31/08/2016 - 10:11

تأثير إعلانات الطعام وعلاقتها بسمنة الأطفال

للوجبات السريعة آثار سلبية كثيرة على صحة الإنسان، حيث أنها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع 2، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، ولا شك أن لإعلانات الأطعمة المنتشرة على التلفاز ووسائل الإعلام دورا كبيرا في التأثير

تأثير إعلانات الطعام وعلاقتها بسمنة الأطفال

للوجبات السريعة آثار سلبية كثيرة على صحة الإنسان، حيث أنها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع 2، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، ولا شك أن لإعلانات الأطعمة المنتشرة على التلفاز ووسائل الإعلام دورا كبيرا في التأثير على الأطفال، وزيادة انتشار ظاهرة الإقبال على تلك الأطعمة السريعة التي بدورها تؤدي إلى زيادة الوزن والبدانة، والإصابة ببعض أنواع السرطانات.

أوضحت دراسة أمريكية حديثة، أن الأطفال تتعرض لإعلانات الطعام بمعدلات كبيرة، خاصة تلك الإعلانات التجارية للوجبات السريعة بمعدل من 3 – 5 مرات يوميا، وهذا بدوره يؤثر بشكل مباشر على الخيارات الغذائية لديهم ونشاط أدمغتهم، كما أنه قد يكون عاملا للإفراط في تناول الطعام وزيادة المخاطر الصحية، ومن ثم الإصابة بالسمنة.

ووجد الباحثون أن إعلانات التليفزيون قد تجعل الأطفال أكثر ميلا للوصول أسرع لقرارات بشأن خياراتهم الغذائية، التي تكون في كثير من الأحيان سيئة، مؤكدين أن صناعة المواد الغذائية تنفق حوالي 1.8 مليار دولار سنويا في تسويق منتجات للأطفال المراهقين، أي أن هناك أكثر من ألف إعلان خلال السنة يخص الأطفال الذين يتراوح أعمارهم ما بين 2 إلى 5 سنوات سنويا، وألفين إعلان سنويا للمراهقين، وأثبتت الأبحاث عن وجود علاقة بين الأطعمة السريعة المروجة عبر التليفزيون وزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة خلال مرحلة الطفولة.

كما وجدت الدراسة أن الأساليب التي يتبعها الآباء خلال الحياة اليومية يكون لها تأثير على الأبناء الصغار، فمشاهدة الآباء والأمهات للإعلانات التليفزيونية المروجة لمنتج طعام معين، يكون له تأثير مباشر على الأطفال الصغار، حيث يجعل الوالدين غالبا ما يقبلان على شراء الوجبات الجاهزة والأطعمة السريعة كبديل لإعداد وطهي الطعام الصحي في المنزل، وهو ما يعرض صحتهم للكثير من المشاكل والإصابة بالأمراض.

وأكد الباحثون أن إسراف الأطفال الصغار في تناول الأطعمة السريعة مثل البرجر والسوسيس والبيتزا يعرض صحتهم للخطر، ويرفع مستويات الدهون والكولسترول في أجسامهم، كما أنها ترفع مستوى الملح بالدم، وهو ما يعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة على المدى الطويل، وكذلك الإصابة بالسمنة المفرطة التي يعاني منها الكثير من الأطفال.

وتشير د. ندى أبو الخير المتخصصة في التغذية، إلى أن هناك احتمالات من ارتفاع معدلات البدانة بين الأطفال بسبب إعلانات الأغذية التي يتم ترويجها من خلال التلفاز، والتي يشاهدها الأطفال لساعات طويلة خلال اليوم، مؤكدة أن هناك ترابط بين إعلانات الغذاء والمطروح في الأسواق، وكذلك الاستهلاك، والتي تؤثر على اختيارات الأطفال للغذاء غير الصحي حتى الأغذية التي لم يشاهدوا إعلانات لها، لافتة إلى أنه لابد من اتخاذ إجراءات رقابية للحد من تلك الإعلانات وبثها على شاشة التلفاز، وبالنسبة للقنوات المخصصة للأطفال، يجب منع إعلانات الأغذية غير الصحية بها، وعلى الآباء التدخل للتأثير الإيجابي على الأبناء في اختيار غذائهم، والحد من مشاهدة التليفزيون، لأن الأطفال تزيد رغبتهم في تناول الطعام مع مشاهدتهم للتليفزيون، وهو ما يؤدي بشكل طبيعي للإصابة بالسمنة، لافتة إلى أن اختيار الأطفال الذين اعتادوا مشاهدة إعلانات الوجبات السريعة للأغذية الغنية بالدهون والسكريات، يكون أكثر من الأطفال الذين يشاهدون إعلانات لعب الأطفال.

وعن أبرز الوسائل التي يتم استخدامها في الإعلانات لجذب الأطفال، يوضح د. ياسر سرحان،  الخبير في المجال الإعلاني، أنه يتم استخدام بعض الأدوات الجاذبة في الإعلانات لكي تجذب المشاهد مثل الصمغ الأبيض في إعلانات حبوب الصباح، لأن الحليب يجعل منظر الحبوب غير مرغوب فيه لأنها تمتصه وتنتفخ، لذلك يقوم المعلن بإضافة الغراء الأبيض بدلا من الحليب ويصورها فيبدو المظهر أحلى وأشهى، كما يقوم المعلن بوضع قطع من القطن في وجهة الخلفية من الشطائر والسجق لكي تبدو منفوخة، مشيرا إلى أن أغلب الإعلانات تحرص على تقديم الطعام في صورته الساخنة، وهو يتصاعد منه البخار، ولكن الطعام يبرد بسرعة وجلسات التصوير تستغرق وقتا طويلا، لذلك يتم الاستعانة بالإسفنج المنقوع في الماء المغلي ثم حشو الطعام به ليتصاعد منه البخار أثناء تصوير الإعلان.

ويضيف سرحان: شركات الدعايا والإعلان لديها الكثير من الخدع لكي تجذب المشاهد على شراء المنتج، حيث يتم استخدام الدبابيس لتثبيت الخس أثناء التصوير وأثناء رفع البيتزا والشطيرة من قبل الممثل في الدعاية، كما يتم استخدام ملمع الأحذية لقطع اللحم في دعايا الفطائر والتي تجذب الأطفال كثيرا، حيث أنها لا تطهى في الفرن، لأن هذا سيجعلها تنكمش فيتم استخدام ملمع الأحذية لإبراز علامات الشواء ولكي تبدو لامعة وجذابة، لافتا إلى أن خبراء الإعلانات يضعون حبات السمسم فوق سطح الخبز بدقة ويلصقونها بالصمغ لكي تظهر أكثر شهية للمشاهد، كما يستخدم الجلسرين لتغطية الكوب ليجعله يبدو وكأن ما فيه بارد ومثلج، بالإضافة إلى أنه يستخدم لتغطية أوراق السلطة الخضراء ليجعلها تبدو لامعة ونضرة، مؤكدا أن كل هذه الحيل يتم استخدامها في الإعلانات لجذب المشاهد خاصة صغار السن.

اقرأ/ي أيضًا| البكاء الزائد للطفل يؤدي لاضطرابات سلوكية ونفسية

وتؤكد المعطيات التي كشفتها دراسة كندية أعدتها جامعة تورونتو، أن الأطفال الصغار هم أكثر تأثرا للإعلانات من الأطفال الأكبر سنا أو المراهقين، وذلك بسبب افتقارهم للنمو الإدراكي المطلوب لفهم النية الحقيقية للإعلانات، لافتة إلى أن جهل الوالدين أحد العوامل الأساسية في تناول الأطفال للوجبات السريعة التي يروج لها في التليفزيون، بسبب عدم مراقبتهم لهؤلاء الأطفال، كما تعد ظاهرة تعدد أجهزة التلفاز في المنزل عاملا مساعدا آخر في زيادة التأثر بالدعايات الإعلانية للأطعمة.

 

 

التعليقات