01/01/2017 - 12:39

د. عزّام لـ"عرب 48": "التدخين ووفيات الأطفال آفات يجب محاربتها"

عقّب مدير قسم الأمراض الداخلية في مستشفى رمبام بحيفا ونائب عميد كلية الطب في معهد "التخنيون" للشؤون الأكاديمية، الدكتور زاهر شفيق عزام، على أهم النقاط التي تلفت نظره من خلال عمله، وأيضًا من خلال البحوث التي يشارك فيها على مدار سنوات.

د. عزّام لـ

الدكتور زاهر شفيق عزام

عقّب مدير قسم الأمراض الداخلية في مستشفى رمبام بحيفا ونائب عميد كلية الطب في معهد "التخنيون" للشؤون الأكاديمية، الدكتور زاهر شفيق عزام، على أهم النقاط التي تلفت نظره من خلال عمله، وأيضًا من خلال البحوث التي يشارك فيها على مدار سنواتٍ طويلة.

وأفاد عزام أنّ البحوث التي تجرى في المجتمع العربي وخاصةً البحث الذي أجراه المختصون في جمعية الجليل قبل نحو شهر ونيّف، شكّل قاعدة مهمّة بكل ما يتعلّق بالصحة، وهو بحثٌ راقٍ وجاد، كما وصفه د. عزام، وقال، "إنّ البحث كشف الكثير من الوقائع الصعبة التي يعيشها فلسطينيو الداخل، والتي تتعلق بالصحة والبيئة".

وتابع د. عزام، "لفت نظري في التقرير التطرُق لموضوع التدخين، وأعتبِر آفة التدخين آفة خطيرة، ويجب أن نعترف أنها آفة آخذة بالازدياد وليس العكس، فأكثر من 50% من الرجال العرب، حسب استطلاع جمعية الجليل عام 2014، هم من المدخنين، وأيضًا في 2004، كان هناك 50% من المدخنين العرب".

وتطرّق د. عزام للمعطيات المرتبطة بالتدخين قائلاً، "إنّ المعطى حول تدخين الأرجيلة، مقلق جدًا، فهناك 18% من الرجال والنساء يدخنون الأرجيلة، والشريحة الكبرى من هؤلاء من مجموعة الشباب، وهذا رقم جدًا مقلق، ونحن نعرف ما هي عوارض التدخين، والتي تشمل أمراض قلب، وكوني طبيب اختصاصي قلب أعرف هذا الشيء، وإن كان في الأورام السرطانية، مثل سرطان الرئة، البلعوم، البنكرياس، حتى سرطان المثانة، وأنا طبيب أمراض داخلية وأرى هؤلاء المرضى. والمعطى الآخر الذي يلفت النظر طبعًا نسبة أمراض القلب عند العرب أكثر من نسبة أمراض القلب في المجتمع اليهودي، والتدخين هو أحد أخطر المركبات، السكري أيضًا معطى لفت نظري، فهو أيضًا آفة مجتمعية لدى المجتمع العربي، وفيات الأطفال، كانت الأرقام مقلقة، سمعت المحاضرات وأعتقد أن وفاة الأطفال من سببين: الأول زواج القربى، والثاني الحوادث التي يتعرض لها أطفالنا، وهذا أيضًا رقم مُقلق".

واستطرد د. عزام "أنا غير متفاجئ من التفاوتات في الوضع الصحي بين المناطق المختلفة، فكلما ابتعدنا جنوبًا أو أتجهنا شمالاً، كلما شحّت الخدمات الصحيّة مقارنة بمنطقة المركز، وهذا أيضًا رقم مقلق"، لأننا نحتاج إلى سد هذه الفجوات بشكلٍ كبير، إذ لا يعقل أن نعيش في دولة مساحتها 20 ألف كيلو متر مربع، ويكون هذا التفاوت الكبير في قُطر أو في محيط، 100 كيلو متر، من مدينة تل أبيب (كممثل للمركز)، الرسالة واضحة وصارخة لوزارة الصحة، لصانعي السياسة في وزارة الصحة، الرسالة صارخة لرؤساء السلطات المحلية، فقط ما يقارب 20% من المدن والقرى العربية تحوي على مسارات مشي لتشجيع الرياضة، نحن في القرن الـ21 والوقاية والرياضة هي جزء مهم".

وشدّد د. عزام على الوقاية الأوليّة لمنع الانحراف الصحي، من خلال اتِباع مسارات مشي، واختيار التغذية الصحيّة.

أضاف، "الأمور الصحيّة في المجتمع العربي تنعكس على أجسادنا، ولا شك أن هناك ارتفاع في الوعي مقارنة مع فترات سابقة، إذ زاد الوعي للبيئة ولتلوث البيئة، مثل الضجيج، النفايات، حرق النفايات، في كل ما يخص هذه الأمور هناك زيادة بالوعي، وهذا الشيء يُسعِد ويؤكد أن هناك أمل وأننا نستطيع أن نرقى بهذا المجتمع بواسطة شرائح المجتمع من العاملين إلى صانعي السياسة".

وختم د. عزام بالقول، "إنّ من الأولويات التي يجب أن نهتم بها هي عمل الأطباء بمهنية، وهذا موضوع مهم جدًا في المجتمع العربي، وأنا أقولها ولا أريد أن أتطرّف، لكنني مقتنع أن صناديق المرضى لها يد في تشجيع ما يسمى "طب الحمائل"، فالحمولة تتبع ابنها الطبيب بغض النظر ما هي أهليته أو مهنيته، آن الأوان أن نضع إصبعنا على الأمور التي توجعنا ليكون باستطاعتنا أن نتغلب عليها".

التعليقات