30/04/2021 - 16:54

الجائحة زادت عدد المُدخنين في الأردن

تسبّب وباء كوفيد وما تبعه من حظر تجوّل وإغلاقات في ارتفاع نسبة استهلاك الدخان بين الأردنيين، الذين يعتبرون أصلا من أبرز المدخنين في العالم. ووفقًا لآخر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية العام الماضي وشمل 2400 شخصا، أكد

الجائحة زادت عدد المُدخنين في الأردن

توضيحية (Pixabay)

تسبّب وباء كوفيد وما تبعه من حظر تجوّل وإغلاقات في ارتفاع نسبة استهلاك الدخان بين الأردنيين، الذين يعتبرون أصلا من أبرز المدخنين في العالم.

ووفقًا لآخر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية العام الماضي وشمل 2400 شخصا، أكد 52% ممن تمّ استجوابهم أن حظر التجول ساهم في زيادة نسبة تدخينهم للسجائر والنرجيلة.

ورغم إنفاقه نحو 300 دينار (أكثر من 400 دولار) شهريا على التدخين وما يسبّبه ذلك له من مشاكل صحية وآلام في الصدر، يصرّ شناعة على أن السيجارة تمنحه "راحة نفسية" عندما يجد نفسه "محبوسا في المنزل بين أربعة جدران في أوقات حظر التجول".

ومنذ آذار/مارس 2020، فرضت السلطات الأردنية تدابير صارمة جدا لمكافحة تفشي الفيروس، بينها حظر للتجول من أجل الحدّ من تنقلات السكان.

وذكرت منظمة الصحة العالمية في 2015 أن "الأردن هو في المرتبة الثانية على مستوى العالم في عدد المدخنين الذكور (70.2%) بعد إندونيسيا (76.2%)".

ووفقًا لدراسة حكومية أجريت في عام 2019 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أكثر من ثمانية من كل عشرة رجال أردنيين يدخنون أو يستخدمون منتجات النيكوتين بانتظام بما في ذلك السجائر الإلكترونية. وأشارت الدراسة الى أن الرجال الأردنيين الذين يدخنون يوميا يستهلكون ما معدله 23 سيجارة في اليوم.

وارتفعت الأعداد أكثر مع بدء انتشار الوباء في المملكة حيث بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا أكثر من 700 ألف، بينها 8800 وفاة. ويبلغ عدد سكان الأردن عشرة ملايين.

وتقول مديرة مديرية التوعيه والإعلام الصحي في وزارة الصحة، عبير الموسوس: "أعتقد أن استهلاك الدخان ازداد مع الوباء بسبب الوضع النفسي".

وتؤكد لـ"فرانس برس" إن "56 في المئة من نسبة الوفيات في الأردن سببها... التدخين"، مضيفة "نحن نفقد سنويا نحو تسعة آلاف شخص يكون سبب موتهم الرئيسي التدخين والأمراض الناتجة عنه".

وتشير الى إن "كلفة علاج المصابين بأمراض مزمنة من السرطان وضغط الدم والسكري التي يكون سببها الرئيسي التدخين، على الدولة حوالى 204 مليون دينار سنويا (حوالى 300 مليون دولار)".

وحظرت الحكومة الأردنية في تموز/يوليو الماضي التدخين بكافة أشكاله (سجائر، سجائر إلكترونية، نراجيل) في الأماكن العامة المغلقة، "حرصا على سلامة المواطنين في ظل جائحة كوفيد-19".

ولكن رغم هذا، لم يتوقف التدخين وينتشر في غالبية الوزارات والمؤسسات والدوائر وحتى تحت قبة البرلمان، وفق ما أظهرت صور عدة.

وتقول منسقة منظمة الصحة العالمية في الأردن، هالة بوكردنه" "تمّ تحقيق العديد من الإنجازات حتى الآن، لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الجهود، خصوصا في ما يتعلق بالتدخين الثانوي في الأماكن المغلقة وسط جائحة كوفيد-19".

وتشير الارقام الى أن نحو 20 في المئة من النساء الأردنيات يدخنن السجائر أو السجائر الإلكترونية، لكن 75.5 في المئة منهن يتعرضن للتدخين غير المباشر بوجود مدخن في المنزل.

وعملت الوزارة على زيادة عيادات الإقلاع عن التدخين من خمسة الى 20 عيادة بعد الجائحة، وأطلقت حملة توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة التدخين، وفق ما تقول عبير الموسوس.

وبحسب رئيس جمعية مكافحة التدخين في الأردن محمد شريم، فإن "استراتيجية محاربة التدخين سهلة ولا تحتاج شطارة أو فلسفة"، مؤكدا أن "كل ما نحتاجه هو منع التدخين في الأماكن العامة ورفع أسعار السجائر وتوعية الناس بأن التدخين هو القاتل رقم واحد".

التعليقات