17/09/2016 - 13:13

القلق والتوتر: مسببان رئيسيان لأمراض القلب عند المرأة

تعتبر المرأة بطبيعتها أكثر عاطفية وتأثرًا بالمشاعر والأحداث المحيطة من الرجال، وهو ما جعل قلوب النساء تبدو أكثر تعرضا للأزمات القلبية بسبب القلق والتوتر مقارنة بقلوب الرجال، وذلك يرجع إلى عوامل فسيولوجية وهرمونات، بحسب ما ذكرته دراسة حديث

القلق والتوتر: مسببان رئيسيان لأمراض القلب عند المرأة

تعتبر المرأة بطبيعتها أكثر عاطفية وتأثرًا بالمشاعر والأحداث المحيطة من الرجال، وهو ما جعل قلوب النساء تبدو أكثر تعرضا للأزمات القلبية بسبب القلق والتوتر مقارنة بقلوب الرجال، وذلك يرجع إلى عوامل فسيولوجية وهرمونات، بحسب ما ذكرته دراسة حديثة.

أكد باحثون في الكلية الطبية في جامعة فيينا بالنمسا في دراستهم، أن قلوب النساء تتأثر وتتفاعل بشكل مختلف مع الأحداث مقارنة بالرجال، وهذا ما قد يجعل المرأة أكثر تعرضًا للمشاكل الصحية، خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب.

وأوضحوا في دراسة أجريت حديثًا، أنه بدراسة عدة عوامل، وجد أن النساء أكثر تعرضًا لمخاطر السكتة القلبية، ما يرجع إلى عوامل فسيولوجية وهرمونات تلعب دورًا مباشرًا في ذلك، حيث أن المرأة تهمل صحتها عند خدمة أسرتها، ما يعرضها للأمراض.

وعرفت الدراسة القلق بأنه ردة فعل للإجهاد أو التوتر، سواء ذلك الذي يحمل ملامح نفسية أو بدنية صحية، ويعتقد أن الشعور بالقلق ينبعث من اللوزة  “amygdala”، وهي منطقة في المخ تتحكم بالعديد من الاستجابات العاطفية والمشاعر.

وأشار الباحثون إلى أنه عندما تنقل المرسلات العصبية النبضات نحو الجهاز العصبي، فإن معدلات دقات القلب وسرعة التنفس تزداد وتتوتر العضلات، ويتحول تدفق الدم من الأعضاء الداخلية نحو المخ، ما يجعل الإنسان متأهبًا لمجابهة الأزمة، بوضعه الجسم في حالة التأهب على المدى القصير، لكن التأثيرات الصحية لذلك ضارة، إذ أنها تسبب الصداع واضطرابات الصحة، وعندما يشتد القلق فإن نتائجه تكون ثقيلة على صحة الدماغ وحالة القلب.

وذكرت الكلية الطبية في فيينا، أن ارتفاع نسبة الإصابة بالسكتة القلبية عند النساء يرتبط بموضوع القلق التوتر، ولم تذكر هذه العلاقة بينهما إلا نادرًا، كما بين العلماء في جامعة فيينا في دراستهم أن النساء يعانين أيضا من أمراض السكتة القلبية كما الرجال.

وبحسب الدائرة الاتحادية الأوروبية للإحصائيات، فإن أمراض القلب هي من المسببات الرئيسية للوفاة في أوروبا، وأن النساء تعاني بصورة أكبر من أمراض “ضعف القلب”، أما الرجال فيعانون بكثرة من أمراض “السكتة القلبية”. وقالت أستاذة الطب بجامعة فيينا، وإحدى القائمات على الدراسة، د. أليكاسندرا كاوتسكي فيلر: "إن النساء لا يتعاملن بصورة سليمة مع القلق – فعلى سبيل المثال – عندما تنشغل سيدة بعملها أو بسبب حياتها يبدو ذلك واضحًا على صحتها وعلى عمل قلبها بصورة خاصة، مما يوضح أن النساء هن أكثر عرضة لمشاكل القلب الناتجة من ضعفه".

وتابعت كاوتسكي فيلر: "سبب ذلك يرجع إلى الضغوط النفسية الصعبة، والتي تلعب دورًا مهمًا في زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب، إلى جانب زيادة الوزن ومرض السكري وقلة النشاط البدني".

وفي دراسة أخرى عرفت بـ”مبادرة صحة النساء”، وجد أن النساء اللواتي لديهن أعلى مستوى من مخاوف القلق التوتر، يتعرضن بنسبة تقرب من 61 بالمئة لخطر النوبة القلبية وأمراض القلب، ويتوفين بنسبة 31 في المئة أكثر بنوبة منها، مقارنة بالنساء اللواتي لديهن مستوى أقل من القلق، كما أظهرت معطيات من 3300 من النساء ما بعد سن اليأس، شاركن في دراسة، أن نوبات الذعر والتوتر أدت إلى ازدياد خطر حدوث أزمة في الشرايين التاجية أو سكتة دماغية بثلاث مرات.

كذلك استنتجت دراستان، الأولى أجراها معهد "لاون" لأبحاث القلب والأوعية الدموية بكلية هارفارد للطب، والثانية أعدتها الجامعة الطبية بكندا، أن الرجال الذين يعانون من اضطرابات القلق، يزداد لديهم حدوث نوبة قلبية أكثر بمرتين، مقارنة بالآخرين الذين ليس لديهم اضطرابات القلق والتوتر.

وتوضح أستاذة الصحة العامة بكلية طب قصر العيني، د. مها الرباط، أن وجود عوامل الخطر التي تختلف بين الرجال والنساء، بسبب الاختلاف في عمل الهرمونات، عامل مؤثر في زيادة معدلات إصابة المرأة بنوبات القلب والناتجة من القلق والتوتر، لافتة إلى أنه من الاختلافات الأساسية بين الجنسين، الدورة الحياتية غير المنتظمة عند النساء، وارتفاع نسبة الإصابة بالسكري بسبب الحمل، أيضًا ارتفاع ضغط الدم وتجمع الدهون عند بعض أطراف الجسم بعد سن اليأس، كما أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية الكشف عن المرض عند النساء هي صعبة في العادة، وتعد مشكلة كبيرة أمام الطب، إذ أن أعراضًا أخرى عند المرأة تقود أيضًا إلى ارتفاع وانخفاض ضغط الدم، ولا تعني بالضرورة الإصابة بأمراض القلب، ما يجعل المرأة أكثر عرضة وتأثرًا بأمراض القلب من الرجال.

وتنصح الرباط النساء بأن يتخذن أسلوبًا فعالًا للراحة، وأن يقمن بأخذ استراحات صغيرة ومتعددة يوميًا، وكذلك الحركة المستمرة لتقليل التوتر، وتخفيف الضغوط النفسية والعصبية عليهن.

وفي نفس السياق، يؤكد استشاري الصحة النفسية، د. فتحي سعيد، أن القلق والتوتر يرتبطان بشكل مباشر بطبيعة المرأة، والتي تتفاعل وتتأثر بالأحداث وما يجرى حولها بشكل أكبر من الرجال، وهو ما يجعلها عرضة للإصابة لأمراض القلق، وفي مقدمتها ضعف القلب، هذا بجانب الاضطرابات في الجهاز التنفسي والحالات المعوية، كما أنه عندما يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالات من القلق الذي لم يتم علاجه، فإن من الصعب علاج أمراضهم المرتبطة والناتجة من القلق والتوتر، وتصبح أعراضها أكثر سوءًا، وفي بعض الأحيان فإنهم يتوفون مبكرًا، مشيرًا إلى أن اضطرابات القلق ترتبط أكثر بظهور أمراض القلب، وبالتدهور الذي يحدث في الشرايين التاجية للأشخاص المصابين فعلا بأمراض القلب.

إقرأ/ي أيضًا| أطعمة مسرطنة... احذرها

التعليقات