19/01/2023 - 21:39

لماذا لا يستطيع البعض تمييز اليمين واليسار؟

في نتيجة أبحاث نشرتها دير هام، فإنّه حوالي 15٪ من الأشخاص، يصنّفون أنفسهم على أنّهم ليسوا كفؤ حين يتعلّق الأمر بالتعرّف على اليمين واليسار، فيما قال ما يقرب من نصف المشاركين، أنّهم اضطروا لاستخدام إستراتيجيّة باليد

لماذا لا يستطيع البعض تمييز اليمين واليسار؟

(Getty)

نشر موقع "بي بي سي" البريطانيّ، تقريرًا حول أغرب الحالات التي بحثها علم النفس وأجريت فيها تجارب عدّة، وهي "معرفة الاتّجاه الأيمن من الأيسر، إذ بالنسبة لبعض الناس، فإنّ تمييز الاتّجاهات قد يكون صعبًا، وفقًا لدراسة حديثة، أجرتها أستاذة علم النفس العصبيّ في جامعة ليندين الهولنديّة، إينكي فان دير هام، تقول فيها إن لا أحد يجد صعوبة في الإشارة إلى الأمام أو الخلف، أو التفريق بين الأعلى والأسفل، لكن عند الحديث عن الاتّجاه الأيمن والأيسر، قد يختلف الأمر بسبب التماثل أو بسبب عوامل خارجيّة، مثل الضوضاء، أو الاضطرار إلى الإجابة عن أسئلة أو التشتيت بأيّ طريقة أخرى.

تقول دير هام إنّ التمييز بين اليمين واليسار ليس بالسهولة التي نعتقدها، فهذا يتطلّب الذاكرة واللغة والمعالجة البصريّة والمكانيّة والدوران الذهني، وبعد أبحاث طويلة في هذا الأمر، توصّل باحثون إلى حقيقة ما يحدث في الدماغ أثناء هذه العمليّة، وما الذي يجعل الأمر أصعب عند فئة من الناس.

الطبيب العام في جامعة كوينز بلفسات الإيرلنديّة الشماليّة، جيرارد جورملي قال إنه يمكن لبعض الأفراد التمييز بين اليمين واليسار، لكن بالنسبة لأشخاص آخرين، فإنّهم يمرّون بعمليّة. وفي سياق تجربة أجراها جورملي، طلب من المشاركين الدوران من اليمين إلى اليسار، واتضح أنّ هناك من وجد صعوبة في تحديد الاتّجاه الصحيح، وذهب آخرون إلى تقنيّات مختلفة، مثل صنع حرف L لوصف الاتّجاه، ثمّ بعد ذلك اكتشاف الجانب الأيسر أو الأيمن لشخص آخر، من خلال "الدوران العقلي"، بحيث تواجه نفس اتّجاه الشخص الآخر المتخيّل، وهو ما يضيف درجة إضافيّة من التعقيد، على حدّ تعبير جورملي.

وفي نتيجة أبحاث نشرتها دير هام، فإنّه حوالي 15٪ من الأشخاص يصنّفون أنفسهم على أنّهم ليسوا كفؤ حين يتعلّق الأمر بالتعرّف على اليمين واليسار، فيما قال ما يقرب من نصف المشاركين، أنّهم اضطروا لاستخدام إستراتيجيّة باليد، من أجل تحديد اليمين من اليسار.

تقول دير هام إن "هذا يخبرنا أنّ الجسد متورّط حقًّا"، وهذا كان واضحًا في السؤال الثاني، إذا مما كان المشاركون يستخدمون إشارات من أجسادهم لتحديد اليسار واليمين. وأثناء ذلك، كرّر الباحثون تجربتهم، عبر اختبار أربعة سيناريوهات مختلفة، إذ جلس المشاركون بأيادٍ متقاطعة أو غير متقاطعة، وكانت أياديهم إمّا مرئيّة أو مغطّاة بقماش أسود، إلّا أنّ اليد لم يكن لها التأثير القوي على أداء الاختبار، أي أنّ المشاركين لم يحتاجوا إلى أيديهم من أجل التمييز بين اليمين واليسار.

وأشارت أبحاث صادرة عن مركز ليون لأبحاث العلوم العصبيّة في فرنسا، أجرتها الباحثة أليس جوميز، إلى أنّ التمييز بين اليمين واليسار بالنسبة للأطفال، هو سهل جدًا، وصمّمت برنامج تدخّل مدّته أسبوعين، وهم مصمّم لزيادة تمثيل المهارات الحركيّة لدى أطفال تتراوح أعمارهم بين خمس إلى سبع سنوات، وعند اختبارهم لتحديد مواقع في الجسم، مع الاتّجاه الأيمن، انخفضت أخطاء التمييز بين اليسار واليمين إلى النصف تقريبًا، وقد يكون أحد أسباب ذلك، تعلّم الأطفال لإستراتيجيّة التفكير من خلال الرسم باليد.

التعليقات