08/10/2020 - 16:52

اليونسيف يوصف الوفياة الجنينيّة بـ"المأساة المهملة"

كلّ سنة، يولد في العالم قرابة مليوني طفل ميتين، أي واحد كلّ 16 ثانية، بحسب تقرير صدر اليوم، الخميس، حول هذه "المأساة المهملة" التي قد يفاقمها انتشار وباء كوفيد-19.

اليونسيف يوصف الوفياة الجنينيّة بـ

توضيحية (Pixabay)

كلّ سنة، يولد في العالم قرابة مليوني طفل ميتين، أي واحد كلّ 16 ثانية، بحسب تقرير صدر اليوم، الخميس، حول هذه "المأساة المهملة" التي قد يفاقمها انتشار وباء كوفيد-19.

ويشكّل هذا المجموع 1.4% من الولادات المسجّلة سنة 2019 وأكثر من 2% من إجمالي الولادات في 27 بلدا، بحسب الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ("اليونيسف") والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية.

ويشير هذا المفهوم إلى وفاة جنين قابل للحياة حدثت إمّا خلال الحمل (في الرحم) أو خلال الولادة (وقت المخاض). وأحصت الأمم المتحدة في تقريرها الوفيات التي حدثت بعد 28 أسبوعا على الأقلّ من الحمل (أي في الربع الثالث من فترة الحمل) لإتاحة المقارنة بين معطيات بلدان مختلفة.

ولا شكّ في أن تقدّما قد أنجز في هذا الصدد، فمجموع الوفيات الجنينية كان 2.9 مليون في العام 2000، لكنّ "التقدّم لا يزال بطيئا"، وفق ما أوضحت المنظمات الدولية في أول تقرير لها في هذا الخصوص.

وخلال السنوات العشرين الأخيرة، تراجعت هذه الوفيات بنسبة 2.3% في السنة، في حين أن وفيات المواليد الجدد (دون شهر واحد من العمر) انخفضت بنسبة 2.9% في السنة ووفيات الأطفال بين الشهر الواحد وخمس سنوات انحسرت بنسبة 4.3.

ومن "أبرز الصعوبات" التي تطرّق إليها التقرير "انعدام الاستثمارات في الخدمات" المخصصة للحمل والولادة من جهة "وفي تعزيز طواقم الممرّضات والقابلات" من جهة أخرى.

وقالت المديرة العامة لليونيسف، هنرييتا فور: " بالإضافة إلى فقدان هذه الأرواح، إن التداعيات النفسية والمالية (لهذه الوفيات) خطيرة وطويلة الأمد على النساء والعائلات والمجتمع".

والبلدان الفقيرة هي أكثر تأثّرا بهذه المشكلة، ففي حين تسجّل 62% من إجمالي الولادات في البلدان المنخفضة الدخل و"المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا"، أحصيت فيها 84% من حالات المواليد الموتى.

ويسجّل في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الجنوبية وحدهما ثلثا الحالات.

وفي المعدّل، تحدث 40% من الوفيات خلال المخاض. وترتفع هذه النسبة إلى قرابة 50% في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى والجنوبية، في حين أنها لا تتعدّى 6% في أوروبا وأميركا الشمالية.

وتختلف الأسباب باختلاف الحالات، فهي قد تعزى إلى مشاكل متعلّقة بالأمّ (مثل ارتفاع ضغط الدمّ والسكري والإصابة بمرض معد أو بنزيف) أو إلى تخطّي الأجل المتوقع للولادة أو إلى عقدة في الحبل السرّي أو تشوّه خلقي خطير في الجنين.

لكنّ "هذه المأساة ليست محتّمة"، بحسب هنرييتا فور إذ من الممكن "تفادي أغلبية الوفيات الجنينية بفضل مراقبة ذات جودة ورعاية مكيّفة ما قبل الولادة وطاقم من أصحاب الكفاءات".

وقد يحسم إجراء عملية ولادة قيصرية مصير جنين يواجه صعوبات في الخروج، في حين تساعد رعاية مشكلة ارتفاع ضغط الدمّ خلال الحمل والوقاية من الملاريا وتشخيص داء الزهري ("سفلس") في تجنّب هذه المأساة.

غير أن انتشار وباء كوفيد-19 راهنا قد "يفاقم الوضع" بحسب التقرير، وذلك "أوّلا بسبب ازدياد الفقر بشدّة نتيجة الركود العالمي"، وفق ما قال مارك هيروارد المدير المعاون لليونيسف المكلّف بالبيانات والإحصاءات.

وهو أردف في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "السبب الآخر هو توقّف الخدمات الصحية، إما لأن الطواقم الصحية توجّه لرعاية" مرضى كوفيد-19 "أو لأن الناس يخشون" التقاط العدوى في المستشفى او عند الطبيب.

وقد ترتفع الحصيلة الحالية للوفيات بواقع 200 ألف حالة إضافيه في خلال 12 شهرا، في حال تعذّر تأمين 50 % من الخدمات الصحية.

التعليقات