25/08/2020 - 16:24

كورونا: ما هو علاج بلازما الدم؟

سمحت أميركا يوم الأحد الماضي بنقل بلازما الدم من أشخاص تعافوا من كورونا إلى مرضى يعالجون منه في المستشفى. فهل هذا العلاج فعال وآمن؟ أم أن السماح به يعود لأسباب سياسية؟ في ما يلي ما يجب أن نعرفه عنه:

كورونا: ما هو علاج بلازما الدم؟

(أ ب)

سمحت أميركا يوم الأحد الماضي بنقل بلازما الدم من أشخاص تعافوا من كورونا إلى مرضى يعالجون منه في المستشفى. فهل هذا العلاج فعال وآمن؟ أم أن السماح به يعود لأسباب سياسية؟ في ما يلي ما يجب أن نعرفه عنه:

ما هو علاج البلازما؟

عندما يصاب أحد بكورونا، يُنتج جسمه أجسامًا مضادة لمحاربة فيروس كورونا المستجد المسبب له. وتتركز الأجسام المضادة في البلازما، الجزء السائل من الدم.

يبدأ العلاج أولا بأخذ أجسام مضادة من أشخاص أصيبوا بالعدوى لكنهم تعافوا، مما يُسمى بلازما النقاهة، وحقنها في المرضى.

جُربت هذه الطريقة لأول مرة في عام 1892 لمكافحة الدفتيريا، ثم ضد الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918.

هل هو آمن؟

لم تُعط إجابة محددة لهذا السؤال حتى الآن، لكن النتائج الأولية مشجعة.

في حزيران/ يونيو، تابعت شبكة مستشفيات مايو كلينيك الأميركية نقل البلازما لدى مجموعة من 20 ألف مريض ولاحظت معدلًا منخفضًا للغاية من الآثار الجانبية المعروفة.

وقال الدكتور سكوت رايت الذي أجرى الدراسة لوكالة "فرانس برس": "خلصنا إلى أن استخدام بلازما النقاهة آمن".

هل هو فعال؟

في ما يتعلق بمسألة فعاليته، يتفق جميع الخبراء على أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب الإكلينيكية لمقارنة البلازما بطرق الرعاية القياسية.

وقالت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية: "في بعض الحالات، تشير النتائج إلى تسجيل فوائد، لكنها لم تكن قاطعة".

واقترحت دراسة أخرى من مايو كلينيك أن البلازما ساعدت في تقليل معدل الوفيات لدى المرضى عند ما حقنوا بها مبكرًا وكانت مستويات الأجسام المضادة مرتفعة.

لكن الدراسة، وهي لم تكن تجربة إكلينيكية، لم تخضع بعد لمراجعة الأقران ولم تستخدم دواءً وهميا.

ويجري باحثون في جامعة جونز هوبكنز دراسة موازية تستخدم فيها البلازما لمحاولة تحصين المرضى ضد فيروس كورونا قبل أن يمرضوا. وقد قارنها الدكتور ديفيد سوليفان، المشرف على التجربة، بما يشبه "اللقاح الفوري".

وقال لـ"فرانس برس" إنه إذا كانت النتائج قاطعة "يمكننا إخبار الأشخاص المعرضين لخطر كبير بأنه يمكنهم الحصول على العلاج في وقت مبكر وبأن ليس عليهم أن يقلقوا بشأن الذهاب إلى المستشفى".

ولكن هذا الخيار، إذا ثبت أنه فعال، لا يمكن استخدامه على نطاق واسع. ويعتقد بعض العلماء أنه سيكون من الأهمية بمكان تطوير أجسام مضادة اصطناعية، تسمى الأجسام المضادة أحادية النسيلة، والتي يسهل توزيعها على نطاق واسع.

هل سُمح باستخدامه لأسباب سياسية؟

شكك المعلقون السياسيون في توقيت صدور الإذن عن وكالة الأدوية الأميركية باستخدام هذا العلاج قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفيما يتعرض دونالد ترامب للانتقاد بسبب إدارته الأزمة الصحية ويبدو متخلفا عن منافسه الديمقراطي في استطلاعات الرأي.

في نهاية آذار/ مارس، أذنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام دواءي الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين بشكل عاجل، وهما علاجان دافع عنهما الرئيس. لكن الإذن سُحب بعد التحذيرات من آثارهما الجانبية على القلب، وبعد دراسات واسعة أظهرت أنهما غير فعالين ضد كوفيد-19.

في الإعلان الأحد عن الإذن باستخدام علاج البلازما، قدم دونالد ترامب وكذلك وكالة الأدوية إحصائية رئيسية بشكل محرّف، بقولهما إن البلازما خفضت معدل الوفيات بنسبة 35%.

وأوضحت متحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء في وقت لاحق أن الرقم يشير في الواقع إلى انخفاض خطر الوفاة لدى لأشخاص الذين تلقوا مستويات عالية من الأجسام المضادة في دراسة مايو كلينك، مقارنة بأولئك الذين تلقوا مستويات منخفضة منها.

حتى أن مدير إدارة الغذاء والدواء الدكتور ستيفن هان اعتذر عن تحريف مدلول هذا الرقم.

وقال المسؤول في تغريدة على "تويتر" مساء الإثنين: "لقد تعرضتُ لانتقادات بسبب التصريحات التي أدليتُ بها مساء الأحد حول فوائد بلازما النقاهة. النقد له ما يبرره تمامًا. ما كان يجب أن أقوله هو أن البيانات تظهر انخفاضًا نسبيًا في المخاطر وليس انخفاضًا مطلقًا في المخاطر".

واستنكر الدكتور ماثيو هاينز الذي عمل في وزارة الصحة في ظل إدارة أوباما الأمر قائلًا إن "هذا يقوض مصداقية الحكومة الأميركية بأكملها".

لكن الدكتور دانيال هانلي الذي يرأس التجارب الإكلينيكية في جامعة جونز هوبكنز أكد أنه تم بالفعل الوصول إلى مستوى النتائج اللازمة لإعطاء الإذن بصفة عاجلة.

التعليقات