02/04/2019 - 08:36

الماريحوانا في المراهقة: اكتئاب وانتحار لدى البلوغ!

كشفت دراسة حديثة أنّ استخدام الماريجوانا، التي تستخرج من نبات القنّب، يزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 40%، ومن خطر الوصول إلى الانتحار بنسبة 50% تقريبًا.

الماريحوانا في المراهقة: اكتئاب وانتحار لدى البلوغ!

توضيحية (Pixabay)

كشفت دراسة حديثة أنّ استخدام الماريحوانا، التي تستخرج من نبات القنّب، يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب ويرفع احتمالات الانتحار، خاصّة عندما يكون استخدامها في فترة المراهقة، إذ يزيد هذا الاستخدام من احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 40%، ومن خطر الوصول إلى الانتحار بنسبة 50% تقريبًا.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعتي ماكجيل، وأكسفورد، عبر إجراء  مراجعة منهجية وتحليل بيانات 23.317 فردًا (عبر 11 دراسة دولية)، بحيث تمّ تقييم تعاطي القنب بين المراهقين دون سن 18، ثم تحديد تطور الاكتئاب لدى صغار البالغين، أي الفئة العمرية بين 18 و 32 عامًا، ورصد مدى ارتباطها بخطر الإصابة بالاكتئاب الشديد والقلق والسلوك الانتحاري لاحقًا.

وأخذ الباحثون بعين الاعتبار البيانات الّتي أشارت إلى إصابة أحد المشاركين خلال مراحل حياتهم (قبل تعاطي الماريحوانا) بعوارض الاكتئاب أو القلق، أو أولئك الذين كان لديهم تاريخ عائليّ للحالة، إذ تمّ استبعادهم من الدراسة.

(Pixabay)

وأظهرت نتائج الدراسة أنّ استخدام الماريحوانا قبل سنّ 18 عامًا يزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ؛ ولم تؤكّد النتائج وجود علاقةٍ سببيّة بين تعاطي القنّب تؤدّي للإصابة بالاكتئاب، بل أظهرت بشكل أساسي وواضح أنّ كلا العاملين على صلةٍ ببعضهما، وهي صلةٌ تدعمها الأرقام التي أظهرتها النتائج،بالإضافة إلى التفسير العلمي لتأثير القنّب ومركّباته على الدّماغ في طور النّمو.

وكانت دراسة نشرت مؤخّرًا قد أظهرت أنّ مادّة "تتراهيدروكانابينول"، التي تختصر بتسمية "تي إتش سي"، وهي مركّب رئيسي في القنب، تساهم عند تعاطيها خلال المراهقة في تغيير خلايا الدّماغ، عبر التّدخّل  في النمو العصبي الطبيعي للمتعاطين من المراهقين، ما يؤدي إلى "تهيئة" هذه الخلايا للإصابة باضطرابات عاطفية وذهانيّة في عمر مبكر.

أرقام

تشير الدراسة في مقدّمتها البحثيّة إلى أنّ القنب ومركّباته هو أكثر المخدرات غير المشروعة استخدامًا في العالم، وأن نحو 3.8% من سكان العالم استخدموه خلال عامهم الماضي. كما تظهر زيادة نسبة استهلاك القنب في الولايات المتحدة بين عامي 2001 و 2012،  لترتفع من 10.5% وتصل إلى 21.2% من الشريحة العمرية ما بين 18 حتى 29.

كذلك بيّنت الدراسة أن 87.6 مليون بالغ في الاتحاد الأوروبي، ممّن تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 سنة، أي حوالي 26.3٪ من هذه الفئة العمرية، قد جربوا القنب خلال حياتهم؛ وتراوحت معدلات انتشار تعاطي القنب بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 سنة من 3.5٪ في النمسا إلى 21.5٪ في فرنسا.

(Pixabay)

آليّة التأثير

رجّح الباحثون في الدراسة أنّ آليّة تأثير المخدرات من نوع الماريحوانا والقنب، تعتمد على إفراز كمّيّات كبيرة من الدّوبامين، وهو الهرمون الدّماغي العصابي الناقل للشعور بالسعادة، ومع تكرار استخدام الماريحوانا وتكرار هذا التأثير، يبدأ الدماغ باستهلاك كميات أكبر من الهرمون للوصول للشعور نفسه، الأمر الذي يؤدي لأن يبدأ مخزون الدوبامين الطبيعي الموجود في الدماغ في النفاد.

ولاحقًا يتحوّل نقص الدوبامين وفقدانه لفاعليّته وتأثيره إلى أحد الأسباب التي تدفع بالإنسان للاكتئاب، إذ يكون أقلّ قدرة على السعادة، وهو ما قد يسبب وصول بعض مرضى الاكتئاب إلى الانتحار.

التعليقات