09/12/2016 - 10:55

تأخر الحمل لمنتصف العشرينات يزيد عمر المرأة 11%

أكثر مراحل العمر المناسبة لبدء التفكير في الحمل والإنجاب ما بين الـ25 إلى الـ33 من عمر المرأة، بعكس ما يُقال إن المرأة كلما كبرت تقل لديها فرص تحقيق الخصوبة.

تأخر الحمل لمنتصف العشرينات يزيد عمر المرأة 11%

لا يشكل حمل المرأة في بداية عقدها العشريني خطورة على صحتها بقدر ما يشكله الحمل والإنجاب في أواخر العقد الثلاثيني، مع الأخذ بعين الاعتبار استثناءات القاعدة، ولكن بالرغم من ذلك تنصح المرأة بتأجيل حملها وإنجابها فترة زمنية معينة، شريطة أن يبدأ التفكير في الإنجاب بعد تجاوز عمر الـ25 عاما، وأن يقف التأجيل عند حدود عمر الـ35 عاما، لأن ذلك يعزز من فرص تمتعها بعمر أطول، إذا ما قورنت بغيرها ممن حملن وأنجبن في وقت مبكر.

وأكدت دراسات عديدة أجريت في هذا الشأن، من أبرزها دراسة جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن المرأة التي تؤجل إنجابها للطفل الأول بعد تجاوز الـ25 من عمرها تزيد لديها فرص التمتع بعمر مديد بنسبة قد تصل إلى 11 بالمئة، على عكس أخريات قررن الإنجاب في بدايات العقد العشريني، حيث تزيد فرص إصابتهن بالعديد من الأمراض، خاصة إذا لم تكن إمكانيات جسدهن الصحية تسمح لهن بتخطي مرحلة الحمل بسلام.

ويعلق د. حازم العشماوي، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، على ذلك قائلا: نتائج تلك الدراسة جاءت بناء على أسس علمية وصحية تتعلق بحالة المرأة والقدرات الجسدية لها، لذلك أكدت الدراسة أن المرأة التي تقوم بتأخر إنجابها بعد تجاوز الـ25 من عمرها، يزيد معدل تمتعها بعمر أطول، مقارنة بغيرها ممن حملن وأنجبن قبل الدخول في العشرينات من عمرهن، أو بعد بسنوات قليلة، حيث تكون معدلات الخصوبة لديها في مرحلة متوازنة وقابلة لأن تتم بصورتها الطبيعية، وبالتالي لا يمكنها إلحاق المرأة بتداعيات الحمل المرهقة التي تلازم المرأة عادة، وتعرض حياتها للخطر في بعض الأحيان، كما أنها تكون من الناحية الجسدية أكثر استعدادا لتحمل تبعات الحمل إن حدثت، لأن قدرات جسدها الوظيفية تصبح مكتملة، وبالتالي تقل فرص إصابتها بالأمراض، حيث يلحق بالحمل أحيانا الإصابة بمرض السكري، وهذا يرجعه بعض الخبراء إلى كثرة تناول السكريات خلال فترة الحمل، أو حدوث اضطرابات في أداء بعض أجهزة الجسم لعملها، ولكن بالإضافة إلى ذلك تكون بسبب عدم تناسب العمر مع الحمل.

وأوضح العشماوي، أن أكثر مراحل العمر المناسبة لبدء التفكير في الحمل والإنجاب ما بين الـ25 إلى الـ33 من عمر المرأة، بعكس ما يُقال إن المرأة كلما كبرت تقل لديها فرص تحقيق الخصوبة، وأن البويضات الصالحة لهذه العملية يقل وجودها لدى المرأة بنسبة 20 بالمئة كل عام يمر عليها بدون زواج وإنجاب، مشيرا إلى أن المرأة إذا عانت بالفعل من مشاكل في عملية الخصوبة، أو قلة في عدد البويضات، لا يكون في العقد العشريني أو بداية الثلاثيني، بل يكون في وقت متأخر من عمرها، حيث تبدأ تلك الإشكاليات بعد تجاوز سن الـ35 من عمرها، الأمر الذي لابد أن يشجع الكثيرات من تأخر حملهن وإنجابهن إلى ما بعد عمر الـ25، كما أن المرأة خلال هذا العمر تكون أكثر إدراكا بالمسؤولية التي أقبلت عليها، حيث يمكنها ذلك من إدارة حياتها مع جنينها بوعي دون التعرض لمشاكل تعرض حياتهما للخطر.

من جانبه، يشير د. عمرو الخولي، استشاري علاج العقم والضعف الجنسي، إلى أن الفارق بين المرأة التي تؤخر إنجابها لبعد الـ25 من عمرها، وغيرها ممن أنجبن قبل هذا العمر، هو أن خلال تلك الفترة العمرية تكون أقدر على التحمل أكثر، وتكون مناعتها في مقاومة أخطار الحمل أكثر مقارنة بنظيراتها، وبحسب الأبحاث العلمية تكون النتيجة زيادة عمر المرأة التي تؤجل حملها لسن الـ25 إلى عمر الـ90 عاما، بعكس اللواتي يبدأن الحمل وهن غير قادرات جسمانيا على المقاومة، وبالتالي تزيد فرص إصابتهن بالأمراض التي تضعف الجسم بتكرار حالات الإنجاب، مثل آلام العصب الوركي أو كما يُسمى “عرق النسا”، أو التهاب الكليتين وسرطان الرحم، ورغم أن علاج هذه الأمراض يمكن أثناء الحمل، ولكن تأثيراتها الخطيرة تعرض حياة المرأة للخطر، الأمر الذي يقوض من عمرها ويعرضها للموت في وقت مبكر من عمرها، كما أن اختيار هذه الفترة العمرية يحمي المرأة الحامل من مخاطر الإجهاض التي قد تتعرض لها نظيرتها التي تنجب قبل عمر الـ25.

ويضيف الخولي: حماية المرأة الحامل من تشوه الأجنة من الأمور التي يصعب على الطبيب فعلها إذا لم يتوفر لدى المرأة الاستعداد الجسدي لذلك، وهذا الاستعداد يكون في الفترة بين الـ25 والـ32 من عمرها، بخلاف هذا تزيد فرص تشوهات الجنين لديها، كما يصعب علاجها، وهذا لا يعني أن الأمل مفقود في العلاج، ولكن نتيجتها ليست مضمونة، لذلك يفضل تأخر الحمل، ولكن بصورة لا تعرض المرأة لمشاكل بعد فترة عمرية معينة، وهذا لا يؤثر بصورة مباشرة على عملية الخصوبة أو التبويض لدى المرأة، ولا يؤشر لإصابتها بالعقم، وإن وجد فإن تأخر الحمل لهذه الفترة العمرية لا يعيق إمكانية علاجه، كما أن إنجاب المرأة إلى حد أربعة أطفال خلال هذه الفترة، يزيد من عمرها أيضا بنسبة 11 بالمئة حتى تصل إلى العقد التسعيني.

التعليقات