06/09/2016 - 09:16

مع العودة للمدارس... انتبهوا للمياه التي يشربها أطفالكم

خلال فصل الصيف تتزايد المخاوف من زيادة نسبة الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي، خاصة للأطفال الذين يشربون المياه خارج المنزل باستخدام برادات عامة، أو من مصادر غير موثوقة لمياه الشرب.

مع العودة للمدارس... انتبهوا للمياه التي يشربها أطفالكم

خلال فصل الصيف تتزايد المخاوف من زيادة نسبة الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي، خاصة للأطفال الذين يشربون المياه خارج المنزل باستخدام برادات عامة، أو من مصادر غير موثوقة لمياه الشرب.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الالتهاب بفيروس الكبد الوبائي من نوع “أ” أو”A” يصيب 90 بالمئة من الأطفال، حيث تتزايد نسبة الإصابة بهذا المرض في المناطق الحارة، والمناطق التي لا تتوافر بها مياه نقية للشرب بصورة دائمة.

وبخلاف مصادر المياه غير الملوثة، فإن الأوضاع غير المتوافقة مع الشروط البيئية في معظم الدول العربية تجعل هذه الدولة ضمن المناطق الجغرافية المصنفة عالميا بأنها موبوءة بمستويات مرتفعة من معدلات العدوى بالتهاب فيروس الكبد الوبائي من نوع “أ” أو”A”.

حول هذا الموضوع يحدثنا د. أيمن منير عبدالوهاب، استشاري الأمراض الباطنية قائلا: هناك ثلاثة أنواع من الفيروسات من الممكن أن تصيب كبد الأطفال، أشهرها الفيروس “أ” أو”A” يليها الفيروس “ب”، والفيروس “سي” أو “ج”، فكثير من الأطفال يصابون بالفيروس “أ” في سن الطفولة ابتداء من السنتين الأوليين من عمر الطفل وحتى خمس سنوات، وإن كان هناك شبابا يمكن أن يصابوا به، إلا أن هذا الفيروس يصيب أساساً أكباد الأطفال، أما الفيروس الكبدي “ب” فيصيب جميع الأعمار، بينما نجد أن الفيروس الكبدي “سي” هو أخطر هذه الفيروسات وأصعبها علاجا.

ويضيف د. أيمن: إنه تتم العدوى بالفيروس الكبدي “أ” من شخص مريض بالفيروس أو حامل له، وتحدث العدوى بانتقال الفيروس من البراز إلى الفم، ثم إلى الجهاز الهضمي عن طريق تناول أطعمة ملوثة وشرب ماء أو حليب ملوث، وخضروات ملوثة أيضاً، وذلك لعدم غسيل أيدي المصاب عند استعمال المرحاض، وقبل إعداده الأطعمة أو المشروبات، مع انتشار الحشرات والذباب ونقلها للفيروس إلى الشراب أو الطعام، وتنتشر العدوى بين الأطفال بشكل أكبر داخل حضانات الأطفال، لذلك فإن التطعيم يساعد كثيرا على الإقلال من حالات الإصابة بهذا الفيروس، أما بالنسبة للفيروس “ب”، فمن النادر أن يصاب الطفل به، أما الإصابة بالفيروس “سي” فقد تحدث عن طريق الحقن الملوثة، أو الأدوات الجراحية غير المعقمة، إذا ما تعرض الطفل لإجراء جراحة ما، أو أثناء نقل دم أو أحد مشتقاته إليه، وتتراوح فترة الحضانة للفيروس ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع، بينما تتراوح فترة حضانة الفيروس″أ” في الجسم 30 يوما.

حرارة وصداع

وتتلخص أعراض الإصابة بالفيروس “أ” في ارتفاع درجة حرارة الجسم، وصداع، وآلام في البطن، وغثيان، وقيء، وفقدان للشهية، مع قلة النشاط، وتستمر هذه الأعراض من 7 إلى 10 أيام، بعد ذلك يظهر المرض بصورته الكاملة، حيث يبدأ البول في الاصفرار التدريجي حتى يتحوّل من اللون الأحمر البني إلى اللون الغامق مشابها للون الشاي الداكن، مع اصفرار بياض العين والجلد، وبفحص المريض نجد تضخما بالكبد مع ألم شديد في مكان الكبد بالجهة العليا اليمنى من البطن، وقد لا يظهر الاصفرار كاملا على الوجه والعينين لدى بعض الأطفال، لذا قد يختلط تشخيص المرض في بعض الأمراض الأخرى لكونه في البداية مشابها لمرض الإنفلونزا، لذلك لا بد من إجراء الاختبارات المعملية لتشخيص الحالة، ويمكن التأكد من وجود الفيروس عن طريق اختبار “البيليروين ومعرفة نسبة ارتفاع الصفراء في الدم، ونسبة إنزيمات الكبد في الدم، والتأكد من وجود أجسام مضادة للفيروس “أ”، وعند التأكد من الإصابة يجب عزل الطفل في المنزل لمدة ثلاثة أسابيع، وعادة ما تتحسن الحالة العامة للطفل خلال أسبوعين من العلاج الذي يعتمد على الراحة التامة، وتناول السوائل بكثرة، والابتعاد عن الأطعمة التي تزيد من حدة الغثيان والقيء، مع تجنب إعطاء الطفل أية مضادات حيوية، لأن لها آثارا جانبية على الكبد، قد تؤدي إلى تدهور حالته بدلا من الشفاء، ويمكن إعطاء الطفل وجبات خفيفة غنية بالسكر، مع عدم القيام بمجهود، ومعظم الحالات يتم شفاؤها، أما إذا تدهورت الحالة الصعبة للطفل، فقد يصاب بالفشل الكبدي الحاد، أو الإصابة بتليف الكبد المزمن، ويحتاج الأمر هنا إلى زراعة كبد، أما إذا اتبع الأهل تعليمات الطبيب فالحالة كثيراً ما تستجيب للعلاج في خلال أسبوعين أو ثلاثة.

ومن ناحيته، يضيف د. هاني أحمد لطفي، استشاري طب الأطفال عن فيروسات التهاب الكبد الوبائي “ب وسي” قائلا: ينتقل الفيروس “ب” عن طريق إفرازات المصاب به وعن طريق الدم، ويمكن أن يتحوّل هذا الفيروس إلى مرض مزمن بالكبد ويسبب تليف الكبد، إلا أن التطعيم ضد هذا الفيروس خفض نسبة إصابة الأطفال به، حيث يعطي للأطفال ابتداء من الشهر الثاني من العمر ثم في الشهرين الرابع والسادس.

ويُعد فيروس “سي” أو “ج” من أخطر الفيروسات المدمرة للكبد سواء الصغار والكبار، وهو ينتقل عن طريق الحقن الملوثة عند نقل الدم، وأيضا عن طريق أدوات التجميل والحلاقة، وتكمن خطورة هذا الفيروس في أنه يصيب الطفل دون ظهور أية أمراض تلفت نظر المحيطين به، أيضا لا يوجد حتى الآن تطعيم ضد هذا الفيروس.

وعن طرق الوقاية قال: إجراء التحاليل قبل الزواج أول طريق لوقاية الأطفال من الأمراض الوراثية، ومنها أمراض الكبد التي قد ترجع إلى عيوب وراثية بالجينات أو بالتمثيل الغذائي، فقد يولد الطفل حاملا هذه العيوب، ولا تظهر عليه الأعراض إلا بعد سنوات، الحرص على تطعيم الأطفال ضد الفيروسات الكبدية وخصوصا فيروس “ب”، لأن إصابة الأطفال حديثي الولادة قد تتحوّل إلى إصابة مزمنة لدى 90% من المصابين. أيضا التطعيم ضد فيروس ″أ”، والتركيز على أهمية الغذاء السليم والمتوازن للأطفال لوقايتهم من أمراض سوء التغذية التي تؤثر مباشرة على سلامة الكبد. النظافة العامة والشخصية كغسل الأيدي والغيارات والملابس، والتخلص من الإفرازات بطريقة صحية، وتطعيم المخالطين ضد المرض. عدم بيع أية مأكولات غير مغلفة وغير معقمة. إعطاء واقي فاكسين من الفيروس “أ” للأطفال وتلاميذ المرحلة الثانوية، حيث أن له القدرة على الوقاية من الإصابة لمدة عشر سنوات.

اقرأ/ي أيضًا| أميركا تمنع تسويق الصابون المضاد للجراثيم

التعليقات