19/06/2022 - 10:22

مختصٌ في أمراض القلب: لم يثبت وجود علاقة بين الإصابة بكورونا والموت المفاجئ

تعد الوفاة المفاجئة في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، غالبا بسبب أمراض القلب غير المكتشفة أو التغاضي عنها، أمرا نادر الحدوث، لكن عندما تحدث هذه الوفيات المفاجئة، غالبا ما يكون ذلك في أثناء النشاط البدني، مثل العمل أو

مختصٌ في أمراض القلب: لم يثبت وجود علاقة بين الإصابة بكورونا والموت المفاجئ

(أرشيفية - Getty Images)

تعد الوفاة المفاجئة في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، غالبا بسبب أمراض القلب غير المكتشفة أو التغاضي عنها، أمرا نادر الحدوث، لكن عندما تحدث هذه الوفيات المفاجئة، غالبا ما يكون ذلك في أثناء النشاط البدني، مثل العمل أو ممارسة الرياضة، وغالبا ما يحدث عند الذكور أكثر من الإناث.

ويتوجب التوضيح أن حالات الموت المفاجئ في المجتمع العربي قليلة ولا يمكن الاستنتاج أن هناك ارتفاعا إذا كانت عدة حالات وقعت في فترة قصيرة، وإنما يجب الأخذ بعين الاعتبار عدد الحالات على مدى السنة كاملة، ومقارنتها مع السنوات الماضية من أجل الاستنتاج أنه كان هناك فعلا ارتفاعا في حالات الموت المفاجئ. وبناء على ذلك يجب التواصل مع الجهات المعنية بما فيها صناديق المرضى ووزارة الصحة للحصول على المعلومات بهذا الخصوص.

"عرب 48" التقى المختص في أمراض القلب، د. عيد أبو زايد، وحاوره حول الموت المفاجئ وأهمية توعية المجتمع:

د. عيد أبو زايد

"عرب 48": ما هي أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي للموت المفاجئ، وهل هناك عوارض من الممكن ملاحظتها قبل حدوث ذلك؟

د. أبو زايد: الموت المفاجئ له أسباب عدة، وهي معروفة وغير جديدة، وشهدنا حدوها حتى عند أشخاص رياضيين في ملاعب كرة القدم، لكن المهم لدينا هو الكشف المبكر عن أي مرض للقلب ومعالجته لأنه من الممكن أن يؤدي إلى الموت الفجأة.

والموت المفاجئ قد يكون بسبب نوبة قلبية أو جلطة مع انسداد أحد شرايين القلب، وبالتالي اضطراب في عمل القلب الأمر الذي يؤدي إلى توقفه عن العمل.

"عرب 48": ما هي المقدمات والعوارض التي تدلل على المصاب لاستباق حالة الموت المفاجئ وتوقف عمل القلب؟

د. أبو زايد: هذا الأمر يسبقه تصلب للشرايين كنتيجة لمرض السكري وارتفاع في الدهنيات، والتدخين، والسمنة الزائدة، ولذلك مهم معالجة هذه الأمور بشكل جذري خاصة عند العائلات التي يعاني بعض أفرادها من نوبات القلب في جيل مبكر.
في بعض الأحيان تكون أعراض مقدمة للجلطة، مثلا ألم شديد في الصدر أو الكتف الأيسر، وأوجاع في الفك السفلي، وتعب وإرهاق، وضيق تنفس أثناء العمل، ووجع في أعلى البطن ومنطقة المعدة، والشعور بالاختناق، وألم في العنق.

"عرب 48": هل هناك إحصائيات عن حجم هذه الظاهرة ومدى ازدياد في حالات الإصابة بالبلاد عموما والمجتمع العربي خصوصا، وهل هناك أسباب قد تكون وراثية؟

د. أبو زايد: أولا، من حيث الإحصائيات فإنه لغاية الآن لم يتم إجراء مسح شامل لحجم ارتفاع للظاهرة في المجتمع العربي، وبهذا الصدد يجب التواصل مع الجهات المعنية مثل وزارة الصحة وصناديق المرضى للوقوف على حقيقة ونسبة الارتفاع. أما بخصوص عامل الوراثة فهناك دراسة نشرت عام 2008
عن نسبة الموت المفاجئ في الولايات المتحدة، إذ بلغت نحو 180 ألف حالة سنويا، وتعد الجلطة وانسداد الشرايين السبب الرئيسي لها بنسبة 80% و20% نتيجة لأمراض مختلفة للقلب بينها امراض وراثية.

وتوجد أسباب وراثية أخرى مثل تضخم في عضلة القلب أو ضعف في عمل القلب ومشاكل تتعلق في اضطرابات في عمل النظام الكهربائي للقلب. كذلك من المهم جدا إجراء فحوصات للكشف المبكر عن أراض القلب، وزيارة طبيب مختص من قبل أقارب من توفي جراء الموت الفجأة وخصوصا الأقارب من الدرجة الأولى. هناك حالة وفاة مفاجئة أيضا قد تحدث أثناء النوم أو بسبب بذل جهد، ولكل أسبابه.
في بعض الحالات لا نصل إلى أي تشخيص عن طريق الفحوصات الاعتيادية للكشف عن مرض وراثي وهناك تكون حاجة ماسة لإجراء فحص وراثي في العائلة، ولذلك من المهم التعاون مع الأطباء المختصين وإجراء هذه الفحوصات.

"عرب 48": أي الفئات العمرية أكثر عرضة لحالة الموت المفاجئ؟

د. أبو زايد: سابقا كانت أمراض القلب وخصوصا الجلطة، تحدث غالبا عند الأشخاص في العقد السادس من العمر وما فوق، ولكن هذا تغيّر بسبب تفشي الأمراض المسببة لانسداد الشرايين، كالسكري وضغط الدم وغيرها. لذلك يجب على الجميع المحافظة على نمط حياة بصحة جيدة، والابتعاد عن كل مسببات أمراض الشرايين. يشار إلى أنه في بعض العائلات ينتشر مرض الشرايين بشكل كبير حتى بين الشباب.

"عرب 48": هناك إشاعات متداولة حول علاقة تطعيم كورونا وحالات الموت المفاجئ، هل أجريت أبحاث حول هذا الأمر؟
د. أبو زايد: ليس هناك معلومات حول هذا الأمر تحديدا. هناك حالات التهاب لعضلة القلب، ولكن لا ترتقي إلى كونها حالة منتشرة، ولا يوجد إثبات أنها تؤدي إلى موت مفاجئ. فالثابت أن فيروس كورونا هو مرض قاتل والتطعيم يخفف كثيرا من أعراضه ومضاعفاته. وفي النهاية، القلب قد يتأثر من كل مرض وكذلك من كل مرض فيروسي.
"عرب 48": هل من نصائح وإرشادات توجهها للناس بهذا الخصوص؟

د. أبو زايد: النصائح للمجتمع هي اتباع أسلوب حياة صحي، والكشف عن الأمراض التي تتسبب في أمراض الشرايين والسكري، وضغط الدم، ومعالجتها في الوقت، وكذلك الإقلاع عن التدخين، وإجراء فحوصات مبكرة للكشف عن أمراض الشرايين إذا وجد أشخاص في العائلة يعانون من هذا المرض في جيل مبكر، وأيضا إجراء فحص مستوى الدهون في الدم. ومن المهم استشارة طبيب وإجراء فحوصات مناسبة للكشف عن الأمراض الوراثية إذا تعرض أحد أفراد العائلة لموت مفاجئ.

التعليقات