22/11/2018 - 16:31

التّنمّر والعنف في العمل.. أمراض قلبية في المستقبل

بيّنت دراسة أوروبيّة حديثة أنّ تعرّض الموظّفين والموظّفات للعنف أو التّنمّر في عملهم، يزيد من احتمال إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدّمويّة، وذلك بالمقارنة بمن لا يواجهون مثل هذه التّحدّيات.

التّنمّر والعنف في العمل..  أمراض قلبية في المستقبل

بيّنت دراسة أوروبيّة حديثة أنّ تعرّض الموظّفين والموظّفات للعنف أو التّنمّر في عملهم، يزيد من احتمال إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدّمويّة، وذلك بالمقارنة بمن لا يواجهون مثل هذه التّحدّيات.

وشملت الدّراسة في تحليلها وبحثها بيانات استقصائية تخص أكثر من 79 ألف رجل وامرأة يعملون وتتراوح أعمارهم بين 19 و65 عامًا، كما أنها أكّدت أنّهم لا يملكون تاريخًا أو سجلًّا عائليًّا لأمراض القلب، إلّا أنّ 9% منهم قالوا إنّهم تعرّضوا خلال السنة الأخيرة التي سبقت بداية البحث، للتّنمّر في العمل، فيما قال 13% منهم إنهم تعرّضوا للعنف.

وبعد متابعةٍ استمرت نحو 12 عامًا، أصيب 3229 شخصًا، أي ما يعادل 4% من المشاركين ، بمرض في القلب أو نُقلوا إلى المستشفى بسبب مشاكل مرتبطة بذلك مثل نوبة قلبية أو جلطة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعانون التنمر في العمل هم أكثر عرضة بنسبة 59% للإصابة بأمراض القلب أو دخول المستشفى بسبب أزمات قلبية أو جلطات مقارنة بمن لا يعانون التنمر.

كما وجدت أن العاملين الذين يتعرضون للعنف يزيد لديهم احتمال الإصابة بأمراض القلب أو دخول المستشفى لمشكلات تتعلق بالقلب بنسبة 25%.

وقالت رئيسة طاقم البحث، تيانوي شو، وهي باحثة بجامعة كوبنهاجن في الدنمرك إنّه "لو كان بمقدورنا القضاء على التنمر والعنف في العمل، لكان تأثير ذلك على الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية مماثلا للقضاء على تأثير داء السكري وتناول الكحول بإفراط".

وبيّنت الدّراسة المنشورة في المجلّة العلميّة الأوروبية للقلب أن ظروف العمل الصعبة، بما في ذلك الإجهاد وساعات العمل الطويلة، ترتبط منذ مدة طويلة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن الأبحاث لم تقدّم صورة واضحة حتى الآن للدور الذي قد يلعبه التعرض للتنمر والعنف في العمل.

وأشار الباحثون إلى أن الضغوط مثل التنمر والعنف قد تسهم أيضًا في اضطرابات المزاج مثل القلق أو الاكتئاب أو تعزز أنواع سلوك غير صحية مثل التدخين أو الإفراط في الأكل، وبيّنوا أن الضغط الشديد ربما يسهم أيضًا في ارتفاع ضغط الدم والذي يزيد بدوره خطر الإصابة بأمراض القلب.

ووجدت الدراسة أن معظم حالات التنمر تكون من زملاء في العمل أو رؤساء أو مرؤوسين؛ فيما يتمّ ارتكاب العنف الجسدي من قِبَل عملاء أو أشخاص يحصلون على خدمة من الموظف.

وبدا أن بعض المهن تنطوي على تهديد أكبر بالتعرض لعنف جسدي: فأكثر من 47% من الأخصائيين الاجتماعيين تعرضوا للعنف، وأيضا أكثر من 29% ممن يقدمون خدمات شخصية وخدمات حماية، وأكثر من 25% من العاملين في مجال الصحة، وأكثر من 16% من المعلمين.

وقال الباحث في جامعة مركز جوتنجن الطبي في ألمانيا، كريستوف هيرمان-لينجن، وهو كاتب افتتاحية الدراسة، إن الحالة النفسية المسبقة وخبرات الطفولة ومهارات المواجهة كلها عوامل قد تؤثر في ما إذا كان التنمر أو العنف سيزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وإلى أي حد سيزيد هذا الخطر.

التعليقات