03/12/2018 - 10:40

ضوء الشّمس مضادٌّ طبيعي لاكتئاب الشتاء الموسمي!

أفادت دراسة أجراها باحثون بجامعة كوبنهاجن الدنماركية بأنّ ضوء الشّمس في فترة الشتاء قادر على منع الإصابة بما يُعرف بـ"اكتئاب الشتاء"، أو الاضطرابات العاطفيّة الموسمية، إذ اعتبر الباحثون أنّ ضوء النهار الذي ينحسر خلال فترات الشتاء، نوعًا من المضادّات الطبيعيّة للاكتئاب.

ضوء الشّمس مضادٌّ طبيعي لاكتئاب الشتاء الموسمي!

أفادت دراسة أجراها باحثون بجامعة كوبنهاجن الدنماركية بأنّ ضوء الشّمس في فترة الشتاء قادر على منع الإصابة بما يُعرف بـ"اكتئاب الشتاء"، أو الاضطرابات العاطفيّة الموسمية، إذ اعتبر الباحثون أنّ ضوء النهار الذي ينحسر خلال فترات الشتاء، نوعًا من المضادّات الطبيعيّة للاكتئاب.

وعرّف الباحثون "اكتئاب الشتاء الموسمي" بوصفه نموذجًا لمعرفة مدى التأثُّر بالاكتئاب الموسمي، وأشاروا إلى أن بعض الناس المهيئين للإصابة بالاكتئاب لديهم مرونة أكثر فيما يتعلق بالقدرة على مقاومته، ما من شأنه أن يساعد على فهم العوامل التي قد تمنع الإصابة به.

وبيّن الباحثون في أنّ ضوء النّهار يمنع نقص معدلات هرمون السيروتونين في المخ عن مستواها الطبيعي، إذ أنّه يقوم بالدور نفسه الذي تؤديه مضادات الاكتئاب من نوع SSRI، التي تثبط استرداد السيروتونين وتستخدم في علاج الاكتئاب والقلق وبعض حالات الأرق.

ويؤدي السيروتونين دورًا لا يمكن تجاهله في الشعور بالطمأنينة النفسية، ما دفع العلماء إلى اختراع جيل جديد من الأدوية التي تعمل على رفع مستواه في الدماغ؛ إذ يتسبب حدوث أي خلل في مستواه في الشعور بالتعب والدخول في مشكلات مع الآخرين والشعور بثقل في الذراعين أو الساقين والنوم لفترات طويلة واضطراب الشهية وزيادة الوزن.

ولبحث تأثير ضوء النهار على "اكتئاب الشتاء الموسميّ" راقب الباحثون مجموعة من 23 متطوعًا (13 فتاة و10 ذكور) تتراوح أعمارهم بين 20 و32 عامًا؛ ولديهم عوامل وراثية تنتقل عبر "جين HTTLPR"، الذي يشير وجوده إلى تزايُد احتمالات الإصابة بالاكتئاب.

كذلك كان جميعهم من غير المدخنين ويمتلكون مرونة بيولوجية ودورة حياة يومية مستقرة منتظمة، ولم يسبق لأيٍّ منهم تلقِّي أي علاج للاضطراب العاطفي الموسمي، ولا يتضمن تاريخهم الطبي تعرُّضهم لاضطرابات عصبية أو نفسية سواء كانت سابقة أو موجودة وقت إجراء الدراسة.

وخضع المتطوعون خلال الدراسة لنوعين من "مسح الدماغ"، هما: التصوير المقطعي، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني؛ إذ تم إجراء كل فحصٍ منهما مرتين في الشتاء بهدف قياس مستويات "السيروتونين" في الدماغ.

وتوصل الباحثون إلى أن بعض الأشخاص الذين يُتوقع إصابتهم بـ"الاضطراب الموسمي العاطفي" بسبب امتلاكهم الجينات المسببة له، تحكموا في كمية نقل السيروتونين، ما يعني قدرتهم على تنظيم كميته التي تفرزها أدمغتهم، وبالتالي يجعل التحكم في الاكتئاب أكثر مرونة.

ووجدت الدراسة أن النساء اللاتي لديهن مرونة تساعدهن على التحكم في هذا الاضطراب يعملن على تنظيم السيروتونين في الدماغ، بحيث يتم ضخه بشكل أكثر في فصل الشتاء بمعدلات أكبر من الرجال، وهذا يعني أن مستويات السيروتونين بقيت دون تغيُّر خلال الانتقال بين الفصول، وذلك على الرغم من أن الاضطراب العاطفي الموسمي عادةً ما يؤثر على النساء أكثر، مقارنة بالرجال.

وبشكل عام، حافظ الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة نفسية وبيولوجية على مستوى "السيروتونين" نفسه عبر الفصول، مما كوَّن لديهم مقاومةً لأعراض المرض.

التعليقات