16/09/2018 - 18:07

ضررُ الهواء المُلوَّث يصل إلى الجنين عبر المشيمة

كشفت دراسة بريطانية حديثة، أن الهواء الملوث الذي تستنشقه الأمهات الحوامل، تطال آثاره الضارة الجنين، حينما يصله عبر المشيمة.

ضررُ الهواء المُلوَّث يصل إلى الجنين عبر المشيمة

(الأناضول)

كشفت دراسة بريطانية حديثة، أجراها باحثون بجامعة كوين ماري في لندن، وعرضوا نتائجها، اليوم الأحد، أمام المؤتمر الأوروبي للجمعية الدولية للأمراض التنفسية، الذي يُعقد في هذه الأيام بالعاصمة الفرنسية باريس، أن الهواء الملوث الذي تستنشقه الأمهات الحوامل، تطال آثاره الضارة الجنين، حينما يصله عبر المشيمة.

ورصدت دراسات سابقة، وجود روابط بين تعرض الأمهات الحوامل لتلوث الهواء والولادة المبكرة، وانخفاض وزن المولود، ووفيات الأطفال، ومشاكل الجهاز التنفسي لدى الأطفال.

وراقب فريق الباحثين، نساء حوامل، كلهن مقيمات في لندن. وكان من المقرر أن يلدن ولادة قيصرية في مستشفى لندن الملكي. وكانت جميع النساء غير مدخنات، وقد ولد كل منهن طفلًا سليمًا.

واهتم الباحثون بخلايا معينة تُسمى "البلاعم المشيمية"، وهي جزء من نظام المناعة في الجسم، يلعب دورا رئيسيا في حماية الجنين من غزو الجسيمات الضارة، مثل البكتيريا وجسيمات الهواء الملوث في المشيمة. واستعان الباحثون بمشيمة السيدات بعد الولادة لفحصها.

وعثر العلماء على 60 خلية تحتوي على 72 منطقة سوداء صغيرة يعتقد الباحثون أنها جزيئات الكربون الصغيرة التي وصلت إلى المشيمة عن طريق استنشاق الأم للهواء الملوث، بعد أن فحصوا ما مجموعه 3500 خلية من "البلاعم المشيمية" تحت المجهر.

وتُضيف الدراسة أدلة جديدة تكشف لأول مرة عن أخطار الهواء الملوث بالنسبة للأجنة، وتُشير إلى أنه عندما تتنفس النساء الحوامل الهواء الملوث ، فإن الجسيمات السامة قادرة على الوصول إلى المشيمة عبر مجرى الدم.

وذكرت قائدة فريق البحث، الدكتورة ليزا مياشيتا: "لقد عرفنا لبعض الوقت أن تلوث الهواء يؤثر على نمو الجنين ويمكن أن يستمر في التأثير على الأطفال بعد الولادة وطوال حياتهم"، مُضيفةً: "كنا مهتمين لمعرفة ما إذا كانت هذه الآثار يمكن أن تكون بسبب جزيئات التلوث التي تنتقل من رئتي الأم إلى المشيمة. حتى الآن، كان هناك القليل جدا من الأدلة على أن الجسيمات المستنشقة تدخل إلى الدم من الرئة".

وأوضحت أن "نتائج الدراسة تقدم أول دليل على أن جزيئات الهواء الملوث المستنشقة يمكن أن تنتقل من الرئتين إلى الدورة الدموية ومن ثم إلى المشيمة أثناء الحمل".

ويُعدّ تلوث الهواء عامل خطر مساهم لعدد من اﻷمراض، بما فيها مرض القلب التاجي، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكري.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، قد كشفت أن نحو 17 مليون رضيع في شتى أنحاء العالم يتنفسون هواءً سامًا، بما قد يضر بتطور أدمغتهم.

ويتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعله رابع أكبر عامل خطر دوليًا، واﻷكبر في الدول الفقيرة حيث يتسبب في 93% من الوفيات أو اﻷمراض غير المميتة، بحسب بحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في 2016.

 

التعليقات