15/04/2017 - 13:10

نصائح للمرأة المقبلة على الحمل تقدمها د. عبير سليمان

قررت سليمان، من خلال عملها في موقعها الجديد، دعم النساء العربيات وتشجيعهن على ضرورة المعرفة الدقيقة، والحصول على أجوبة محددة من الطبيب المختص، والاهتمام بسماع نصائحه، خصوصا حينما تُقرر المرأة دخول الحمل، ما يُسهِل مراحله، ويخفف العبء والتخوفات التي قد تشعُر بها المرأة لاحقا.

نصائح للمرأة المقبلة على الحمل تقدمها د. عبير سليمان

بعد سنوات أمضتها في مستشفى العفولة، قرّرت أخصائية التوليد والأمراض النسائية، الطبيبة عبير سليمان، والتي أنهت دراسة الطب في معهد التخنيون بحيفا، الانتقال إلى مستشفى العائلة المقدسة بالناصرة، لتشغل منصب مسؤولة وحدة تعقيدات الحمل وأمراض الأم والجنين.

وقررت سليمان، من خلال عملها في موقعها الجديد، دعم النساء العربيات وتشجيعهن على ضرورة المعرفة الدقيقة، والحصول على أجوبة محددة من الطبيب المختص، والاهتمام بسماع نصائحه، خصوصا حينما تُقرر المرأة دخول الحمل، ما يُسهِل مراحله، ويخفف العبء والتخوفات التي قد تشعُر بها المرأة لاحقا.

د. عبير سليمان

وفي حديث خاص لـ'عرب 48' تطرّقت سليمان لحالات زواج الأقارب، وأكدت أن ذلك يستدعي متابعة صحيّة دقيقة خوفًا مِن حدوث مشاكل صحية ناتجة عن خلل وراثي قد يصيب الجنين.

وقالت سليمان إنّه بمجرد أن تُقرر المرأة الحمل عليها التوجه لطبيب النساء، للمتابعة أولا ولإجراء الفحوصات الدقيقة اللازمة، وأشارت د. عبير إلى أهمية التأكد من قدرة المرأة على الحمل من عدمها.

وتابعت أنه 'يجب فحص المشاكل التي تواجه المرأة الحامل، وإذا كانت المشاكل مقلقة فعلى الحامل معرفة التفاصيل قبل تطوُر الحمل'.

وشددت د. سليمان على الاهتمام بالصحة من خلال مراقبة الوزن الزائد، ومتابعة النساء المعرّضات لمرض السكري وضغط الدم، أو واجهن مشكلات في حمل سابق، وبناءً على وضعهن الصحي عليهن الاستماع لنصائح الطبيب المختص وتنفيذها بحذافيرها.

وأشارت د. سليمان إلى أهمية استعمال الحامض الفولي مدّة ثلاثة أشهر قبل الحمل، خاصةً أنّ وظيفة هذا الحامض تقليل احتمال التشوهات لدى الجنين، إذ بيّنت الأبحاث أنّ النساء اللواتي يتناولن الحامض الفولي، هُنّ نساء لديهن مشاكل أقل في الجهاز والأنبوب العصبي، وعليه يجب إجراء زيارة أوليّة قبل الحمل لدى الطبيب المختص، الذي يمر، بدوره، على الذاتيّة (ملف تفاصيل المرأة الحامل)، ويحدد من خلاله قدرتها على الحمل الآمن.

الفحوصات اللازمة

يُفترض بالمرأة الحامل، التوجه للطبيب المعالِج، خلال الثلث الأول من فترة الحمل، وذلك لمعرفة مواعيد إجراء الفحوصات الضرورية، ولماذا تُجرى هذه الفحوصات تحديدًا، ويُفترض من الرجل التعاون على اعتبار أنه شريك في قرار الإنجاب. وإذا لم يقدِّم الطبيب الشرح اللازم وكان لدى الأم أسئلة أو استفسارات، فلها الحق بالحصول على أجوبة وافية، هذه الأمور تكون عادة في اللقاء الأول، وفيه يتم تقديم شرح لفحوصات الدم الروتينية التي تُعطى للمرأة، مثل فحص وظائف الكبد والكلى، وفحص مستوى الهيموغلوبين في الدم، وفحص فيروسات معينة أو التعرُض في الماضي لفيروسات ما قد يؤثر على المرأة الحامل.

ومن الفحوصات اللازمة تحضيرا لحمل آمن، هناك فحص لنوع الدم، وفحص السكر خلال الصوم، وفحص شفافية الرقبة، وهو فحص يُجرى بين الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الحادي عشر من الحمل، ويتم من خلاله التأكد من عمق السائل في مؤخرة رقبة الجنين، وإذا كان السائل أعلى من الحد المطلوب، فهذا يعني أن الجنين مصاب بمتلازمة داون، وبعده يتم فحص الدم الكيميائي، وهو مكمِل لفحص شفافية الرقبة. وبعد هذا الفحص يُجرى فحص الأعضاء المبكِر، ويكون في الفترة بين 14 شهرًا وحتى 17 شهرًا، والهدف من الفحص التأكد من التكون السليم للأعضاء.

وبعد فحص مسح الأعضاء المبكر، يُجرى الفحص الكيميائي للثلث الثاني من الحمل، وهو عبارة عن فحص دم يساعد في التنبؤ حول احتمال أن يكون الجنين يعاني من متلازمة داون، ويُجرى الفحص الثاني للأعضاء بين الأسبوع الـ20 والـ26.

ولا يمكن إجراء فحص للجنين قبل مضي الأسبوع الـ26، لأنّ الدماغ لا يظهر والأعضاء تكون غير متكاملة في هذه الفترة، وبعد الفحص يمكن الكشف عن وجود خلل في أعضاء الجنين، ما يستدعي إجراء فحص السكر، بين فترة الأسبوع الـ24 وحتى الأسبوع الـ28، وتأتي ضرورة فحص سكر الحمل، كي لا ترافق الأم مضاعفات خلال الحمل، وبعدها تتابع الأم الفحوصات خلال 6 أسابيع، عدا عن فحص وزن الجنين، وفي كل ثلث من الحمل، تجري المرأة فحوصات. واليوم تقوم غالبية النساء بمتابعة الحمل بدقة، ما يشير إلى ارتفاع نسبة الوعي الصحي في السنوات الأخيرة، بسبب اندماج النساء في المجتمع، وقدرتهن على متابعة وضعهن، وكلما زادت الثقافة والمعرفة لدى المرأة تكون متابعة الحمل صحيحة أكثر ومسؤولة أكثر.

الأمراض الوراثية وخطورتها!

تؤمن سليمان أنّ الرجل شريكٌ أساسي للمرأة في التحضير للحمل والولادة وما بعدها، خاصة أنّ الجيل الجديد أكثر اهتمامًا ومتابعة لصحتهن، وملتزمات بزيارة الطبيب بشكلٍ دوري. وعلى الرجل أن يكون مساعِدًا وداعمًا في كل خطوات الحمل، فالحمل يخُص الطرفين، وهناك حاجة للاستشارة الوراثية، خاصةً أنّ مجتمعنا لا يزال يُقبِل على زواج الأقارب، ما يُفاقم واقع المجتمع العربي، ويزيد من احتمال ولادة أطفال مع مشاكل صحيّة.

ومن أجل ضمان صحّة الجنين والأم، يجب متابعة الفحوصات.

ويؤكد الأطباء أنّ الأمراض الوراثيّة لا تزال مرتفعة في مجتمعنا العربي، الأمر الذي دفع بمعاهد التشخيص الوراثي إلى إرسال مستشارين مختصين للقرى والمدن العربية.

 

التعليقات