19/12/2019 - 11:04

قد يدفع الأم لقتل ابنها.. ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

ما بين 8 في المئة إلى 15 في المئة من الأمّهات يصبن ما يسمّى باكتئاب ما بعد الولادة، والّذي قد تصل مضاعفاته إلى قتل الأم لطفلها!

قد يدفع الأم لقتل ابنها.. ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

توضيحية (Pixabay)

غالبًا ما يرى النّاس في تجربة الولادة وإنجاب الأطفال أمرًا يدعو للمسرّة وباعثًا على الفرح، إلّا أنّ أمّهات عديدات قد لا يرينه كذلك، إذ تصاب نحو 70 في المئة من النّساء بما يسمّى "كدر الأمومة"، وهي حالة من الحزن وتقلّب المزاج ترافق الأمّ نحو أسبوعين بعد الولادة، إلّا أنّ هذه الحالة قد تستمرّ في بعض الحالات عند ما بين 8 في المئة إلى 15 في المئة من الأمّهات، وتتطوّر إلى ما يسمّى باكتئاب ما بعد الولادة، والّذي قد تصل مضاعفاته إلى قتل الأم لطفلها!

وتصاب واحدة من كلّ عشر نساء والدات باكتئاب ما بعد الولادة، فما هي أبرز عوارض هذه الحالة؟

  • تقلّبات الحالة المزاجية؛
  • اللامبالاة وعدم الاكتراث؛
  • انعدام المتعة في أمور كانت تبعث على الاستمتاع قبل الولادة؛
  • اضطرابات في الشهية وفي النوم؛
  • فرط الانفعال أو تباطؤه؛
  • تعب مفرط أو انعدام النشاط؛
  • تناقص التقدير الذاتي أو الشعور بالذنب؛
  • صعوبات في التركيز أو في اتخاذ القرارات.
  • أفكار انتحاريّة أو هواجس بإيذاء النّفس أو الطّفل.
(Pixabay)

ويعرّف اكتئاب ما بعد الولادة على أنّه اضطراب في المزاج يصيب الأم بعد ولادة طفلها، إذ تشعر الأم بحزن شديد وقلق وإرهاق، يستمرّ لعدّة أشهر من الولادة، ليؤثر غالبا على قدرة الأم على القيام بأداء مهامها اليومية، فتشعر بالإحباط بعد أقل مجهود ورفض للطفل، ويصبح من الصعب عليها تقديم الرعاية اليومية اللازمة لطفلها أو حتى لنفسها، وقد تضطر إلى إقصائه من حياتها فلا تقوم بواجباتها تجاهه مثل رعايته وإرضاعه، وذلك وفقا للمؤسسة الوطنية للصحة العقلية في الولايات المتحدة.

إذا لم تختفِ علامات الكآبة بعد أسبوعين، أو عند تظهر عدة علامات من المذكورة أعلاه، من المهمّ والضّروري التوجه إلى الممرضة المعالجة أو إلى الجهات التي تقدم الرعاية في المجتمع المحلي.

ما هي أسباب اكتئاب ما بعد الولادة؟

وعلى الرّغم من انتشار الحالة، إلّا أنّه ليس هناك سبب محدّد وواضح لها، لكنّ هناك عدّة عوامل قد تدفع وتؤجّج حصولها، وهي:

أوّلًا، انخفاض هرمونات الإستروجين والبروجيسترون بعد الولادة، مما يقود إلى تغييرات في كيمياء المخ تحفز تقلّب المزاج؛

ثانيًا، قلة نوم المرأة نتيجة الاعتناء بالطفل؛

ثالثًا، وجود سيرة مرضية للإصابة بالاكتئاب خلال الحمل أو في حمل سابق، وليس فقط اكتئاب الحمل، بل أيضًا يعدّ وجود سيرة مرضيّة أو عائليّة للاكتئاب لدى الأمّ عاملًا محفّزًا على تطوّر اكتئاب ما بعد الحمل لدى المرأة الوالدة؛

رابعًا، التعرض لحدث صعب خلال فترة الحمل، مثل موت الزوج أو فقدان الدخل؛

خامسًا، التعرض للعنف الأسري؛

سادسًا، عدم وجود دعم عاطفي كافي من العائلة؛

سابعًا، حدوث مضاعفات أثناء الولادة، أو ولادة طفل يعاني مشاكل صحية.

ويؤثّر تعامل البيئة المحيطة بالمرأة الوالدة مع حالتها وما تمرّ به عاملًا مهمًّا في تطوّر الاكتئاب أو تراجعه، إذ أنّ الضغوط على الأم من المحيطين في هذه المرحلة، وعدم استشارة الطبيب واعتبار سلوكياتها نوعا من التقصير، أمور قد تدفع الأم للانتحار أو إيذاء نفسها وطفلها بمختلف الطرق.

ويدفع اكتئاب ما بعد الولادة الأم للشعور بالذنب تجاه طفلها ويرادوها دائما سؤال لماذا جاءت به إلى العالم، وتطاردها أسئلة وهواجس كثيرة تشعِرها بالتّقصير معه، وتبدأ بسؤال نفسها عن سبب شعورها المستمرّ بالحزن وتشعر بالذّنب نتيجة هذا الحزن، كما تضطرب علاقتها بالآخرين وتشعر بالانفصال عنهم، وتفقد اهتمامها بنفسها، ورغبتها في الحياة.

(Pixabay)

إذن، كيف يجب أن نتعامل؟

أوّلًا، الدّعم العائلي والاحتواء:

يعدّ الدعم والمساندة من العائلة والمحيط الاجتماعي العامل الأوّل للعلاج، مع الاهتمام بإعطاء شرعيّة للمشاعر مهما كانت لدى الأمّ، دون الاستهجان أو مطالبتها بالشّعور بشي آخر وفقًا للسيناريوهات الاجتماعية المفترضة، خاصّةً من قبل الزّوج، إذ إنّ من المهمّ أن يعطي للزوجة شعورًا بتقبّل وتفهّم كلّ ما تقوله لكي تتمكّن من مشاركة مشاعرها وما تمرّ به.

كذلك تؤدي مساندة المحيط الاجتماعي للأم، سواء بالدّعم العاطفيّ أو مساعدتها على القيام بمهامّ الأمومة، إلى تحسين مزاجها، ومرور فترة الاكتئاب بسلام وهدوء؛

ثانيًا، الرّاحة والهدوء:

من المهمّ انتهاز أوقات نوم الطفل للراحة والنوم، حتى أثناء ساعات النهار أيضا، كما يمكن إقفال الهاتف للحصول على بعض الهدوء، والامتناع عن النشاطات والأعمال غير الضرورية أو تأجيلها، لتجنّب الشّعور بالضّغط؛

ثالثًا، الحفاظ على نمط حياة صحّي:

من المهمّ المواظبة على تناول الوجبات المنتظمة والمتنوعة والإكثار من الشرب، بالإضافة إلى ممارسة النشاط البدني يوميًّا، إذ تساهم في تخفيف الضّغط وخفض مستويات هرمون الكورتيزول، كما تساعد على تحسين النّفسية؛ كما يُنصح بالخروج بشكل يومي أو شبه يومي مع الزوج أو صديقة، دون الطّفل؛

رابعًا، المرافقة الطّبيّة والعلاج بالأدوية:

في حالة الاكتئاب الحاد، فإن العلاج النفسي، واستخدام بعض الأدوية يساعدان في التخلص من حالة الاكتئاب.

التعليقات