04/12/2016 - 11:38

نصائح واقية لمرضى البهاق

كشفت أحدث الأبحاث الطبية العالمية، أن الاستعانة بآلية زرع الأنسجة تساعد في استعادة الجلد للصبغة اللونية الخاصة به، مما يساعد مرضى البهاق في عودة اللون الطبيعي للجلد والمناطق المصابة بالمرض، مؤكدين أن مرض البهاق ينتج عن اختفاء المادة الصبغ

نصائح واقية لمرضى البهاق

مرض البهاق من الأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان وتحدث تشوهات بالجلد، وينتج عن اختفاء المادة الصبغية في الأنسجة الجلدية، وذلك في حالة عجز أنسجة الجلد عن إنتاج الصبغة اللونية اللازمة نتيجة تعرضها للتدمير، وهو ما يعني فقدان الجلد للونه الطبيعي. وفيما يلي مجموعة من الإرشادات لتجنب زيادة حجم المنطقة المصابة وتدهور حالة المريض.

قد كشفت أحدث الأبحاث الطبية العالمية، أن الاستعانة بآلية زرع الأنسجة تساعد في استعادة الجلد للصبغة اللونية الخاصة به، مما يساعد مرضى البهاق في عودة اللون الطبيعي للجلد والمناطق المصابة بالمرض، مؤكدين أن مرض البهاق ينتج عن اختفاء المادة الصبغية في الأنسجة الجلدية، وذلك في حالة عجز أنسجة الجلد عن إنتاج الصبغة اللونية اللازمة نتيجة تعرضها للتدمير، وهو ما يعني فقدان الجلد للونه الطبيعي.

وأشار الباحثون إلى أن مرض البهاق يصيب نحو شخص من بين كل مائتي شخص حول العالم، وقد أجرى باحثون من مستشفى “هنري فورد” في الولايات المتحدة، مجموعة من التجارب على أكثر من 23 شخصًا من أماكن مختلفة ما بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، تراوحت أعمارهم ما بين 18 و60 عامًا، وتم الحصول على عينة من أنسجة جلد اليد، وكشفت النتائج بعد إجراء عمليات زرع أنسجة جديدة إلى استعادة أنسجة الجلد قدرتها على إعادة إفراز المادة الصبغية واستعاد المرضى حوالي 45% من لون جلدهم الطبيعي.

وتوضح أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية، د. أميرة سالم، أن مرض البهاق هو إصابة تظهر على الجلد، حيث يهاجم الجهاز المناعي صبغات الميلانين، مما يؤدي إلى تغير لون الجلد الطبيعي، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف السبب في الإصابة بهذا المرض. إلا أن أغلب الدراسات تشير إلى أن الصدمات العصبية أو التعرض لحروق شديدة قد يؤديان إلى حدوث اضطرابات بالجهاز المناعي، مشيرةً إلى أن المريض يمكنه اكتشاف المرض بمجرد النظر إلى الجلد، ويعتمد دور الطبيب على تحديد حجم الإصابة، لافتةً إلى أن هناك أنواع عديدة من المرض منها الثابت الذي ينتشر بشدة على أجزاء الجسم ولا يزداد، وهناك نوع ينتشر بشكل تدريجي، وهناك نوع آخر يشفي تلقائيا، فبعد الإصابة يعود الجلد إلى شكله الطبيعي.

وعن طرق علاج البهاق تقول سالم: يمكن للطبيب المعالج تحديد العلاج المناسب للمريض من خلال تحديد درجة ومستوى الإصابة، فهناك علاج عن طريق العقاقير الطبية، وتشمل المضادات الحيوية والأدوية المدهونة التي يتم وضعها على المنطقة المصابة بالجلد، بالإضافة إلى العلاج عن طريق الحقن تحت الجلد، لافتة إلى أن هناك نوع آخر من العلاج يتمثل في الأشعة فوق البنفسجية، حيث يقوم الطبيب المعالج بتلوين الأماكن التي تغير لونها نتيجة الإصابة بالمرض، وفي هذه الحالة يرتبط الطبيب بشكل أساسي بمساحة محددة من الإصابة، أو يمكنه استخدام تلك الأشعة في حالات الإصابة الشديدة، كما يوجد العلاج الجراحي من خلال زراعة الخلايا الصبغية، حيث تستخدم هذه الطريقة في حالة الإصابة بالبهاق الثابت الذي لم يستجب لتلك العلاجات الأخرى.

وتنصح د.سالم مرضى البهاق باستخدام واقي الشمس سواء بالشتاء أو الصيف، لأن البهاق يجعل الجلد أضعف، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بحروق الشمس، بشكل أسرع وأسوأ من الطبيعي، مشيرة إلى أنه في أغلب الأحيان يظهر المرض على منطقة الوجه وخاصة بجانب الفم أو على اليدين، أو على مفاصل الأصابع، أو العنق، أو الصدر، وفي بعض الأحيان يظهر على الأماكن التناسلية أو الإبطين أو الفخذين، بجانب تأثيره على لون الشعر الذي قد يؤدي إلى الشيب رغم صغر السن، مؤكدة أنه غالبًا ما تكون هناك حالات وراثية بهذا المرض داخل العائلة الواحدة.

بدوره، يشير الأستاذ بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمركز القومي للبحوث، د. هاني الناظر، إلى أن هناك طريقة علاج جديدة لمرض البهاق تعتمد على نظرية أن سبب المرض هو خلل في الجهاز المناعي للإنسان، حيث يستخدم دواء الميثوتركسات المخفض لنشاط الجهاز المناعي في علاج البهاق، بهدف منع الأجسام المضادة للخلايا الملونة من محاربتها، وبالتالي مقاومة المرض ومنع انتشاره وعلاجه، لافتا إلى أنه تم إجراء مجموعة من التجارب الإكلينيكية خلال عامي 1995 و1996 على 60 مريضا متوسط أعمارهم من 20 إلى 40 عامًا، حيث تم توقيع الكشف الطبي عليهم وإجراء التحاليل الطبية الكاملة، بعد استبعاد الأطفال والحوامل والرضع والأشخاص المصابين بأية أمراض في الكبد أو الكلى، وتم تقسيم المرضى إلى ثلاث مجموعات، الأولى خاصة بالحالات الخفيفة، والثانية الحالات المتوسطة، والثالثة الحالات الشديدة، والتي يكون المرض قد انتشر في أغلب أجزاء الجلد، واستمر العلاج بجرعات منخفضة من الدواء خلال 6 أشهر، ولوحظ أن 80% من المجموعة الأولى حققوا الشفاء، و60% من المجموعة الثانية تم شفاؤهم، أما الثالثة فقد شفي منها 7 مرضى بنسبة نجاح 35%، وبالمتابعة لوحظ أن المرض لم يرتد للمريض مرة أخرى، مؤكدًا أن هناك حقائق علمية عن دواء الميثوتركسات، حيث أن هذا الدواء يجب تناوله بحذر شديد وتحت إشراف الطبيب المعالج وإجراء فحوصات وتحاليل دورية لتجنب الآثار الجانبية التي تحدث نتيجة تعاطيه.

وتقدم رئيسة الجمعية المصرية لمرضى البهاق والصدفية، د. ولاء أبو الحجاج، مجموعة من النصائح التي يجب أن يتبعها مريض البهاق خلال فترة الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وسطوع أشعة الشمس، ففي حالة إن كان مريض البهاق يعاني من السكر، فيجب أن يتحكم في مستوى السكر بالدم، كما يمنع من تناول “السم الأبيض” وهو الملح والسكر وخاصة المخللات، ومحاولة  التقليل من تناول الأطعمة المقلية والدهون، والاعتماد بشكل أساسي على تناول الخضروات والفواكه الطازجة خاصة ذات اللون الأخضر والسلطة الخضراء، بالإضافة إلى تناول الأوميجا 3 المتوفر في الأسماك الزيتية والتونة، والحرص على عدم التعرض إلى حرارة الشمس المباشرة خاصة خلال فترة الظهيرة.

اقرأ/ي أيضًا | البدانة قد تتسبب بالانتحار!

ووفقا لأحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يعتبر مرض البهاق من أكثر الأمراض الجلدية المنتشرة حول العالم، حيث يصاب به ما يقرب من 2% من إجمالي سكان العالم.

التعليقات