول الأطفال الرضع إلى تطوير اضطرابات سلوكية، فقد لا يستطيعون تعلم كيفية السيطرة على أنفسهم، ويستمرون في البكاء حتى بعد السنة الأولى من عمرهم، موضحا أن بعض الأطفال عرضة أكثر من ناحية وراثية لمشاكل في تنظيم سلوكهم، حيث حدد العلماء مؤخرا نسخة من الجين المتعلق بإنتاج "الدوبامين"، وهو المؤثر على الحالة المزاجية والعواطف، بالإضافة إلى الوظائف الحركية".

وتظن بعض الأمهات أن عدم استجابتها لبكاء الطفل قد يجعله يتوقف عن البكاء، وعلى خلاف ذلك فقد يؤدي تجاهل بكاء الطفل إلى بعض المخاطر الصحية والعضوية، ومن أكثر الأسباب التي تسبب بكاء الأطفال حديثي الولادة تقلصات المعدة، والتي تحدث بسبب تناولهم بعض الأكلات أو شعورهم بالجوع لأن لبن الأم ليس كافيا وحده، أو وجود التهابات في الجلد تؤلمهم، أو الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وغيرها من الأسباب التي تصيب الطفل في الفترة الأولى من ولادته، وقد لا يؤثر بكاء الطفل على صحته بشكل مباشر، ولكنه من الممكن أن يكون جرس إنذار للتحذير من وجود مشكلة ما، لذلك ينصح بالذهاب إلى الطبيب المختص للسيطرة على الحالة في بدايتها.

التعليقات