15/04/2020 - 16:30

إعادة التأهيل النفسي والجسدي... عقب التعافي من كورونا

يصف الناجون من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، من كان منهم على مشارف الموت بـ"تسونامي يجرف المرء جسديًا ونفسيًا".

إعادة التأهيل النفسي والجسدي... عقب التعافي من كورونا

(أ ب)

يصف الناجون من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، من كان منهم على مشارف الموت بـ"تسونامي يجرف المرء جسديًا ونفسيًا". وبدأ المرضى عملية إعادة تأهيل لأسابيع طويلة في حين لا تزال فكرة البقاء في العناية الفائقة، عالقة في أذهانهم.

وقال أحد المتعافين من الفيروس، جورج المقيم في ستراسبورغ إن "ما عشناه كان صعبًا، ونشعر بأننا عدنا من بعيد".

لافتًا إلى "الرؤى المروعة" عندما وضع في غيبوبة اصطناعية لكنه يصر على التفاؤل والنظر إلى المستقبل. ورغم أن عينيه تبرقان وراء نظارته لحسن أدائه، سرعان ما شعر جورج الذي أمضى ثمانية أيام في العناية الفائقة، بالتعب.

نقل أحد المصابين بالفيروس في القطار للعناية المركّزة، باريس (أ ب)

وأضاف "كنت أظن أنه كان في إمكاني العودة إلى منزلي لكني أعترف بانه لم يكن في مقدوري السير 10 أمتار" موضحًا أن "التعب الذي اشعر به لم يسبق أن عشته إطلاقا".

وافتتح معهد كليمنصو للعلاج الطبيعي، وحدتين من 18 و20 سريرًا مخصصتين لمرضى فيروس كورونا المستجدّ، بينما ينشط الأخصائيون في العلاج الطبيعي، وفي النطق، والأطباء النفسيون لتحسين حالة المرضى التي تراجعت كثيرًا جراء الإصابة.

ويعاني المرضى من ضمور كبير في العضلات ونقص في التغذية ما أفقدهم 10% إلى 15% من وزنهم، واضطرابات في البلع جراء إدخال أنابيب وصعوبات في التنفس.

ويحتاج هؤلاء المرضى الذين ظلوا في العناية الفائقة ثم نقلوا إلى هذا المركز، إلى عملية إعادة تأهيل تستغرق ستة أسابيع على الأقل وغالبًا ما تصل إلى ثلاثة أو ستة أشهر.

وقالت رئيسة الأطباء، ماري-إيف ايسنر "إنهم يعانون من مشكلة مزدوجة؛ أصيبوا بوباء كوفيد-19 مع ضمور في العضلات والأعصاب ويعانون أيضًا من الآثار الناجمة عن توقف النشاط". وأشارت إلى أن "المريض يخسر 10% من كتلة العضلات خلال أسبوع من عدم النشاط".

وقام الأطباء بعمل جبار من البحث التوثيقي لكشف أفضل طريقة لإعادة التأهيل بعد الإصابة بفيروس، ولا يزال غامضًا مستلزمًا الاستعانة بخبرات من معاهد الممرضات وأخصائيين في العلاج الطبيعي.

ويعجز عدد من المرضى الذين يأتون إلى المركز حتى عن الجلوس أو القيام بأي خطوة من خطوات الحياة اليومية. ويشرح المسؤول عن القسم التقني، جوليان برزيبيلا أنه "نبدأ بوضعية الجلوس ثم النهوض فالسير والتدريب على الإجهاد".

وقال عبد السلام البالغ من العمر 58 عامًا، الذي يعاني أصلًا من الربو وتعافى من فيروس كورونا المستجد "إنني لا أتمنى لأحد أن يصاب بما أصابني لأنه أمر في غاية الصعوبة. إنه وباء قذر جدًا".

باريس (أ ب)

وعقبت منسقة العلاجات، ماري فلتن أن "إعادة التأهيل تساهم أيضا في التفكير بمشروع حياة". وأشارت إلى أهمية تمكين المرضى الذين أثر العزل عليهم كثيرًا من الناحية النفسية، من خلال توطيد علاقات مع طاقم التمريض بما أن الزيارات ممنوعة.

واعتبرت الممرضة فانيسا بيغ، أن الصعوبات النفسيّة هي إشكاليّة في عمليّة إعادة التأهيل، قائلةً إن "الكوابيس تراود العديد من المرضى، جرّاء ما مرّوا به في العناية الفائقة". وأضافت أنه "نمضي كثيرًا من الوقت معهم لأنهم بحاجة إلى التواصل مع أحد".

ولفتت أيسنر أنه "ربما سنسجل آثارًا عصبية ومعرفية لأن هذا الفيروس يضر لا محالة بالنظام العصبي" حتى وإن كان من المبكر تأكيد ذلك حاليًا. ويبدو أن جهود المعهد لمساعدة مرضى فيروس كورونا المستجدّ، على إعادة التأهيل ستكون طويلة ولكنها ناجحة.

ويتوقع أطباء المعهد أن يصل في نهاية الأسبوع المقبل مرضى ظلوا في العناية المركزة ثلاثة أسابيع ستكون عملية مساعدتهم أكثر صعوبة.

التعليقات