على الرّغم من ارتباط التّدخين طويلًا بالنّحافة والنّحول، تأتي دراسةٌ جينيّة، أجراها فريق بحث قاده الباحث في الوكالة الدّوليّة لأبحاث السّرطان في ليون بفرنسا، روبرت كاريراس توريس، لتطرح نظريّة جديدة تقول بأنّ قابليّة تراكم دهون إضافيّةٍ في الجسم، خاصة في منطقة الخصر، ترتبط أيضا باحتمالات أن يصبح المرء مدخنًا.
وكتب الباحثون أنّ هذه النّتيجة الّتي وصل إليها البحث، قد تكون مؤشّرًا على أنّ على احتمال وجود أصول جينية مشتركة بين الرغبة في الإفراط في الأكل والرغبة في التدخين. وأضافوا أنّ النّتائج تثبت "دور السمنة في بدء التدخين والتوقف عنه، وهو ما قد يكون له تبعات على تدخّلات الصحة العامة التي تهدف إلى الحد من هيمنة عوامل الخطر المهمة تلك".
وحلل الباحثون بيانات حصلوا عليها من البنك الحيوي (بيوبنك) البريطاني واتّحاد التبغ وعلم الوراثة لأكثر من 450 ألف شخص من أصل أوروبي. وتتضمن قاعدة البيانات معلومات جينيّة وطبّيّة عن نمط الحياة لمشاركين متطوعين.
وأشار الباحثون إلى أن دراسات سابقة ربطت بالفعل بين تنوعات جينية وكل من السمنة والتدخين، واقترحت أن شكلًا معينًا من هذه التنوعات الجينية يزيد من ضعف الأشخاص أمام "سلوك إدماني" للإفراط في الأكل وللتدخين. دون أن يكون واضحًا ما إذا كان سبب بقاء المدخّنين نحفاء كامنًا في أنّ التدخين يحد من شهيتهم.
ووجد الباحثون أنه بالنظر لمؤشر كتلة الجسم، وهو قياس للوزن نسبة إلى الطول، فإن كل 4.6 كيلوجرام/متر مربع ترتبط بتراجع خطر التدخين في الوقت الراهن بنسبة خمسة في المئة. كما وجدوا أن زيادة مؤشر كتلة الجسم بنفس القدر مرتبطة أيضا بزيادة كثافة التدخين بمعدل 1.75 سيجارة يوميا بالنسبة للمدخنين الحاليين والسابقين.
وخلص الباحثون إلى العلاقة –مهما كانت - بين زيادة دهون الجسم والتدخين، فإن التدخل لمساعدة الناس على تجنب هذين الخطرين المؤثرين على الصحة يحتاج لأخذ الأمرين في الاعتبار.
اقرأ/ي أيضًا | دراسة: الشباب المدخنون أكثر عرضة للجلطة
التعليقات