09/10/2022 - 08:50

الفوائد المثبتة علميا للتأمل على الصحة النفسية والعاطفية

في دراسة استمرت لمدة 8 أسابيع جرى إثبات أن أسلوبا محددا من التأمل يدعى "التأمل الفكري الواعي" يسهم بتقليل ردود فعل الجسم الالتهابية التي يؤدي إليها التوتر.

الفوائد المثبتة علميا للتأمل على الصحة النفسية والعاطفية

(توضيحية)

تقليل التوتر

يعتبر تقليل مستويات التوتر أحد أهم الأسباب التي تدفع الناس لممارسة التأمل. وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن فوائد التأمل بالنسبة للتوتر ترقى بالفعل إلى ما يشاع عنها. عادة ما يؤدي التوتر الجسدي والعقلي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول ما يؤدي إلى العديد من تأثيرات التوتر السلبية مثل إفراز مواد كيميائية التهابية تدعى السيتوكينات في مجرى الدم.

قد تؤدي هذه التأثيرات إلى خلل النوم وتحفيز الاكتئاب والقلق المزمن ما يزيد بدوره من ضغط الدم ويعطي الشعور بالإرهاق وتشويش الذهن.

في دراسة استمرت لمدة 8 أسابيع جرى إثبات أن أسلوبا محددا من التأمل يدعى "التأمل الفكري الواعي" يسهم بتقليل ردود فعل الجسم الالتهابية التي يؤدي إليها التوتر.

بالإضافة إلى ما سبق فقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن التأمل يحسن من أعراض الحالات الصحية التي تتعلق بالتوتر بما في ذلك تشنج القولون واضطراب ما بعد الصدمات.

التحكم بالقلق المزمن

يمكن أن يساعد التأمل على تقليل مستويات التوتر ما يؤدي تلقائيا إلى قلق أقل. وفي تحليل علمي للدراسات الطبية يشمل حوالي 1300 شخصا بالغا جرى التوصل إلى أن التأمل قد يؤدي إلى تقليص القلق وخصوصا عند الأشخاص الذين يعانون من مشكلة القلق المزمن.

وفي دراسة أخرى استمرت لمدة 8 أسابيع حول التأمل الفكري الواعي لوحظ أن هذا الأسلوب قد ساهم بتقليل القلق لدى الأشخاص المصابين باضطراب القلق العام بالإضافة إلى تحسين صورة النفس الإيجابية والقدرة على التعامل مع ردات الفعل التوترية.

وتقترح بعض الأبحاث أن الجمع بين أسلوب التأمل الفكري الواعي وتمارين التأمل قد يساهم بالفعل في تقليل مستويات القلق. على سبيل المثال، أثبتت التجارب أن اليوغا قادرة على تقليل القلق وذلك يعود إلى الفوائد الناتجة عن ممارسة التأمل والتمارين الجسدية بنفس الوقت.

يقترح المختصون أيضا أن التأمل قادر على تقليل القلق الناتج عن العمل حيث وجدت إحدى الدراسات أن الموظفين الذين يمارسون التأمل الفكري الواعي لمدة 8 أسابيع قد لاحظوا مشاعرا بالراحة والصحة النفسية وتراجعا بالتوتر والإجهاد العملي بالمقارنة مع الموظفين الذين لم يمارسوا التأمل.

تعزيز الصحة العاطفية

تعزيز الصحة العاطفية

قد تساعد بعض أساليب التأمل بتحسين الصورة الشخصية للنفس وتعطي نظرة عامة إيجابية للحياة. على سبيل المثال، وجدت مراجعة للعلاجات التي جرى اعتمادها على أكثر من 3500 شخص أن التأمل الفكري الواعي قد حسن أعراض الاكتئاب.

كما أن مراجعة لـ18 دراسة أظهرت أن تلقي العلاجات التأملية يؤدي إلى تقليص أعراض الاكتئاب. كما وجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين أتموا تمارين التأمل قد لاحظوا تناقصا بالأفكار السلبية عند ملاحظة الصور السلبية.

بالإضافة إلى ذلك فإن المواد الكيميائية الالتهابية التي تدعى السيتوكينات التي يتم إفرازها كرد فعل للتوتر يمكنها أن تؤثر بحالة المزاج ما قد يؤدي إلى الاكتئاب. وقد وجدت مراجعة عدة دراسات أن التأمل قد يخفض أعراض الاكتئاب عبر تقليل هذه المواد الكيميائية الالتهابية.

قد يخفض فرص الإصابة بفقدان الذاكرة عند الشيخوخة

قد تساعد التحسينات الناتجة عن التأمل على صفاء الذهن والانتباه بإبقاء الدماغ شابا بالرغم من تقدم العمر.

هناك أسلوب تأمل يدعى كيرتان كريا وهو يجمع المانترا مع الحركة المتكررة للأصابع بهدف حصر التركيز. وقد وجدت الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فقدان الذاكرة أو النسيان التي ترتبط بالتقدم العمر أن هناك تحسنا ملحوظا في الاختبارات العصبية النفسية.

بالإضافة إلى ذلك فقد وجدت دراسة علمية نتائج أولية أن عدة أساليب للتأمل قد تساعد برفع التركيز والانتباه والذاكرة وسرعة معالجة المعلومات في الدماغ لدى الأشخاص المسنين المشاركين في التجربة.

بالإضافة إلى محاربة النسيان الطبيعي الذي يتعلق بالتقدم في السن، فإن التأمل قد يساعد على الأقل بتحسين الذاكرة لدى المرضى الذي يعانون من العته، كما يمكن أن يساعد بالتحكم بالتوتر وتحسين التعامل أو التقبل لدى الأشخاص الذين يعتنون بأفراد الأسرة الذين يعانون من العته.

تحفيز التعامل الحسن مع الآخرين

تحفيز التعامل الحسن مع الآخرين

قد تعمل بعض أنواع التأمل على زيادة المشاعر الإيجابية والأعمال الحسنة تجاه الآخرين وتجاه الشخص ذات نفسه.

يطلق على تأمل الميتا (Metta) أيضا اسم تأمل المحبة والعطاء وهو يبدأ بإعطاء الشخص أفكارا لطيفة تجاه نفسه في الدرجة الأولى. ومع التدريب يتعلم الأشخاص الذين يمارسون هذه التمارين أن تمتد مشاعرهم من عطاء وتسامح إلى المقربين في البداية ثم إلى المعارف والأشخاص في المحيط لتصل بعد ذلك إلى أي شخص يلتقون به بما في ذلك الأشخاص السلبيين والعدوانيين.

وقد أجريت مراجعة تجمع بين 22 دراسة حول هذا النوع من التأمل الذي جرى إثبات تأثيره في مشاعر الناس نحو أنفسهم ونحو الآخرين. وقد وجدت واحدة من هذه الدراسات وكانت تضم 100 شخص جرى اعطائهم تعليمات بممارسة أنواع مختلفة من التأمل بشكل عشوائي بما في ذلك تأمل الميتا وجدت أن كمية تمارين التأمل التي تتم ممارستها تلعب دورا كبيرا في النتائج.

بكلمات أخرى، كلما أمضى هؤلاء الأشخاص وقتا أطول وهم يمارسون تمارين تأمل الميتا، كلما كانت مشاعرهم الإيجابية أكبر.

وقد أثبتت دراسة أخرى أجريت على 50 طالب جامعي أن ممارسة تأمل الميتا 3 مرات في الأسبوع يحسن المشاعر الإيجابية والتواصل الاجتماعي وتفهم الآخرين وذلك خلال 4 أسابيع فقط.

التأمل يساهم في التخلص من أنواع الإدمان

إن الانضباط الذهني الذي قد يتطور لدى الشخص قد يساهم في كسر سلسلة الاعتماد على استخدام بعض المواد التي تسبب الإدمان عبر زيادة التحكم بالذات وإدراك محفزات السلوكيات الإدمانية.

وجدت الدراسات العلمية أن التأمل قد يساعد الأشخاص الذين يمارسونه باستمرار على إعادة توجيه انتباههم والتحكم بمشاعرهم واندفاعاتهم وزيادة فهمهم للأسباب التي تدفعهم إلى الإدمان.

وقد وجدت دراسة تضم 60 شخصا يخضعون لعلاجات للتخلص من الإدمان على الكحول أن ممارسة التأمل التجاوزي يرتبط بشكل وثيق بمعدلات أدنى من التوتر والضيق النفسي واشتهاء المشروبات الكحولية بعد حوالي 3 أشهر من البدء بالتأمل.

التعليقات