11/01/2023 - 08:18

النظارات الخضراء تساعد في حالة صحية مستعصية

بالرغم من عدم الفهم الكامل لمشكلة "الفايبرومايالجيا" وحاجة العلم إلى إجراء بحوث وتجارب إضافية عن طرق علاجها فيمكن الاعتماد على الأدوية التي تعمل على تغيير الطبيعة الكيميائية في الدماغ للتحكم بمستويات

النظارات الخضراء تساعد في حالة صحية مستعصية

(توضيحية - Gettyimages)

إذا كنت تعتقد أن النظارات ذات الإطار أو العدسات الخضراء تتماشى مع الموضة العالمية وتعبر عن شخصية ميالة للطبيعة أو حتى تحدي المألوف فأنت مخطئ. في الحقيقة قد تكون النظارات الخضراء حلا لمشكلة مزمنة ومؤلمة للكثيرين تعرف باسم "الفايبرومايالجيا" أو الآلام الليفية العضلية التي سنتعرف عليها في هذه المقالة وعلى علاقة النظارات الخضراء بها.

الألم الليفي العضلي أو "الفايبرومايالجيا"

ما هو الألم اللّيفي العضلي؟

ما هو الألم اللّيفي العضلي؟

حالة صحية مزمنة تدوم لفترات طويلة وهي تماثل "حساسية اللمس" وتتصف بأن الأعراض غير متصلة أو دائمة حيث يمكن أن تستمر لفترات متقطعة من اليوم وتختفي لفترات أخرى من تلقاء نفسها. يعتقد الخبراء والعلماء أن التوتر النفسي الشديد أو عدوى معينة والإصابات والحوادث قد تكون السبب الأساسي لحصول هذه الحالة عند البعض.

بشكل عام توصف "الفايبرومايالجيا" بأنها حالة صعبة الفهم أو التحديد حتى من قبل مختصي القطاع الصحي. يعود ذلك لأن أعراضها تتشابه مع أعراض حالات صحية أخرى وبسبب عدم وجود فحوص مخبرية حاسمة تؤكد أو تنفي وجود هذه الحالة لدى المريض. وكنتيجة لما سبق فغالبا ما تبقى الآلام الليفية العضلية بدون تشخيص أو تندرج تحت تشخيص خاطئ لمرض آخر.

يعاني 2 إلى 4% من البشر من هذه الحالة، إلا أنها أكثر شيوعا لدى النساء وهي لا تصنف كمرض مناعي ذاتي أو ذو أساس التهابي وإنما تعتبر من الأمراض العصبية أو على الأقل الأمراض التي ينخرط فيها الجهاز العصبي لأن الجملة العصبية تقوم بتفسير كل الإشارات على أنها مؤلمة حتى ولو لم تكن كذلك في الحقيقة.

أعراض الآلام الليفية العضلية

تتمثل الآلام الليفية العضلية أو "الفايبرومايالجيا" بأعراض متنوعة مثل:

  • الآلام العظمية والعضلية والآلام المتنوعة.
  • الحساسية المفرطة والألم عند أي حركة.
  • الإرهاق العام.
  • اضطرابات النوم والوعي.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • جفاف العينين.
  • التقلبات المزاجية.
  • ظهور طفح جلدي غير مبرر.
  • الحكاك.
  • آلام متوسطة الشدة في أسفل البطن.
  • الاكتئاب.
  • مشاكل في المثانة مثل ظهور الكيسات.
  • القلق والتوتر المزمن.
  • ضباب الدماغ أو التشوش.

كيف يتم علاج الآلام الليفية العضلية بالطريقة التقليدية؟

بالرغم من عدم الفهم الكامل لمشكلة "الفايبرومايالجيا" وحاجة العلم إلى إجراء بحوث وتجارب إضافية عن طرق علاجها فيمكن الاعتماد على الأدوية التي تعمل على تغيير الطبيعة الكيميائية في الدماغ للتحكم بمستويات الألم.

وقد كانت الأدوية التي تعتمد على مركبات الأفيون تستخدم في السابق لعلاج أعراض "الفايبرومايالجيا"، إلا أن الدراسات أثبتت عدم تأثير هذه العقاقير بشكل فعال لحل هذه المشكلة وإنما مفاقمتها لحساسية اللمس لدى المرضى بالإضافة إلى مشاكل أخرى.

تتضمن الأدوية التي ينصح بها لهذه الحالة المسكنات العادية التي يتناولها الأشخاص لتخفيف الصداع أو الآلام المتوسطة على اختلاف أنواعها، وكذلك مضادات الاكتئاب ومضادات النوبات التي قد تمنع الخلايا العصبية من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.

كيف يتم علاج "الفايبرومايالجيا" بطرق غير تقليدية؟

علاج الآلام الليفية العضلية

أما بالنسبة للعلاجات غير الدوائية فهي تركز على تقليل التوتر والتحكم بالحالة الذهنية والفيزيائية في آن واحد مثل:

  • العلاج الفيزيائي والوظيفي لتقوية الجسم وتخفيف التوتر.
  • العلاج بالإبر الصينية.
  • العلاج بالتدليك (المساج).
  • التأمل.
  • اليوغا.
  • التمارين الرياضية العامة.
  • تقنيات تقليل التوتر المتنوعة.
  • الحمية الغذائية الصحية المتوازنة.
  • المكملات الغذائية التي تحتوي على الحمض الأميني (5-HTP).

علاقة النظارات الخضراء بالآلام الليفية العضلية

يفيد الموقع الطبي العالمي المشهور مايو كلينيك بأن مشكلة الآلام الليفية العضلية قد تتأثر إيجابا من جراء ارتداء النظارات ذات العدسات الخضراء لفترة محددة من اليوم وتتضاءل الأعراض بنسبة معينة.

كما ذكرنا سابقا فالفايبرومايالجيا أو الآلام الليفية العضلية يمكن التخفيف من وطأتها عبر اتباع أسلوب حياة وعادات صحية تعمل على الاسترخاء وإبعاد التوتر والقلق. وقد يكون ارتداء النظارات الخضراء واحدا من هذه التقنيات الفعالة والناجحة للحد من أعراض "الفايبرومايالجيا".

أجريت دراسة في إحدى الجامعات الأميركية على 34 مريضا يعانون من "الفايبرومايالجيا" ممن قاموا بارتداء النظارات الملونة، بما في ذلك الخضراء، لفترة لا تقل عن أربع ساعات بشكل يومي على مدار أسبوعين وفق ما يلي:

عدد الأشخاص

لون النظارات التي ارتدوها

10 مشاركين في الدراسة

الأزرق

12 مشاركا في الدراسة

بدون لون

12 مشاركا في الدراسة

الأخضر

بينت نتائج هذه الدراسة أن المرضى الذين اعتادوا ارتداء النظارات الخضراء دونا عن غيرهم أظهروا مستويات أقل من التوتر بالمقارنة مع باقي المشاركين بالدراسة الذين لم يظهر لديهم تغير من هذه الناحية. كما أبدى المشاركون في الدراسة من المجموعة التي ارتدت النظارات الخضراء أن بإمكانهم التعايش مع ارتداء هذه النظارات بشكل شبه دائم مؤكدين أنهم شعروا بالتحسن بعد التجربة.

يذكر أن النظارات الخضراء التي جرى استخدامها في التجربة ليست مجرد نظارات تجارية بعدسات خضراء اللون وإنما هي نظارات جرى تصميمها وتصنيعها خصيصا لأغراض الدراسة وفق مقاييس ومواد محددة.

كيف يقلل الأخضر التوتر؟

مما لا شك فيه أن كل شخص لديه تفضيل معين تجاه الألوان، إلا أن ما يجمع عليه العلماء أن ما يعرف بالضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهاتف والتلفاز والكمبيوتر له تأثيرات سلبية على دماغ الإنسان.

يعتبر الضوء الأزرق ضوءاً قصير الموجة وهو يحاكي ضوء الشمس ويعبث بالإيقاع الداخلي في دماغ الإنسان فيؤثر بالدرجة الأولى على عادات النوم وأوقاته وحتى على نوعيته كما أن له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والتوتر والمزاج. من هنا جرى التوصل إلى ما يعرف بالنظارات المضادة للضوء الأزرق والتي عادة ما يكون لونها مائلا للأصفر.

يتقابل الأصفر مع الأزرق في عجلة الألوان (علم اللون) فيحجبان بعضهما البعض ولهذا السبب تقوم مصففة الشعر بتطبيق حمام باللون الأزرق على الشعر المعالج بالمشقّر لتخفيف درجة الأصفر وتحويل اللون إلى لون بلاتيني محبب. أما الأخضر فهو مزيج بين الأصفر والأزرق ما يكسبه خواصا تحجب الضوء الأزرق ومن هنا قد تأتي فوائد النظارة الخضراء في تخفيف التوتر وتقليل الإجهاد.

التعليقات