26/09/2022 - 08:26

كل ما تحتاج لمعرفته عن كمادات الأطفال

لا تتحول درجة الحرارة المرتفعة إلى مشكلة إلا عندما تزداد الحرارة بشكل ملحوظ، ففي هذه الحالة بدلا من قتل الجراثيم والفيروسات فقط يتأثر الجسم وأعضائه وخصوصا الدماغ لذلك يعمد الأطباء إلى خفض درجة الحرارة بواسطة

كل ما تحتاج لمعرفته عن كمادات الأطفال

(توضيحية - unsplash)

قد تكون الكمادات الباردة واحدة من أقدم الطرق لخفض درجة حرارة الجسم إثر وجود التهاب ما، ولطالما استخدمت الأمهات ومن قبلهن الجدات هذه الطريقة لإراحة الطفل من درجة الحرارة المرتفعة. سنتعرف معا في هذا المقال على مدى صحة هذه الطريقة وفعاليتها وعلى الملاحظات التي يعطيها الأطباء والخبراء للحصول على النتائج المطلوبة منها.

لماذا ترتفع درجة حرارة الجسم؟

يحافظ جسم الإنسان على مدى محدد بالنسبة لدرجة الحرارة الطبيعية وعادة ما تقدر هذه الدرجة بـ37 إلى 37.5 درجة. يصف الأطباء ارتفاع درجة حرارة الجسم سواء عند الأطفال أو البالغين بأنه أول علامات وجود حالة التهابية بشكل جازم، ولكن لماذا ترتفع درجة الحرارة؟

الجواب هو أن الجسم يتعمد رفع درجة الحرارة بهدف القضاء على مسببات المرض مثل الفيروسات والجراثيم التي لا يمكنها تحمل درجات الحرارة العالية. أي أن ارتفاع درجة الحرارة ما هو إلا آلية دفاعية للجسم ضد بعض الدخلاء الذين يسببون الأمراض والالتهابات والآلام.

من هذا المنطلق لا يجب القلق إذا ارتفعت درجة الحرارة قليلا لأن ذلك أمر طبيعي، كما أن ترك الجسم يقوم بالدفاع عن نفسه بطريقة طبيعية يعتبر جيدا لتعزيز المناعة وتقوية الجسم ووظائفه وأنظمته الدفاعية.

لا تتحول درجة الحرارة المرتفعة إلى مشكلة إلا عندما تزداد الحرارة بشكل ملحوظ، ففي هذه الحالة بدلا من قتل الجراثيم والفيروسات فقط يتأثر الجسم وأعضائه وخصوصا الدماغ لذلك يعمد الأطباء إلى خفض درجة الحرارة بواسطة الأدوية الخافضة للحرارة وقد ينصحون الأم بتطبيق كمادات على جسم الطفل.

الكمادات لخفض حرارة الجسم

الكمادات لخفض حرارة الجسم

مضار الكمادات الباردة

كما ذكرنا سابقا فالكمادات الباردة هي الخيار الأول الذي تلجأ إليه الأمهات لخفض حرارة الأطفال ريثما يصل الطبيب أو يأخذ الدواء الخافض للحرارة مفعوله. إلا أن للكمادات الباردة مضارا أخذ الأطباء في الفترة الأخيرة نشر الوعي حولها وينصحون الأمهات بالابتعاد عنها واستبدالها بالكمادات الفاترة.

عندما يتم وضع كمادات باردة على جلد الطفل سواءً على الرأس أو البطن أو الفخذين فإن برودة الكمادة تسبب انقباض الأوعية الدموية في هذه المنطقة. من الصحيح أن درجة الحرارة المقروءة على ميزان الحرارة تصبح طبيعية أو تنخفض قليلا إلا أن هذه القراءة في الحقيقة تعتبر غير واقعية وإنما مؤقتة وغير مجدية وسببها هو تطبيق الكمادات الباردة فقط.

علاوةً على ذلك فإن الجهاز المناعي للجسم في هذه الحالة قد يحاول رفع درجة الحرارة في الجسم أكثر لأنه يحاول قتل مسببات المرض كما ذكرنا سابقا أي أن تطبيق الكمادات الباردة قد يؤدي إلى رفع الحرارة بدلا من خفضها. من الشائع أيضا أن تتسبب الكمادات الباردة بصدمة حرارية للجهاز العصبي وهو أمر غير جيد أبدا للطفل، وتنطبق كل هذه النقاط على وضع الطفل في حمام بارد.

الطريقة الصحيحة لتطبيق الكمادات

قد يكون الفرق الأكبر بين الطريقة الصحيحة والطريقة الخاطئة لاستخدام الكمادات هو درجة حرارة المياه المستخدمة لتبليل قطعة القماش المستخدمة. من المهم جدا عدم استخدام مكعبات الثلج أو الماء البارد أو المثلج لهذه الغاية وإنما يمكن الاكتفاء بماء الصنبور لهذه الغاية. وفي حال كان ماء الصنبور باردا جدا في فصل الشتاء على سبيل المثال فيمكن رفع درجة حرارته إلى أن تصبح أقرب إلى الماء الفاتر منها إلى البارد.

توضع الكمادات الفاترة على جلد الطفل دون خوف من ردة الفعل العصبية إذا كانت درجة حرارتها غير منخفضة في الأماكن التي تكثر فيها الأوعية الدموية مثل الجهة الداخلية للفخذ والبطن والرقبة كإجراء أولي لخفض الحرارة وحماية الجسم من مضاعفات ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير.

نصائح أخرى لخفض درجة حرارة جسم الطفل

عدم استخدام الكحول

بالرغم من شيوع هذه الطريقة مؤخرا بين الأمهات إلا أن الأطباء ينصحون بعدم استخدامها لأنها قد تكون مؤذية للطفل. قد يكون تأثير كمادات الكحول أو حتى وضع الكحول مباشرة على الجسم شبيها بتأثير الكمادات الباردة من حيث التأثير القوي والفوري ولكن المؤقت وغير المجدي.

بالإضافة إلى ذلك فقد تسبب الكحول تخرش جلد الطفل الحساس وجفافه وقد تسبب رائحته مفاقمة بعض الحالات التنفسية التي يمكن أن تكون سبب ارتفاع الحرارة بالدرجة الأولى. وبكافة الأحوال فالكحول مادة كيميائية لا داعي لتعريض الطفل لها دون الحاجة الماسة.

ارتداء الملابس القطنية

قد تكون الملابس القطنية وجهة الأمهات الأولى بالنسبة لملابس الأطفال الصغار بكافة الأحوال، إلا أنها ضرورية جدا أثناء معاناة الطفل من درجة الحرارة المرتفعة. يعاني الأطفال عند وجود حرارة مرتفعة من الضيق والانزعاج ولذلك يفضل جعل الملابس مريحة وخفيفة مثل الملابس القطنية وخصوصا أنها قادرة على امتصاص العرق الذي تتسبب به الحمى.

الحمام الإسفنجي

الحمام الاسفنجي

من المفيد القيام بحمام إسفنجي لطفلك عندما يكون مصابا بارتفاع الحرارة، ويجب التركيز هنا على أن درجة حرارة الماء يجب أن تكون فاترة لتلافي آثار الماء البارد على الجسم. أما إيجابيات الحمام الإسفنجي للطفل فتتلخص بخفض درجة الحرارة التي تشابه تأثير الكمادات الفاترة وتنظيف الجسم من العرق الذي يتم إفرازه أثناء الحمى ما يمكن أن يكون مفيدا جدا لإراحة الطفل وإعطائه القدرة على النوم.

للقيام بحمام إسفنجي ما عليك سوى وضع الطفل بدون ملابس على منشفة سميكة وجلب ليفة استحمام ناعمة أو حتى قطعة قماش قطنية في حال عدم توفر الليفة المخصصة للأطفال. وتغطيس الليفة بالماء الفاتر ومسح الجسم بها بلطف.

استخدام الأدوية

كما ذكرنا سابقا، لا يفضل استخدام الأدوية الخافضة للحرارة فور ارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف لأن ذلك يعطي الجسم القدرة على معالجة المرض بنفسه ويكسبه قدرة مستقبلية على محاربة المشاكل الصحية. ولكن إذا ارتفعت درجة الحرارة كثيرا بحيث لامست 39 درجة فلا داعي للانتظار أكثر ويمكن التوجه إلى عيادة الطبيب لمعالجة سبب الحمى الأساسي أو لاستشارته بخصوص الدواء الذي يجب إعطاؤه للطفل.

غالبا ما ينصح الطبيب الأمهات بإعطاء الطفل تلقائيا نوعا لطيفا من خافضات الحرارة المخصصة للأطفال بجرعات محددة ولا يتم مراجعة الطبيب إلا إذا تفاقمت الحالة.

التعليقات