08/01/2017 - 09:08

كيف يؤثر التفاوت بالدخل على لياقة الشباب؟

عند البحث عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تصاحب ارتفاع أو انخفاض مستويات اللياقة البدنية، وجد الباحثون أنه كلما تزايد تفاوت الدخل في بلد فمن المرجح أن تقل نسبة لياقة أطفاله.

كيف يؤثر التفاوت بالدخل على لياقة الشباب؟

(أ ف ب)

في مقارنة بين مستويات اللياقة البدنية بين الأطفال في 50 دولة، تميل الدول التي بها تفاوت في الدخل لأن يكون الشباب بها أقل لياقة.

وسجلت الدول الأفريقية والواقعة في شمال أوروبا بالإضافة إلى اليابان أعلى النقاط في لياقة القلب والجهاز التنفسي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة و17 عاما، في حين احتلت المكسيك المركز الأخير بين الخمسين دولة واحتلت الولايات المتحدة المركز الرابع من آخر القائمة.

وعند البحث عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تصاحب ارتفاع أو انخفاض مستويات اللياقة البدنية، وجد الباحثون أنه كلما تزايد تفاوت الدخل في بلد فمن المرجح أن تقل نسبة لياقة أطفاله.

وقال كبير معدي الدراسة من جامعة أوتاوا، جاستين لانج، "نعرف أن اللياقة البدنية مرتبطة بشكل قوي بالصحة في الأطفال والشبان، نعرف أيضا أن الأطفال الأكثر صحة تزداد فرصتهم في أن يصبحوا أصحاء ومنتجين عندما يصبحون بالغين".

وأضاف أن "الفقر مرتبط بنتائج صحية سيئة كثيرة... نعرف الآن أنها تشمل اللياقة البدنية".

وقال لانج وزملاؤه في دورية "الطب الرياضي" البريطانية إنهم راجعوا 177 دراسة من ست قارات، استخدمت اختبار الجري المكوكي أو الجري ذهابا وإيابا لمسافة 20 مترا والذي يُعد أفضل وأشهر اختبار لقوة تحمل القلب والرئتين والعضلات.

وحلل فريق الدراسة نتائج 1142026 طفلا في 50 دولة، وبالتحديد متوسط إجمالي المسافة التي قطعها الأطفال خلال الاختبارات.

وكان الأطفال في تنزانيا الأسرع على الإطلاق، تلاهم أطفال أستونيا ثم أيسلندا فاليابان وعدة دول اسكندنافية ودول أفريقية. وحصلت فرنسا وجمهورية التشيك أيضا على نقاط عالية. وكانت أميركا الجنوبية، باستثناء كولومبيا، أسوأ من معظم دول شمال وجنوب أوروبا في حين جاءت البرازيل والولايات المتحدة ولاتفيا وبيرو والمكسيك في ذيل القائمة.

وأخذ الباحثون أيضا في اعتبارهم العوامل السكانية والاجتماعية الاقتصادية في كل بلد، بما في ذلك الطقس ومستوى المعيشة وتفاوت الثروة للبحث عن الصلة بين هذه العوامل وأداء الأطفال في اختبار الجري.

ووجدوا تفوق الذكور بصفة عامة عن الإناث في الاختبار، وهو ما أظهرته أيضا دراسات سابقة. وكان لمعدل بدانة الأطفال تأثير صغير في الدول المتقدمة ولكنه لم يكن له تأثير على الإطلاق في الدول النامية.

وبصرف النظر عن المستوى العام للتنمية في الدولة، فقد كان الاتجاه هو ضعف الأداء في هذا الاختبار في الدول التي بها تفاوت كبير بين الأغنياء والفقراء.

وأشار لانج إلى أنه في مثل هذه الدول تكون هناك غالبا أعداد كبيرة من السكان الفقراء جدا.

وقال جوناثان رويز، وهو باحث في مجال التدريبات البدنية والصحة في جامعة غرناطة بإسبانيا، إن الناس في الدول التي بها تفاوت في الثروة قد يواجهون عقبات للقيام بنشاط بدني.

وأردف قائلا "إمكانية أقل لدخول المنشآت الرياضية واحتمال أقل للقيام بأنشطة ونوعية طعام أقل وكل هذا يتحول إلى وضع أسوأ بالنسبة لشرايين القلب".

وختم لانج "لتحسين لياقة القلب والجهاز التنفسي لدى الأطفال، أوصى الباحثون بأن يمارس الأطفال رياضة مثل الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات ما لا يقل عن 60 دقيقة يوميا، بالإضافة إلى ذلك فإنهم ينصحون بالقيام بتدريبات أكثر كثافة تجعلك "تلهث" لمدة 20 دقيقة يوميا".

التعليقات