18/01/2023 - 09:20

العلم وعكس عقارب الساعة إلى الوراء... ماذا تقول الدراسات الأخيرة في الشيخوخة؟

وأفاد سنكلير وفريقه من خلال هذا البحث، إنّهم تمكّنوا من عكس آثار الشيخوخة وفق جدول زمنيّ، وهذه القابليّة لعكس الشيخوخة، يمكن أن تقدّم حجّة قويّة لحقيقة أنّ الشيخوخة ليست طفرات في الحمض النوويّ كما كنّا نعتقد سابقًا، وإنّما هي أخطاء

العلم وعكس عقارب الساعة إلى الوراء... ماذا تقول الدراسات الأخيرة في الشيخوخة؟

(Getty)

نشرت صحيفة "تايمز" تقريرًا، حول دراسة يقوم عليها الدكتور ديفيد سينكلير، أستاذ علم الوراثة والمدير المشارك لمركز "بول" وتجيب عن سؤال "ما الذي يدفع إلى الشيخوخة"، ونُشرت الدراسة في الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير.

وناقش العلماء في هذه الدراسة المنشورة في مجلّة "سيل" العلميّة، عوامل تحريك عمليّة الشيخوخة في الخلايا، كما ركّزوا على الطفرات في الحمض النوويّ التي يمكنها إفساد العمليّات الطبيعيّة للخليّة والبدء في عمليّة موت الخليّة.

هذه النظريّة، لم تكن مدعومة بحقيقة أنّ خلايا كبار السنّ على الأغلب لا تكون مدعومة بالطفرات، وأنّ الحيوانات أو الأشخاص الذين لديهم عبء أكبر من الخلايا الطافرة، لا يبدو أنّهم يتقدّمون في السنّ قبل الأوان، وركّز الدكتور سنكلير، على جزء من الجيونيوم يُدعى "إبيجنيوم"، وهو ما يجعل خلايا الجلد خلايا جلديّة، وخلايا الدماغ خلايا دماغيّة، ويقوم فريق البحث بهذه العمليّة، من خلال توفير تعليمات مختلفة للخلايا التي تعمل ضمنها الجينات،

وأفاد سنكلير وفريقه من خلال هذا البحث، إنّهم تمكّنوا من عكس آثار الشيخوخة وفق جدول زمنيّ، وهذه القابليّة لعكس الشيخوخة، يمكن أن تقدّم حجّة قويّة لحقيقة أنّ الشيخوخة ليست طفرات في الحمض النوويّ كما كنّا نعتقد سابقًا، وإنّما هي أخطاء في تعليمات الوراثة التي تنحرف بطريقة ما، ولطالما كان سنكلير يعتقد أنّ أسباب الشيخوخة هي فقدان التعليمات الهامّة التي تحتاجها الخلايا من أجل مواصلة العمل، والتي يطلق عليها نظريّة المعلومات للشيخوخة، ويقول فيها "تكمن وراء الشيخوخة المعلومات التي تفقد في الخلايا… يعتبر هذا تحوّلًا نموذجيًّا في كيفيّة التفكير في الشيخوخة".

ويضيف سنكلير" إذا كان سبب الشيخوخة هو أنّ الخليّة أصبحت مليئة بالطفرات، فلن يكون من الممكن عكس العمر، ولكن عمليّة عكس الشيخوخة تثبت أنّ النظام سليم، وأنّ هناك نسخة احتياطيّة، وأنّ البرنامج بحاجة إلى إعادة تشغيل فقط".

(Getty)

وطوّر فريق البحث، طريقة لإعادة تشغيل "النسخة الاحتياطيّة من التعليمات اللاجينيّة في خلايا فئران، ومحو الإشارات التي يمكنها أن تضع الخليّة على طريق الشيخوخة والموت، وخارج المختبر، يمكن أن تكون التغييرات اللاجينيّة مدفوعة بعدّة عوامل، مثل التعرّض للتلوّث والمواد الكيميائيّة والتدخين وغيرها، وعند التقدّم في العمر، لاحظ الفريق في غضون أسابيع، أنّ الفئران بدأت إظهار علامات تدلّ على التقدّم في السنّ، وانخفاض وزن الجسم على الرغم من عدم تغيير النظام الغذائي، وانخفاض النشاط وزيادة الضعف.

وتتضمّن تجربة الفريق، شكلًا علاجيًّا يتضمّن ثلاثة جينات ترشد الخلايا إلى إعادة برمجة نفسها، وفي حالة الفئران، فقد وجّهت التعليمات الخلايا لإعادة تشغيل التغييرات اللاجينيّة التي حدّدت هويّتها، مثل خلايا الكلى والجلد.

ويضيف سنكلير "نحن لا نصنع الخلايا الجذعيّة هُنا، لكنّنا نحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ليتمكّنوا من استعادة هويّتهم… لقد فوجئت حقًّا بطريقة عمل الخلايا، حتّى الآن، لم نعثر على واحدة لا يمكننا اللعب في عمرها، سواء للأمام أو الخلف".

وفي تجربة علميّة، أفاد سنكلير في عام 2020، إنّ هذه العمليّة لا يمكن أن تنطبق فقط على نسيج أو عضو واحد في الجسم، وإنّما على الجسم بأكمله، ويتوقّع أن تكون أمراض العيون، هي الحالة الأولى المستخدمة لاختبار انعكاس الشيخوخة لدى الناس، حيث يمكن حقن العلاج الجينيّ مباشرة في منطقة العين، وهو ما يعني أيضًا أنّ مجموعة من الأمراض الأخرى، مثل أمراض القلب والاضطرابات العصبيّة، مثل مرض الزهايمر على سبيل المثال، يمكن علاجها إلى حدّ كبير، عن طريق عكس عمليّة الشيخوخة التي تؤدّي إلى حدوثها.

وتقول الدراسة المنشورة، إنّ الآثار المترتّبة على القدرة على التقدّم في السنّ وتجديد الأنسجة أو الأعصاب هي مثيرة للعلماء حاليًّا. استطاع سنكلير تنشيط أعصاب العيد عدّة مرّات، وهو ما يعيد التساؤل الأخلاقيّ، حول ما يعنيه إعادة عقارب الساعة باستمرار، عندما يتعلّق الأمر بالشيخوخة.

يمكن القول، إنّ هذه الدراسة، هي الخطوة الأولى في إعادة تعريف ما تعنيه الشيخوخة، والتي ستؤثر على أسئلة علميّة مطروحة، ويمكن أن تقلب طريقة التعامل مع هذه الأبحاث رأسًا على عقب.

التعليقات