19/09/2016 - 13:01

المكملات الغذائية: أضرار تفوق المنافع

يعتمد البعض بشكل دائم على تناول المكملات الغذائية لتعويض ما يفقده الجسم من عناصر ومواد غذائية على مدار اليوم، وحتى يستطيع إعادة التوازن الصحي ويقوم بإنجاز الأعمال الموكلة له بكفاءة وحيوية

المكملات الغذائية: أضرار تفوق المنافع

يعتمد البعض بشكل دائم على تناول المكملات الغذائية لتعويض ما يفقده الجسم من عناصر ومواد غذائية على مدار اليوم، وحتى يستطيع إعادة التوازن الصحي ويقوم بإنجاز الأعمال الموكلة له بكفاءة وحيوية، إلا أنه وعلى الرغم من فوائد تلك المكملات، تبين علميا أنها تتسبب في إصابة الإنسان ببعض الأمراض، كما أنها ذات آثار جانبية خطيرة على أجهزة الجسم المختلفة، أهمها زيادة فرص إصابة الإنسان بالأورام الخبيثة، نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من المواد الكيميائية التي تؤدي إلى تراكم السموم والبكتيريا داخل الجسم، وبالتالي تكون فرص الإصابة بالسرطان متاحة بصورة متزايدة، هذا بجانب دور المكملات الغذائية في الإصابة بأمراض القلب، نتيجة لعدم وصول الدماء إليه بالكمية المطلوبة لقيامه بوظائفه، وذلك بسبب تكدس المواد الكيميائية داخل الشرايين، نتيجة الإفراط في تناول المكملات الغذائية، بالإضافة إلى أن المكملات الغذائية تتسبب في الإصابة بالفشل الكلوي، حيث تؤدي مكوناتها إلى تآكل جزئي لجهاز الكلى، مما ينتج عنه فشل في بعض أجزائه وتقاعسه عن أداء وظيفته بصورة طبيعية.

ويقول د. طارق العريني، أستاذ الصحة العامة بمستشفى المنيا الجامعي: للمكملات الغذائية أضرارها كما أن لها فوائدها، والتي من أبرزها أنها تقوي العظام، حيث تعزز من وجود عناصر الحديد والكالسيوم في الجسم، وهو ما تحتاجه العظام لثقلها، كما تعمل مكملات البروتين على تزويد الجسم بكافة أنواع البروتينات التي تحفز عمل خلايا الدماغ بصورة طبيعية، نظرا لتخلله عبر الدماء إلى أعلى الدماغ، وبالتالي يقوم بتغذية الخلايا مما يجعلها قادرة على العمل المتواصل دون التعرض للتلف أو الإجهاد، مشيرا إلى أن مكملات البروتين تنقسم إلى أنواع متعددة، منها مكملات بروتين الحليب وفول الصويا، جميعها تكسب الجسم نسبة هائلة من البروتينات والفيتامينات، بالإضافة إلى مكمل الكرياتين الذي يمنح الجسم مزيدا من الطاقة، وبالتالي يكون بمثابة علاج نهائي لجميع الضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان يوميا.

ويضيف د. علاء العشري، أستاذ الجراحة العامة بجامعة عين شمس: من الفوائد الأساسية للمكملات الغذائية أنها تقوم بتقوية الجهاز المناعي، من خلال تزويد الجسم بالعناصر الغذائية المطلوبة، مثل الحديد والمغنيسيوم، والمعادن التي تعزز من قوة المواد الدفاعية داخل الجهاز المناعي، ومن ثم تكون قدرتها في مواجهة السموم والبكتيريا أقوى، كما تسهم في القضاء على آلام المعدة بتعدد أسبابها، لا سيما الآلام الناتجة عن القرح أو تهتك الجدار، حيث تعمل من خلال مكوناتها على إعادة ترميم الجدار وإكسابه القوة والمتانة، وكذلك تقضي على الالتهابات والآلام التي تصيب المفاصل، نتيجة تآكل الغضاريف بين العظام، وذلك من خلال تعويض العظام عن تلك الغضاريف والعمل على إعادة تكوينها.

ويؤكد العشري، أن هناك علاقة بين المكملات الغذائية والأداء العقلي، حيث تعمل على تعزيز عمل خلايا الدماغ وتحافظ عليها من التلف، نظرا لاحتوائها على مواد غذائية مفيدة تتغلغل داخل الأوردة لتصل إلى الدماغ، ولكن رغم تعدد فوائدها إلا أن هناك أضرار عدة تتسبب في إصابة الإنسان بأمراض خطيرة، مثل الأورام السرطانية التي تتكون نتيجة تكدس السموم المتواجدة ضمن مكونات المكملات الغذائية داخل الجسم، ومن ثم تصبح فرص إصابة الإنسان بالسرطان في ازدياد دائم، لا سيما إذا اعتاد على تناولها بكثرة، موضحا أنها تتسبب في إصابة الإنسان بالأمراض النفسية مثل القلق والتوتر، حيث تحتوي المكملات الغذائية على نسبة من الكرياتين والكافيين، اللذين يؤديان إلى حدوث تغيير في الساعة البيولوجية للإنسان، واضطرابات في عدد ساعات النوم، وبالتالي يقوم بعكس ما يهدف إليه الإنسان من تناول تلك المكملات، وهو زيادة حجم الطاقة داخل الجسم.

اقرأ/ي أيضًا| أوميغا 3 تحسن مهارات القراءة لدى الأطفال

وعن الآثار الجانبية الأخرى للمكملات الغذائية، يشير د. مجدي الدالي، أخصائي الصحة العامة، إلى أن للمكملات الغذائية تأثيرا سلبيا على جهاز الكلى، نظرا لاحتوائه على مادة الكرياتين التي تؤدي مع الإفراط في تناول المكمل إلى إتلاف الخلايا، وبالتالي يتوقف العضو البشري عن أداء وظيفته بصورة منتظمة طيلة الوقت، كما تصيب المكملات الغذائية بأمراض القلب، وتتسبب في انسداد الشرايين، نتيجة مرور السموم التي تتركها المواد الكيميائية في الدم، ثم تتجمع بين الأوردة، وتصبح عملية وصول الدم للقلب أكثر صعوبة، وبالتالي تضعف حالة القلب ويتعرض الإنسان لنوبات قلبية، فاحتواء هذه المكملات على نسب عالية من الكيميائيات، يجعل أضرارها تتضاعف مع الإفراط في تناولها، مؤكدا أنها تتسبب في إصابة الإنسان بالضعف الجنسي في حالة الإكثار من تناولها، حيث تبدأ بتأثيرها على الدافع الجنسي، نتيجة انخفاض هرمون التستوسيترون المسؤول عن العملية الجنسية لدى الرجال، بل وتتطور الحالة مع الاستمرار في تناول تلك المكملات لتصل إلى العجز، لا سيما إذا لم يدرك الإنسان تلك التأثيرات سريعا، وكذلك تحتوي المكملات الغذائية على مواد تؤدي إلى الإصابة بمرض الحساسية لدى بعض الأفراد من أصحاب الطبيعة الجلدية الحساسة، وتظهر الإصابة من خلال أعراض معينة، مثل الصداع الدائم ووجود بقع حمراء اللون على سطح الجلد، بالإضافة إلى الشعور بآلام في البطن وضيق في القفص الصدري، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.

التعليقات