06/07/2018 - 12:00

ضوضاء بيئة العمل ترفع "ضغط" العامل وقد "تجلطه"

بحثت دراسة أميركيةالعلاقة بين الضوضاء في بيئة العمل واحتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومعدلات الكوليسترول، في تجديد تجاوزت به معظم الدراسات التي بحثت في تأثير الضوضاء في بيئة العمل على صحة العامل.

ضوضاء بيئة العمل ترفع

(pixabay)

بحثت دراسة أميركية نشرت في دورية " أميركان جورنال أوف إندستريال ميدسين" العلمية، العلاقة بين الضوضاء في بيئة العمل واحتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومعدلات الكوليسترول، في تجديد تجاوزت به معظم الدراسات التي بحثت في تأثير الضوضاء في بيئة العمل على صحة العامل، والتي اقتصرت في غالبيتها على الربط بين بيئة العمل ومشاكل السمع أو اضطرابات الإصغاء والتّركيز.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن نسبة العمال الذين شملتهم الدراسة لديهم مشاكل في السمع تتجاوز 12%، ولكن 56% منهم، أي من الذين يعانون مشاكل في السمع جراء الضوضاء في بيئة عملهم، يعانون من مشاكل صحية ترتبط بالقلب وأمراضه؛ كما أنّ 24% من الذين يعملون في بيئة صاخبة يعانون من ضغط الدم المرتفع، و28% من مستوى الكوليسترول العالي، الأمر الذي يمكن ربطه بالضوضاء في العمل فيما أصيب 4% بمشكلة خطيرة في الأوعية الدموية مثل الأزمات القلبية أو الجلطات.

وقالت الباحثة في المعهد القومي للسلامة الوظيفية والصحة في سينسيناتي في ولاية أوهايو الأميركية، إليزابيث ماسترسون، إنّ هذه الدراسة "تقدم دليلًا إضافيًّا على الربط بين التعرض للضوضاء في العمل وارتفاع ضغط الدم ومعدلات الكوليسترول وإمكانية منع تلك الأعراض إذا قللنا الضجيج". مشيرةً أنّ هناك نحو 22 مليون عامل وعاملة أميركيين يعملون في بيئة صاخبة، ما يعني أنّ هناك ما لا يقل عن أربعة ملايين عامل معرض لمعاناة مع أمراض القلب وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.

وتذكر الدراسة أن ارتفاع الضوضاء في مكان العمل يرفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والدم، وذلك بفعل التوتر المتزايد الذي يسبب إطلاق هرمونات مثل الكورتيزول، ويغير من معدل ضربات القلب واتساع الأوعية الدموية؛ إذ قام الباحثون بفحص بيانات مسحٍ ممثل لكل الفئات، شمل بيانات 22906 بالغ وبالغة يعملون في أماكن متباينة بمدى صخبها.

وفي إحصاء آخر، تبين أنّ واحدًا من كل أربعة عمال في الولايات المتحدة يتعرض لضوضاء في مكان عمله، وكانت أكثر أماكن العمل ضجةً هي المتخصصة بالعمل في البناء والتصنيع.

لكن الدراسة لم تخلص في المقابل إلى صلة واضحة بين ظروف العمل مرتفعة الصوت والإصابة بأمراض القلب. ولم تكن الدراسة مصممة لإثبات ما إذا كانت الضوضاء في مكان العمل تسبب بشكل مباشر عوامل خطر قد تؤدي لأمراض القلب أو كيفية ذلك.

لكن يمكن للعمال والموظفين اتخاذ خطوات لتقليل التعرض للضوضاء لتجنب مخاطرها مثل استخدام معدات صوتها أهدأ وصيانة الآلات بشكل دوري ووضع حواجز بين مصادر الضوضاء ومناطق العمل وارتداء واقيات للأذن؛ كما تثير الدراسة أسئلة مختلفة حول تأمينات العمل ومدى شموليتها لمثل هذه الأضرار جراء العمل في بيئة صاخبة، وحول ضرورة تكفّل الجهات الرسمية المعنية بأمور الصحة في العمل بتقنين الضجيج الذي يتعرض له العامل في مكان عمله.

 

التعليقات