30/11/2019 - 16:10

بعكس الرائج بـ"فيسبوك": لا مرض يدعى SOL يصيب مدخني النرجيلة

أكّد علماء زيف المنشور المتداول على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حول وجود مرض فتّاك عرّف عنه باسم "إس أو إل" (SOL) يصيب مدخّني النرجيلة

بعكس الرائج بـ

توضيحية (pixabay)

أكّد علماء زيف المنشور المتداول على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حول وجود مرض فتّاك عرّف عنه باسم "إس أو إل" (SOL) يصيب مدخّني النرجيلة، وأوضحت الجهات الصحيّة والأطباء الذين يحذّرون من مضار التدخين عمومًا أنّه لا وجود مرض بهذا الاسم

يدّعي المنشور ظهور مرض خطير يعرف بأحرف "إس أو إل"، "يدمّر متعاطي النرجيلة"، وأن المصاب بهذا المرض لا "يموت بسهولة" بل "يبقى بدون أكل ولا شرب" ويعاني من "تعذيب الألم".

ويفصّل المنشور معتبرًا أن سبب الإصابة بالمرض هو الفحم المستخدم في النرجيلة لأنه "غير مجهّز، وتضاف إليه مواد كيميائية لسرعة الإنتاج من أجل الربح السريع".

يجري تداول هذه المنشورات على نطاق واسع منذ صيف العام 2019 بين آلاف المستخدمين الذين أرفقوها بمعظمهم بصورتين إحداها لالتهاب فمويّ، والأخرى لنرجيلة.

إلا أن البحث باستخدام كلمات مفتاح مثل "مرض SOL" و "الشيشة" أرشد إلى تداول على نطاق واسع منذ العام 2017، لمنشورات تحمل المعلومات عينها، لكنها تنقل أيضًا تحذيرا منسوبًا إلى وزارة الصحة يردع عن "الذهاب إلى المقاهي"، ذاكرة دولا محددة هي "مصر ودول الخليج".

وتوضح منشورات العام 2017 أن هذا المرض "ينتقل عن طريق النرجيلة"، وتعدّد من بين أعراضه "الكحة المصحوبة بالدّم" مؤكّدة أن "لا علاج له".

بعد انتشار الخبر على نطاق واسع عام 2017، أصدرت وزارات الصحة في عدد من البلدان العربية و و بيانات نفت فيها ظهور أي مرض باسم "إس أو إل"، مذكرة في المقابل بأن التدخين على أنواعه يشكل خطرا على الصحة.

عند البحث عن S.O.L ، وجد فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة "فرانس برس" أن الأحرف تعود إلى مصطلح طبي باللغة الإنكليزية هو "Space Occupying Lesions" أو ما يعرف بالعربية بـ"الآفة الشاغلة للحيّز"، وهو ليس مرضا بل أعراض مرضيّة، علمًا أن أيًّا من المنشورات لم يورد هذا التعبير تحديدا.

ونقلت وكالة أنباء "فرانس برس" عن الطبيب والأستاذ الجامعي جاك شقير، وهو خبير واستشاري في الأمراض المعدية، قوله إنّه "إن كان المقصود بأحرف إس أو إل Space occupying Lesions، فهذا ليس مرضًا محدّدا، وإنما إصابات جسدية غير طبيعية قد تصيب أعضاء الجسم". وأضاف أنّه "ليس هناك أي إثبات طبي على أن تدخين النرجيلة هو سبب مباشر لذلك".

وتابع أن "الاحتمال الوحيد الافتراضي هو أن تدخين النرجيلة قد يؤدي للإصابة بسرطان الرئة وأن المرض قد ينتشر إلى أعضاء أخرى. وفي هذه المرحلة المتقدّمة من المرض قد تصاب الأعضاء التي بلغها المرض بما يعرف بـSpace occupying Lesions".

وتبيّن لدى البحث عن الصورة المرفقة بالمنشور أنها وردت في ويكيبيديا التي تتحدّث عن التهاب البلعوم.

وعلى الرغم من عدم وجود مرض باسم "إس أو إل" تسببه النرجيلة، يبقى أن تدخين الشيشة يشكّل خطرًا  كبيرًا على صحة الإنسان.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن "تبغ الغليون المائي يحتوي على نسبة نيكوتين أعلى بكثير من تلك الموجودة في السجائر. ويحتوي رأس واحد من التبغ غير المطعّم بنكهة على نيكوتين يعادل ذاك الموجود في 70 سيجارة".

وتضيف المنظمة أنّ "دخان الغليون المائي سام، حيث تكشف التحاليل المختبرية لدخانه عن مستويات قابلة للقياس من المواد المسرطنة والمواد السامة والمعادن الثقيلة".

كما يؤدي تدخين النرجيلة "إلى آثار بدنية وصحية ضارة بشكل حاد، كما أنه يرتبط بالعديد من الأعراض الصحية على المدى البعيد"، بحسب المنظمة الأممية.

التعليقات