22/06/2022 - 08:41

ماذا تعرف عن مرض الموت الأسود؟

في الحقيقة فإن اسم "الموت الأسود" هو اللقب الذي يطلق على مرض الطاعون. ويعتبر الطاعون مرضا خطيرا معديا تسببه بكتيريا تدعى اليرسينية الطاعونية وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة للعالم ألكسندر يرسن الذي كان مختصا بعلم البكتيريا وأصله فرنسي- سويسري.

ماذا تعرف عن مرض الموت الأسود؟

(توضيحية - pexels)

ما هو مرض الموت الأسود؟

في الحقيقة فإن اسم "الموت الأسود" هو اللقب الذي يطلق على مرض الطاعون. ويعتبر الطاعون مرضا خطيرا معديا تسببه بكتيريا تدعى اليرسينية الطاعونية وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة للعالم ألكسندر يرسن الذي كان مختصا بعلم البكتيريا وأصله فرنسي- سويسري.

تنتقل هذه البكتيريا في الدرجة الأولى عبر البراغيث، حيث تعمل أجسام القوارض المنتشرة في كل مكان وخصوصا في الأرياف والأماكن القبلية في آسيا وإفريقيا والأميركيتين، وبعد أن تتغذى البراغيث على القوارض المصابة بهذا المرض من الممكن أن تلدغ الإنسان وتنقل له العدوى.

وعلى الرغم من أن مصطلح الطاعون أو "The Plague" كان يستخدم لأي وباء ينتشر ويتفشى بين البشر إلا أن الطاعون طبيا يشير إلى التهاب بكتيري معين يؤدي إلى تورم في الغدد الليمفاوية في منطقة الفخذ. وعلى وجه التحديد الطاعون الدبلي هو الوباء الأكثر شيوعا تحت اسم الطاعون مع أنه ليس الوحيد حيث هناك أيضا طاعون انتان الدم والطاعون الرئوي التي سنتحدث عنها جميعا في هذا المقال.

الطاعون وأوروبا

إن أول شيء يخطر في الذهن عند ذكر مرض الطاعون هو الأعداد الهائلة التي لاقت نهايتها بسبب هذا المرض في قارة أوروبا ما بين 1347 و1352 وتقدر أعداد الذين ماتوا في تلك الفترة بسبب هذا المرض بثلث سكان القارة العجوز. وبالرغم من أن السجلات التاريخية تذكر اجتياح مرض الطاعون لأوروبا فقط في تلك الفترة إلا أن أمراضا وأوبئة مشابهة له كانت منتشرة في كل من الشرق الأوسط وفي آسيا مما يدل على أن هذه الوباء كان عالميا ولم يقتصر على أوروبا.

أعراض الطاعون

أعراض الطاعون الدبلي

وهن وألم عام وضعف في الجسم

إذا كما ذكرنا فهذا النوع من الطاعون هو الأكثر انتشارا ويسبب تورما في العقد اللمفاوية كنتيجة للالتهابات التي تصيب الجسم خلال أول فترة من الإصابة ويتميز بما يلي:

  • قد يسبب تورم الغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة والإبط أو الفخذين.
  • تصبح الغدد المتورمة بحجم حبة الجوز أو بيضة الدجاج.
  • يشعر المريض بالألم الشديد عند لمس الغدة المتورمة والصلبة.
  • قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة حاد ومفاجئ يترافق مع القشعريرة.
  • آلام رأسية وصداع.
  • وهن وألم عام وضعف في الجسم.
  • آلام بالعضلات.

طاعون انتان الدم

تحدث في هذه النوع من الطاعون إنتانات في مجرى الدم في الجسم ومن أعراضه:

  • القشعريرة وارتفاع درجة الحرارة أو الحمى.
  • الوهن العام الشديد.
  • آلام في منطقة البطن تترافق مع الإسهال والإقياء.
  • نزيف فموي أو أنفي أو شرجي أو نزيف تحت جلدي.
  • ملاحظة الغرغرينا تتشكل في الأطراف نتيجة لموت الأنسجة واسوداد مكانها علما أن المنطقة المعرضة أكثر لهذه احالة هي أصابع اليد والقدم والأنف.

الطاعون الرئوي

من الواضح أن أثر هذا النوع من الطاعون يتركز في الرئتين وهو واحد من الأنواع غير الشائعة للطاعون ويعتبر أخطرها على الإطلاق. تكمن خطورة هذا النوع من الطاعون بأنه قابل للانتقال من الأشخاص المصابين عبر الرذاذ المنبعث من الفم أثناء السعال إلى أشخاص سليمين. تعتبر فترة الحضانة لهذا المرض قصيرة أي أنه يمكن ملاحظة الأعراض ابتداءً من عدة ساعات من انتقال المرض وتتمثل الأعراض بما يلي:

  • السعال.
  • وجود دم في المخاط والبصاق.
  • التنفس بصعوبة.
  • الإقياء والشعور بالغثيان.
  • ارتفاع درجة الحرارة الشديد.
  • صداع وآلام في الرأس.
  • وهن الجسم.
  • آلام صدرية.

مسببات مرض الطاعون

لمس الأسطح والأجسام الملوثة بالرذاذ الذي يحمل البكتيريا

عادة ما تنتقل البكتيريا المسببة لمرض الطاعون إلى الإنسان عبر لدغ حشرة البرغوث للإنسان بعد أن تغذت على القوارض أو الحيوانات المصابة به مثل الأرانب والسناجب والكلاب. من الممكن أيضا أن تصاب الحيوانات الأليفة بالطاعون مثل القط والكلب الهامستر والارانب.

يمكن تلخيص أسباب العدوى الطاعونية أو طرق انتقالها بما يلي:

  • الرذاذ المنبعث في الهواء من الفم أو الأنف أثناء السعال أو العطاس.
  • الاحتكاك مع المصاب بشكل قريب مثل اللمس والاتصال الجنسي.
  • لمس الأسطح والأجسام الملوثة بالرذاذ الذي يحمل البكتيريا.
  • من المعروف أن البكتيريا يمكن أن تبقى في الهواء لبعض الوقت بعد أن تتطاير عبر السعال والعطاس وهذا يعني أنه إذا تم استنشاقها فتتسبب بانتقال العدوى إلى الغير.
  • يمكن أن تنتقل البكتيريا عبر تلوث الطعام واغلفته ببراز الشخص المصاب.
  • وبالطبع العامل الأساسي لانتقال العدوى هو حشرة البرغوث وغيرها من النواقل.
  • لا يمكن اعتبار الفئران بحد ذاتها ناقلة للعدوى بالشكل الطبيعي وإنما البراغيث التي تتغذى عليها وتنقل العدوى للإنسان فيما بعد.
  • يجب عزل المريض المصاب وتطهير الأجسام التي يلمسها والملابس والأدوات منعا لانتقال العدوى للآخرين.

كيف يتم تشخيص الطاعون؟

الخطوة الأولى هي اللجوء للطبيب الذي يمكن أن يجري اختبارات لوجود بكتيريا اليرسينية الطاعونية في العينات المخبرية التي تم سحبها من جسمك. يتم سحب العينات من عدم مناطق أو أعضاء في الجسم وهي:

الغدد اللمفاوية

يطلق عليها أيضا اسم الأدبال ويعتبر تورمها أحد أعراض الإصابة بالطاعون الدبلي ويمكن تأكيد أو إقصاء هذا التشخيص عبر سحب عينة من السائل الذي تحتويه هذه العقد لإجراء اختبار عليه.

الدم

من الممكن لبكتيريا اليرسينية الطاعونية أن تتواجد في مجرى الدم عند الإصابة بطاعون الإنتان الدموي ولذلك يتم سحب عينة دموية وإرسالها إلى المختبر للتأكد من هذا التشخيص.

الرئتين

للتأكد من الإصابة بالطاعون الرئوي يمكن أن يقوم الطبيب بأخذ عينة من المخاط الأنفي أو البلغم الموجود في المجاري التنفسية عبر أنبوب مخصص لهذا الغرض يتم إدخاله عبر الأنف أو الفم حتى يصل إلى أسفل الحلق ثم يتم سحب عينة من السوائل الموجودة واختبارها والتأكد من التشخيص.

علاج الطاعون

يستلزم الطاعون دخول المريض إلى المشفى طوال فترة العلاج أو على الأقل خلال الفترة الحرجة منه. يتمثل علاج الطاعون بالأدوية التي يتم إعطاؤها للمريض بجرعات مدروسة وهي مضادات بكتيرية ومضادات التهاب وأدوية أخرى تعمل على التخفيف من حدة الأعراض.

التعليقات