05/10/2016 - 10:29

دراسة: ثوان من "الهز" قد تؤدي لوفاة الطفل

حذرت الرابطة المهنية الألمانية لأطباء الأطفال، من هز الطفل أثناء البكاء لأنه يؤدي إلى تلف في المخ، وربما الوفاة في بعض الأحيان، مشيرة إلى ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الأطفال، وعدم التصرف بشكل متهور قد يودي بحياة الطفل ويندمون عليه.

دراسة: ثوان من

تلجأ الكثير من الأمهات إلى هز الأطفال الرضع للتغلب على البكاء، أو مساعدتهم على النوم، أو كنوع من أنواع المداعبة، وهي عادة توارثتها الأجيال، ظنا منهم أنها تعمل على تهدئة أعصاب الطفل وتساعده على الاسترخاء، إلا أن الحقيقة على خلاف ذلك، فهز الأطفال له الكثير من الأضرار والمخاطر عليهم، حيث أنه يسبب تورمات دموية في دماغ الطفل، كما أنه يصيبهم بارتجاج في المخ وعصبية زائدة، وقد يؤدي لوفاتهم باستمرار الهز لفترات ممتدة.

كشفت دراسة أميركية حديثة، أن متلازمة موت الأطفال المفاجئة قد تكون بسبب الاهتزاز، وهو يعتبر التشخيص الطبيعي الذي يمكن أن يؤدي إلى قتل الطفل، حيث أوضح الباحثون أن 90% من الأطباء متفقون على أن هز الرضع الأقل من 3 سنوات يمكن أن يؤدي إلى تورم دموي تحت الجافية، ويعد من النوع المهدد للحياة، كما يؤدي إلى نزيف حاد في شبكية العين ومنه إلى الغيبوبة والوفاة، وقد شارك في الدراسة أكثر من 628 طبيبا من أكثر من 10 مستشفيات رائدة في طب الأطفال في الولايات المتحدة، وشملت تخصصاتهم طب الطوارئ والرعاية الحرجة وطب الأطفال وإساءة معاملة الأطفال، وطب عيون الأطفال وأشعة الأطفال، جراحة المخ والأعصاب للأطفال، والأمراض العصبية لدى الأطفال، والطب الشرعي، لمعرفة أسباب متلازمة موت الأطفال، وقد أكد رئيس فريق البحث البروفيسور سانديب نارانج، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى آن وروبرت لوري بشيكاغو، أن البيانات المتوفرة لدينا تشير إلى أن هز الرضيع يرفع من خطر الإصابة بالوفاة لذلك يجب تجنبه.

كذلك حذرت الرابطة المهنية الألمانية لأطباء الأطفال، من هز الطفل أثناء البكاء لأنه يؤدي إلى تلف في المخ، وربما الوفاة في بعض الأحيان، مشيرة إلى ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الأطفال، وعدم التصرف بشكل متهور قد يودي بحياة الطفل ويندمون عليه. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 100 طفل في ألمانيا يصابون سنويا بتلف شديد بالمخ بسبب هز القائمين على رعايتهم لهم. كما أشارت إلى أن تلف المخ الذي ينتج عن قوة خارجية لا ترجع إلى وقوع حادث، هو السبب الأكثر شيوعا لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر إلى 12 شهرا، حيث يقول د. هانز نينتويتش، عضو مجلس إدارة الرابطة: إن رأس الطفل تكون أكبر نسبيا، ويكون وضع المخ أعلى نسبيا مع وجود قدر كبير من السائل، مما يجعل 5 ثوان فقط من هز الطفل قد تؤدي إلى توقف وظائف المخ.

من جانبه، يؤكد د. طلعت سالم، أستاذ طب الأطفال بكلية طب قصر العيني، أن هناك الكثير من الأضرار التي تلحق بالأطفال نتيجة هزهم باستمرار، وأهمها زيادة عصبية الطفل وتوتره، فعلى الرغم من أن الكثير يعتقد أن هز الطفل يعمل على تهدئته، إلا أنه في الحقيقة يؤدي إلى الكثير من المشاكل بالمخ، كما ينتج عن هذا الهز زيادة العصبية وتوتر الطفل، كما يؤدي إلى إصابته بأعراض فرط الحركة، وقلة التركيز في سنوات عمره اللاحقة، حيث أظهرت الكثير من الأبحاث الحديثة أن تكرار تلك العادة قد يؤدي إلى كارثة صحية تتمثل في إصابة الطفل بما يشبه ارتجاج المخ، وخاصة عند الهز العنيف أو الذي يستمر لساعات طويلة.

ويضيف د. نبيل فوزي، استشاري طب الأطفال: أن هز الأطفال له الكثير من الآثار السلبية، فمع الحركة تزيد موجات كهرباء المخ مما يؤدي إلى حدوث تشنجات عند الأطفال، قد تستمر معهم في الكبر، وذلك في حالة ولادة الطفل ولديه استعداد للإصابة بالتشنجات، كما أن حمل الطفل بعنف قد يحدث إصابة العضلات أو المفاصل مع الحركة العنيفة والقوية، مما يؤدي إلى ضعف مفاصل الكتف، ناصحا بضرورة عدم هز الطفل تجنبا للآثار السلبية الناتجة عنه، فقد يؤدي إلى حدوث اتساق موضعي، وتمزق في الأوعية الدموية بالرأس، مما يؤدي إلى وجود ورم دموي، وبالتالي نزيف في شبكية العين وفقدان البصر. كما يحذر من قذف الطفل بشدة وذلك بشكل لا إرادي، لأنه يؤدي إلى خروج ما يوجد بالمعدة، بعد أن يكون الطفل قد تناول الطعام.

ولتجنب تعرض الأطفال الرضع لمثل هذه الحالات، ينصح الأطباء بتجنب هز الأطفال عند البكاء، ولكن يجب معرفة احتياجات الطفل التي دفعته إلى البكاء، وأسباب دخوله في نوبة بكاء متواصلة، ومحاولة تلبية طلباته، مثل إطعامه أو تغيير حفاضته، والتأكد من أن ملابسه غير مبتلة، وأنه لا يعاني من أي ألم في جسمه أو ارتفاع في درجة الحرارة، لأن وقتها يجب اصطحابه للطبيب المختص، وفي حالة عدم وجود مبرر للبكاء، فمن الممكن اصطحاب الطفل للتمشية في عربة الأطفال الخاصة به ومحاولة ملاعبته، ناصحا بالتحلي بالصبر في التعامل مع الأطفال الرضع والتمتع بالهدوء، ومن الممكن عمل مساج للطفل.

اقرأ/ي أيضًا| مادة الديوكسين تحدد جنس المولود لدى الرجال

كما ينصح بالتخفيف من حدة الضوء وتجنب حدوث ضوضاء في المنزل، أيضا يمكن تقديم بعض الألعاب التي تصدر أصواتا للطفل لكي تلفت انتباهه، فضلا عن قيام الأم بالهدهدة، لأن الطفل وقتها يشعر بالأمان من والدته والغناء له بصوت منخفض، حيث يؤكد د. عبدالناصر حسين، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن البكاء لا يؤثر على صحة الطفل بشكل مباشر، ولكن في نفس ذات الوقت هو يعتبر إنذارا للوالدين بوجود مشكلة ما، فلابد من الذهاب للطبيب لمعرفة تلك المشكلة ومعالجتها، مشيرا إلى أن عدم الانتباه والاهتمام ببكاء الطفل سيؤدي إلى اكتشاف العديد من الأمراض في وقت متأخر، ومن ثم مضاعفات تؤثر على صحة الطفل.

 

التعليقات