29/11/2021 - 14:27

ظهور "أوميكرون"... وعدم المساواة في توزيع اللقاحات

اعتبر عدد من العلماء وخبراء الصحة حول العالم أن التردد في تلقي اللقاحات وعدم المساواة في توزيعها بين دول العالم، أدى إلى ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا "أوميكرون".

ظهور

(أ ب)

اعتبر عدد من العلماء وخبراء الصحة حول العالم أن التردد في تلقي اللقاحات وعدم المساواة في توزيعها بين دول العالم، أدى إلى ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا "أوميكرون".

يأتي ذلك في الوقت الذي قامت به عدة دول غنية بتخزين اللقاحات ولم تف بالوعود التي قطعتها بتشارك الجرعات مع الدول النامية والفقيرة.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن منظمة الصحة العالمية أن 7.5% فقط من الأشخاص في الدول منخفضة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا مقارنة بـ63.9% من الأشخاص في الدول مرتفعة الدخل.

وذكر الباحث في مجال الصحة العالمية في جامعة ساوثهامبتون، مايكل هيد، أن "ظهور سلالات جديدة كان نتيجة طبيعية لبطء التلقيح في العالم. لا يزال لدينا عددا كبيرا من السكان غير الملقحين كما هو الحال في أفريقيا وهذا الأمر يجعل هذه المناطق أرضا خصبة لتفشي الفيروس وظهور سلالات جديدة بها بشكل كبير".

ولفت إلى أن "السلالات الجديدة من الفيروس التي تسببت بمشاكل في الماضي ظهرت جميعها من الأماكن التي شهدت تفشيا كبيرا غير خاضع للسيطرة، مثل سلالة ألفا الذي جرى اكتشافه في بريطانيا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أو سلالة دلتا الذي اكتشف في الهند في شباط/ فبراير".

ورأى أن "تردد الأشخاص بشأن تلقي اللقاح جنبا إلى جنب مع قيام الدول الغنية بتخزين جرعات تفوق ما تحتاجه بالفعل، هما السبب الرئيسي لتفاقم الأزمة الحالية".

ومن جهته، قال مدير منظمة "ويلكوم تراست" الخيرية للبحوث الصحية، جيريمي فارار، إن "ظهور ’أوميكرون’ يؤكد على حاجة العالم إلى توزيع عادل للقاحات وأدوات الصحة العامة الأخرى".

وكتب على "تويتر": "السلالات الجديدة هي تذكير لنا بأن الوباء لم ينته بعد، عدم المساواة ستؤدي إلى استمرار الوباء".

أما سفير منظمة الصحة العالمية لتمويل الصحة العالمية ورئيس الوزراء البريطاني السابق، غوردون براون، فقد قال إن "فشل العالم في توفير اللقاحات لمواطني العالم النامي له آثار مدمرة تطاردنا الآن".

وأضاف "في غياب التلقيح الشامل، لا ينتشر كورونا دون عائق بين الأشخاص غير الملقحين فحسب، بل إنه يتحور، وظهر في شكل متغيرات جديدة تنتشر من أفقر البلدان إلى أغنى بلدان العالم".

ومن ناحيته، قال اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة كوازولو ناتال بجنوب أفريقيا، د. ريتشارد ليسيلز، إن "رد فعل الدول الغنية على الأخبار التي تفيد بأن علماء جنوب أفريقيا اكتشفوا متغيرا جديدا (أوميكرون) كان مثالا على أنانيتها".

وأضاف "ما وجدته مثيرا للاشمئزاز ومزعجا حقا هو عدم اهتمام الدول الغنية بتقديم أي دعم إلى البلدان الأفريقية لمساعدتها في السيطرة على الوباء".

ويعتقد خبراء الصحة أن متحور "أوميكرون" يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتقال، وأن اللقاحات قد تكون أقل فاعلية في التصدي له.

ولطالما توقع العلماء أن العالم سيشهد ظهور عدة متغيرات من فيروس كورونا بشكل مستمر.

ولكن عندما أعلن وزير الصحة في جنوب أفريقيا الخميس الماضي، عن اكتشافه في البلاد، كان ذلك أقوى تذكير حتى الآن بأن الوباء لم ينتهِ بعد.

وفي الساعات الأولى التي أعقبت إعلان وزير الصحة في جنوب أفريقيا عن اكتشاف متحوّر "أوميكرون" الجديد، واحتمال انتشاره السريع، حظرت عدة دول بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة السفر من جنوب أفريقيا والدول الأفريقية المجاورة.

التعليقات