البرولاكتين المعروف أيضًا باسم اللاكتوتروبين هو هرمون مسؤول عن الإرضاع ونمو بعض أنسجة الثدي ويساهم في مئات العمليات الجسدية الأخرى.
تكون مستويات البرولاكتين منخفضة عند الذكور وغير المرضعات وغير الحوامل، وترتفع مستويات البرولاكتين عند النساء الحوامل أو المرضعات (اللواتي يقمن بالرضاعة الطبيعية).
أين يتم تصنيع البرولاكتين؟
يمكن أن تسبب الأورام غير السرطانية في الغدة النخامية، والتي تسمى أورام البرولاكتين مستويات عالية من البرولاكتين في الجسم. كما يمكن للجهاز العصبي المركزي والجهاز المناعي والرحم والغدد الثديية أيضًا إنتاج البرولاكتين. ولكن يتم إفراز معظم البرولاكتين من الغدة النخامية، حيث يصنع ويطلق هذا الهرمون في المجرى الدموي.
الغدة النخامية
هي عبارة عن غدة صغيرة حجمها يساوي حجم حبة البازلاء، تقع في قاعدة الدماغ أسفل منطقة ما تحت المهاد. وهي جزء من نظام الغدد الصماء المسؤول عن إنتاج العديد من الهرمونات المختلفة االمهمة، بما في ذلك البرولاكتين.
ما هو الورم البرولاكتيني؟
هو عبارة عن ورم غير سرطاني في الغدة النخامية. تنتج الأورام البرولاكتينية البرولاكتين، والذي يمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من هذا الهرمون في الجسم. لا يوجد سبب معروف لأورام االبرولاكتين، ولكن قد تلعب الجينات دورًا في بعض الحالات. على سبيل المثال، الورم الصماوي المتعدد من النوع 1 هو اضطراب وراثي قد يزيد من خطر الإصابة بأورام البرولاكتين.
تعتبر الأورام البرولاكتينية أكثر شيوعًا عند الإناث من الذكور وهي أكثر انتشارًا عند الإناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 34 عامًا.
ما هي أسباب ارتفاع مستويات البرولاكتين؟
من الطبيعي ارتفاع مستويات البرولاكتين أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية. يمكن أن تتسبب العوامل الأخرى أيضًا في ارتفاع طفيف مؤقت في مستويات البرولاكتين، بما في ذلك: الضغط البدني على الجسم، ممارسة الجماع، إصابة الصدر، نوبات الصرع.
بصرف النظر عن أورام البرولاكتين، قد ينتج ارتفاع مستويات البرولاكتين أيضًا عن حالات صحية أو تناول بعض الأدوية.
أدوية تسبب ارتفاع البرولاكتين
يساعد الدوبامين وهو مادة كيميائية في الدماغ، على التحكم في إنتاج البرولاكتين.
إن الأدوية التي تؤثر على مستويات الدوبامين قد تسبب زيادة مستويات البرولاكتين. وتشمل الأدوية التي قد تسبب ارتفاع مستويات البرولاكتين ما يلي:
- بعض الأدوية المضادة للذهان، مثل ريسبيريدون ولكن ليس كلوزابين.
- أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- الأدوية الخاصة بالغثيان والقيء.
- أدوية تخفيف الآلام التي تحتوي على المواد الأفيونية.
أمراض تسبب ارتفاع البرولاكتين
قد تتسبب بعض الحالات الصحية ارتفاع مستويات البرولاكتين مثل:
- أمراض الكلى.
- قشعريرة الغدة الدرقية خاصة إذا كانت تؤثر على منطقة الصدر.
- أنواع أخرى من أورام الغدة النخامية.
ما هي أعراض ارتفاع هرمون البرولاكتين عند الإناث؟
- قد تسبب أورام البرولاكتين أو ارتفاع مستويات البرولاكتين في الإناث إفرازات حليبية من الحلمات.
- فقدان الدورة الشهرية.
- العقم.
- فقدان الاهتمام أو الدافع الجنسي.
- جفاف المهبل ما قد يسبب عدم الراحة أو الألم أثناء ممارسة الجنس.
ما هي أعراض ارتفاع هرمون البرولاكتين عند الذكور؟
قد تسبب مستويات البرولاكتين المرتفعة عند الذكور ضعف الانتصاب أو انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ما قد يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالجنس. قد يعاني الذكور أيضًا من الصداع وإفرازات تشبه الحليب من الحلمة.
ما تأثير الورم البرولاكتيني على اضطرابات المزاج؟
قد يكون لمستويات البرولاكتين المرتفعة روابط باضطرابات مزاجية معينة. حيث وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب اكتئابي حاد لديهم مستويات أعلى من البرولاكتين مقارنة بمن لا يعانون من هذه الحالة.
يساعد البرولاكتين على تنظيم الإجهاد وله أيضًا ارتباطات بالقلق وزيادة الوزن. قد تؤدي المستويات المرتفعة من الهرمون أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالذهان. وتشير دراسة طبية أيضا إلى أن اضطراب الاكتئاب الشديد قد يعطل أيضًا إنتاج البرولاكتين.
كيف نشخص ارتفاع مستويات البرولاكتين؟
يجري الأطباء فحصًا للدم لقياس كمية البرولاكتين في الدم. إذا كان لدى الأشخاص مستويات عالية من البرولاكتين، يقوم الأطباء بعد ذلك بإجراء اختبارات التصوير للتحقق من وجود ورم برولاكتيني. قد يستخدم الأطباء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي لإنشاء صورة مفصلة للغدة النخامية والمنطقة المحيطة بها. إذا كان التصوير بالرنين المغناطيسي غير مناسب، فقد يخضع الشخص لفحص بالأشعة المقطعية. تسمح اختبارات التصوير للأطباء بمعرفة ما إذا كان الورم البرولاكتيني موجودا وتحديد موقعه وحجمه.
كيف نعالج ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين؟
- يمكن أن يساعد العلاج في إعادة مستويات البرولاكتين إلى المستويات النموذجية وعلاج أي ورم برولاكتيني قد يكون موجودًا.
- العلاج الأكثر شيوعًا لأورام البرولاكتين هو العلاج الذي يمكن أن يقلص الورم البرولاكتيني وينظم مستويات البرولاكتين. ناهضات الدوبامين هي أدوية تعمل بشكل مشابه للدوبامين في الدماغ وهي علاج فعال في تقليص الأورام البرولاكتينية والتحكم في مستويات البرولاكتين. وقد يصف الأطباء بروموكريبتين والذي قد يحتاج الشخص إلى تناوله 2-3 مرات يوميًا.
- قد يحتاج المريض إلى كابيرجولين والذي قد يكون أكثر فعالية وله آثار جانبية أقل من بروموكريبتين. قد يحتاج الناس إلى تناول هذا 1-2 مرات في الأسبوع لمدة عامين أو أكثر حتى يختفي الورم البرولاكتيني.
- إذا تسببت الأدوية في ارتفاع مستويات البرولاكتين فإن التوقف عن تناول الدواء سيؤدي عادةً إلى عودة مستويات البرولاكتين إلى المستويات النموذجية في غضون 3-4 أيام. ومع ذلك من المهم التحدث مع الطبيب قبل التوقف عن تناول أي دواء موصوف.
جراحة الورم البرولاكتيني
إذا كان الدواء غير فعال في علاج الورم البرولاكتيني، قد يحتاج المرضى لعملية جراحية لإزالة الورم. ويقوم الطبيب بإجراء العمليات الجراحية تحت تأثير التخدير العام. هذا وتشمل أنواع الجراحة لإزالة الورم البرولاكتيني ما يلي:
جراحة عبر الوريد
هذا هو النوع الأكثر شيوعًا لجراحة الورم البرولاكتيني. سيقوم الجراح بعمل قطع خلف تجويف الأنف أو تحت الشفة العليا لإجراء العملية.
جراحة عبر الجمجمة
قد يحتاج الناس إلى هذا النوع من الجراحة إذا كان الورم البرولاكتيني كبيرًا أو انتشر خارج الغدة النخامية حيث يقوم الجراح بعمل فتحة في الجمجمة لإزالة الورم.
التعليقات