26/06/2022 - 08:49

الأرق واضطراب النوم عند المراهقين

هل يعاني ابنك المراهق من صعوبة في الخلود إلى النوم أو الأرق أو يستيقظ كثيرا خلال الليل؟ من الشائع عند المراهقين أن لا ينالوا القسط الكافي من النوم أو الراحة والتي تقدر عند المراهق ذو الجسم الصحي بـ8 إلى 10

الأرق واضطراب النوم عند المراهقين

(توضيحية - unsplash)

هل يعاني ابنك المراهق من صعوبة في الخلود إلى النوم أو الأرق أو يستيقظ كثيرا خلال الليل؟

من الشائع عند المراهقين أن لا ينالوا القسط الكافي من النوم أو الراحة والتي تقدر عند المراهق ذو الجسم الصحي بـ8 إلى 10 ساعات يوميا.

الأرق

قد تكون المشكلة التي يعاني منها المراهق هي الأرق فلا يتمكن من النوم خلال الليل أبدا أو يتأخر إلى ساعات الصباح الأولى ليتمكن من النوم. وقد تتسبب هذه المشكلة ببقاء الشاب/ الشابة المراهقة متعبة طوال اليوم وغير قادرة على التركيز في دروسها كما أنه من الممكن أن يتأثر مزاج الشخص سلبا جراء هذه المشكلة بالإضافة إلى عدم القدرة على النهوض في الصباح الباكر وتفويت الصفوف وأيام المدرسة.

مشاكل صحية قد يسببها الأرق

التعرض للحوادث أو الإصابات الجسدية نتيجة لعدم التركيز.

  • السمنة والوزن الزائد
  • ارتفاع ضغط الدم
  • داء السكري
  • الاكتئاب
  • أفكار سلبية شخصية

أسباب الأرق عند المراهقين

تغيرات هرمونية

من المعروف أن الإنسان لديه ساعة داخلية في جسمه تنظم إيقاع حياته اليومي (Circadian Rhythm) وهي الدورة التي تنظم النوم وتبقي الشخص متيقظا خلال اليوم. يمر المراهقون خلال مرحلة البلوغ بتغيرات تؤثر بهذه الساعة الداخلية وبالتالي قد يتغير إيقاع حياتهم ويتأخر موعد نومهم الليلي حوالي الساعتين. أحد الأسباب المثبتة علميا لهذه المشكلة هو أن أجسام المراهقين تنتج الميلاتونين المسؤول عن جعل الشخص ينام بوقت متأخر أكثر من الأطفال الصغار والرضع مما يبقيهم صاحين لوقت أطول.

التوتر والدراسة

التوتر والدراسة

يمكن أن يؤثر الجدول الدراسي المزدحم أو ضغط المذاكرات والامتحانات بنوم المراهقين. فإذا كان المراهق يستيقظ في الساعة 6 صباحا على سبيل المثال ويجهز نفسه وملابسه وكتبه ويصل إلى صفه في الوقت المناسب فمن المفضل أن يخلد إلى النوم في التاسعة أو العاشرة مساءً، إلا أن ذلك قد يكون صعبا بالنسبة للمراهقين. كما يمكن للمراهقين أن يحاولوا استغلال الوقت الليلي في الدراسة عندما يشتد الضغط من هذه الناحية مما يسبب توترا إضافيا وهذا هو المسبب الأساسي للأرق.

الكافيين

من الشائع لدى المراهقين الذين يتناولون مشروبات بكمية كبيرة خلال اليوم لكي يبقوا صاحين وبقمة تركيزهم أن يعانوا من عدم القدرة على الخلود إلى النوم مساءً. لا تقتصر المشروبات الغنية بالكافيين على القهوة كما يظن البعض وإنما تشمل المشروبات الغازية والشاي وأنواع مشروبات الطاقة المختلفة.

التداخلات الدوائية

قد تؤثر بعض أنواع الأدوية بنمط نوم المراهقين وخصوصا الأدوية المسكنة والمنومة أو المنشطة وكذلك التي تحتوي على مركبات ستيرويدية.

الأجهزة الإلكترونية

يمضي المراهقون وقتاً طويلاً وهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية

يمضي المراهقون وقتا طويلا وهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. ويمكن أن لا ينتبهوا إلى تأخر الوقت وهم يتابعون منصات التواصل الاجتماعي أو يتحادثون مع أصدقائهم. ما لا يعلمه المراهقون هو أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الالكترونية كافة بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر يؤثر بشكل مباشر على الإيقاع اليومي لأجسامهم وأن هذا التأثير يمتد إلى ما بعد أن يطفئوا أجهزتهم الإلكترونية ويحاولوا النوم.

حالات صحية تسبب الأرق

يمكن أن يكون الأرق عارضا لحالة صحية أخرى قد تستدعي تدخل الطبيب مثل:

  • انسداد الطرق الهوائية أثناء النوم وهو حالة شائعة عند الأشخاص البدينين وقد يسبب الأرق والشخير والاستيقاظ أثناء الليل والشخص يلهث ومن أعراضه أيضا التعرق الليلي والتعب والإرهاق أثناء اليوم.
  • Narcolepsy أو النوم القهري حالة نادرة جدا عند المراهقين لكن واردة الحدوث تجعل الشخص المصاب يغط في نوم عميق فجأة أو يرى الكوابيس المخيفة في الليل والأرق كما تسبب خسارة الكتلة العضلية في الجسم.
  • المشي أثناء النوم وهو حالة موجودة عند المراهقين خصوصا أثناء المرض أو التوتر وقد يضطر الأهل في بعض الأحيان إلى إعادة المراهق إلى سريره بلطف أثناء هذه الحالة.
  • ارتجاع حمض المعدة عبر المريء الذي قد يسبب الحرقة وأعراضا أخرى مزعجة ومؤلمة وينصح المصابون به على وجه الخصوص بعدم تناول الطعام في وقت متأخر وبرفع الرأس والرقبة عن مستوى الجسم.
  • متلازمة القدم المتحركة أو تحرك الأطراف التي قد تجعل المراهق يركل أو يتحرك لا إراديا أثناء الليل مما يسبب الاستيقاظ أثناء الليل أو عدم القدرة على النوم.
  • الربو قد يكون واحدا من الحالات التي تمنع المراهق من النوم بسبب السعال أو بسبب عدم القدرة على التنفس بشكل سليم إذا لم يتم علاجه أو التحكم به.
  • الاكتئاب أيضا يعتبر حالة صحية خطيرة قد تسبب قلة النوم وحدة المزاج وغيرها من المشاكل الاجتماعية والصحية.

علاج الأرق عند المراهقين

  • في البداية إذا كان ابنك المراهق يعاني من الأرق فقد يكون من المفيد استشارة طبيب العائلة لتشخيص سبب الإصابة بالأرق وإحالته إلى الطبيب المختص عند الحاجة لذلك.
  • يجب عدم السماح للمراهقين بتناول الأدوية المنومة التي يمكن شراؤها من الصيدليات بدون وصفة طبية لأنها لا تشكل حلا جذريا أو طويل الأمد للأرق.
  • خلق جو أو محيط هادئ قبل النوم بحوالي ساعة من الوقت عبر الاستماع إلى موسيقى هادئة أو المطالعة أو أخذ حمام دافئ.
  • تفادي المحفزات وخصوصا الكافيين أو الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السكريات لأن هذه الأطعمة قد تسبب الأرق.
  • الحرص أن المراهق لا يدخن السجائر أو النرجيلة أو يشرب الكحول لأن هذه العادات من شأنها أن تؤثر سلباً عن عادات النوم في الليل.
  • الحرص على عدم تناول الطعام في وقت متأخر قبل النوم وإنما تناول وجبة العشاء قبل 3 ساعات من موعد النوم على الأقل.
  • من المهم جدا أن يطفئ المراهقون شاشاتهم الذكية كالهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الإلكترونية قبل 30 دقيقة من موعد النوم لتفادي التعرض للضوء الأزرق الذي تصدره ويمنع النوم.
  • من المفيد جدا وضع الهاتف الذكي بوضع الصامت أو إلغاء الإشعارات والتنبيهات لأن هذه الأصوات قد توقظهم من النوم ويفضل إطفاء هذه الأجهزة ككل.
  • من المفيد للمراهقين قضاء اليوم بنشاطات مفيدة ومسلية مما يجعلهم يفرغون طاقة أجسامهم الفتية ويشعرون بالحاجة للنوم باكرا لاستعادة نشاطهم في اليوم التالي علما أن القيلولة الطويلة خلال النهار قد تكون آثارها سلبية على نوم الليل.

التعليقات