أثار تقديم مشروع قانون مقترح في ولاية ماساتشوستس الأميركيّة الجدل بين ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي وصفوه بـ"القانون اللاأخلاقي الذي يقتات على يأس السجناء"، حيث يقترح القانون السماح للسجناء بالتبرّع بأعضائهم، مقابل خفض مدد العقوبة التي يقضونها، حسب تقرير نشره موقع "بي بي سي".
وحسب القانون، فإنّه يمكن للسجين أخذ من 60 يومًا إلى سنة، كأجازة من عقوبة السجن، بشرط أن يكون المسجون قد تبرّع بنخاع العظ، أو عضو من أعضائه. ويأتي القانون تحت مسمى "قانون تأسيس برنامج التبرع بالأعضاء".
ويقول مدافعون عن القانون، إنّ ذلك يعتبر بمثابة استقلال جسدي للأشخاص المسجونين، ويوسّع مجموعة المتبرّعين، خاصّة "للأشخاص الملوّنين الذين يعانون من أجل الحصول على تطابق"، في حين أنّ النقّاد يرون في هذا القانون ما هو غير قانوني من الأساس.
من جهتها، قالت مؤسسة "بروجيكت تيرن ارانود"، روميلدا بيريرا "الأمر يشبه كما لو أنّهم يقومون بحصد الأعضاء. إنّهم يساومون الأشخاص المستضعفين على أوقاتهم وأعضائهم"، فيما قال خبير الأوبئة في مستشفى بريغهام، مونيك خيمينيز، إنّ اقتراح هذا القانون هو "منحرف… هناك بالتأكيد طرق يمكننا من خلالها إشراك المجتمع وتثقيفه حول خيارات التبرّع بالأعضاء، لكن الذهاب إلى المساجين كمصدر لهذه التبرّعات، فهذا يمثّل مشكلة كبيرة، بالإضافة إلى أنّه استغلال".
وحاليًّا، تسمح السجون الفيدراليّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة بالتبرّع بالأعضاء، لكن شريطة أن يكون المتلقّي هو أحد الأقارب المباشرين للمتبرّع.
وحسب موقع "بي بي سي"، فإنّ مشروع القانون المقترح في ماساتشوستس، التأسيس لبرنامج تبرّع داخل مصلحة السجون في الولاية الأميركيّة، في الوقت الذي ينتظر فيه نحو 5 آلاف من سكّان الولاية، على قائمة انتظار زراعة الأعضاء.
من جهته، قال النائب عن الولاية، كارلوس غونزاليز، إنّ توفير المزيد من المتبرعين المحتملين، كفيل بمساعدة المرضى المحتاجين إلى زراعة أعضاء من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقال كيفن رينغ، مدير منظمة غير ربحيّة، إنّ الأمر يبدو "كما لو كان نابعًا من كتاب خيال علميّ أو قصّة رعب… هذا المقترح يعزّز فكرة أنّ لدينا هذه الفئة، ممن نعدّهم "دون منزلة البشر"، والذين سنقطف من أجسادهم، لا لشيء، إلّا لأنّهم يشبهوننا أو لأنّ شوقهم إلى الحريّة يتركهم مستعدّين لفعل ذلك بأجسادهم".
ووفقًا للشبكة المتّحدة لمشاركة الأعضاء، يوجد حاليا نحو 104000 شخصًا في الولايات المتّحدة، ينتظرون دورهم لعمليّة زرع الأعضاء.
من جهتها، قالت هيئة الخدمات القانونيّة لسجناء مساتشوستس، إنّ المنظّمة على اتّصال بمقدّمي مشروع القانون، وهي تدرك تمامًا المشكلة الكبيرة التي تتمثّل في عدم المساواة العرقيّة في النظام الصحي.
التعليقات