تمكّنت مجموعة من الباحثين في جامعة إيموري الأميركية، من تطوير تطبيق جديد للهواتف الذّكيّة يمكنه تشخيص الأنيميا من خلال تحليل صور "سرير الظفر"، الذي يقع تحت صفيحة الظفر، وهو المسؤول عن نمو الأظافر ودعمها.
وتوضح الدراسة التي نشرتها مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" أنّ التطبيق يعتمد على التقاط صور "سرير الظفر" وتقدير مستوى الهيموغلوبين في الدم، بحيث تصبح بديلًا محتملًا للاختبار المعملي الذي يلجأ إليه المريض لتشخيص الأنيميا ومتابعتها.
ووفقًا للدراسة، فقد قام الباحثون بتطوير نظام حسابي (خوارزمية) لتقدير تركيز الهيموجلوبين في الدم عبر تحليل اللون والبيانات الوصفية التقنية المأخوذة من صور "سرير الظفر"، إذ أن هذه الخوارزمية المضافة إلى الهاتف تتيح إجراء الاختبار دون الحاجة إلى أي جهاز سوى الهاتف الذكي.
وأجرى الفريق البحثيّ خلال الدراسة تجربة شارك فيها 100 شخص تم قياس معدلات الهيموغلوبين لديهم، ونجح التطبيق في تقدير تركيز الهيموغلوبين بحساسية شديدة ودقة تُقارب الأدوات التشخيصية التقليدية.
كذلك تمّ إجراء تجربة أخرى مصغّرة شارك فيها أربعة أشخاص أظهر التطبيق معدلات عالية من الدقة كأداة تشخيصية".
ويقترح الباحثون استخدام هذا التطبيق لتشخيص الأنيميا في المناطق التي تفتقر إلى أجهزة متخصصة وكوادر مدربة، بهدف السماح للمرضى بمراقبة مستوى الهيموغلوبين لديهم عن بُعد في أقل من دقيقة.
وعلى الرغم من النتائج الجيدة التي توصل إليها الباحثون، هناك حاجة إلى دراسات لاحقة تشمل عددًا أكبر من المشاركين؛ للتأكد من ارتفاع معدل دقة التشخيص بشكل يسمح لها بأن تكون بديلًا لاختبار الأنيميا الذي يعتمد على عينة الدم.
وأوضحت الدراسة أنه تمّ استخدام عدة أنواع من الهواتف المحمولة لتصوير سرير الظفر، ومنها "أبل" و"موتورولا"، لالتقاط الصور في تعاقب سريع بحيث تفصل بين كل صورة وأخرى 15 ثانية، لتقليل التذبذب الذي يحدث في مستوى الهيموغلوبين بمرور الوقت وبتغيُّر خلفية الإضاءة.
وأكّد الباحثون أنه لم يظهر أي اختلاف يُذكر فى تقدير نسبة الهيموغلوبين الحقيقيّة، مع اختلاف نوع الجهاز المستعمل، وأشاروا إلى أنّ استخدام ضوء الكاميرا يُحسِّن من دقة قياس الهيموغلوبين ويقلل من نسبة حدوث خطأ.
وأوضحت الدراسة أنّ تأثير معدل ضربات القلب ودرجة حرارة اليد كان ضعيفًا على قياس نسبة الهيموغلوبين، إذ تم تصوير سرير الظفر في أثناء ارتفاع معدل ضربات القلب بعد تدريبات معتدلة وعنيفة ولم يكن الفرق كبيرًا.
وعن إمكانية تشخيص الأنيميا لدى مَن يعانون تَشوُّهاتٍ فى الأظافر، أكّد الباحثون أنّ التطبيق يتمتع بميزة مراقبة الجودة التي تسمح له بتجاهل أجزاء صور الأظافر التي تحتوي على تشوهات، مثل وجود بقع بيضاء على الأظافر أو تلف فى الظفر أو تلوُّنه بشكل غير طبيعي.
ويتجاوز عدد المصابين بالأنيميا مليونَي شخص سنويًّا حول العالم، يحتاجون إلى أجهزة معملية خاصة وتكلفة معينة لقياس مستوى الهيموغلوبين، وهو ما يمثل صعوبةً فى المناطق الريفية ذات الإمكانيات المحدودة، حيث تتفشى الإصابة بالأنيميا.
اقرأ/ي أيضًا | برودة الأطراف بالشتاء... إنذار بفقر الدم؟
التعليقات