05/04/2023 - 11:14

كيف أثّرت الهواتف الذكيّة على أدمغة مليارات البشر؟

خلال السنوات الماضية، تمّ ربط الهواتف المحمولة أيضًا بانخفاض التعاطف والذكاء العاطفيّ، حيث قالت دراسة أجرتها جامعة إسيكس إنّ الأشخاص الّذين أبلغوا عن استخدام هواتفهم بشكل متكرّر لديهم مستويات أقلّ من التعاطف من أولئك الّذين استخدموا هواتفهم بشكل أقلّ تكرارًا

كيف أثّرت الهواتف الذكيّة على أدمغة مليارات البشر؟

(pixabay)

مع الاستخدام المتزايد للهواتف الذكيّة في الحياة اليوميّة، والاعتماد عليها في كافّة تفاصيلنا اليوميّة، من التواصل إلى الترفيه، وحتّى كمصدر أوّليّ للمعلومات، نُشرت دراسات عديدة خلال السنوات الماضية، والتي تربط بين استخدام الهواتف الذكيّة والتغيّرات البنيويّة التي يشهدها مليارات البشر، سواء في تأثيرها على الأدمغة أو حتّى طرق التفكير والتواصل الاجتماعيّ.

وكان تقرير حديث قد توصّل إلى أنّ البالغين في الولايات المتّحدة، يتفقّدون هواتفهم في المتوسّط 344 مرّة في اليوم الواحد، أي مرّة كلّ أربع دقائق، ويقضون حوالي ثلاث ساعات يوميًّا على أجهزتهم الذكيّة.

ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، فإنّ واحدة من أهمّ التغييرات التي أحدثتها الهواتف المحمولة، هي الطريقة التي نتذكّر بها المعلومات. وقالت الدراسة، إنّ ميل الناس إلى الاعتماد على هواتفهم لتذكّر المعلومات أكثر من الاعتماد على أدمغتهم. ووجدت الدراسة، الّتي شملت أكثر من 500 مشارك، أنّ الأشخاص الّذين سمح لهم باستخدام هواتفهم لالتقاط صور لأشياء خلال جولة في المتحف، يتذكّرون أقلّ عن الأشياء من أولئك الّذين لم يسمح لهم باستخدام هواتفهم، وخلّص الباحثون إلى أن فعل التقاط صورة والاعتماد على الهاتف لتخزين المعلومات جعل الناس أقلّ تفاعلًا وأقلّ احتماليّة لتذكّر تفاصيل الأشياء.

ووجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة واترلو في كندا، أنّ الوجود المستمرّ للهواتف الذكيّة قد يقلّل في الواقع من قدرتنا على التركيز، الدراسة التي تضمّنت أكثر من 800 مشارك، وجدت أنّ الأشخاص الّذين أبلغوا عن مستويات أعلى من استخدام الهواتف الذكيّة واجهوا صعوبة أكبر في التركيز على مهامهم، من أولئك الّذين استخدموا هواتفهم بشكل أقلّ تكرارًا، ووجدت الدراسة أيضًا أنّه حتّى مجرّد وجود هاتف ذكيّ، حتّى لو لم يتمّ استخدامه، كان كافيًا لإلهاء الأشخاص وجعل التركيز على المهمّة الّتي يقومون بها أكثر صعوبة بالنسبة لهم.

ويشير خبراء إلى أنّ الهواتف المحمولة غيّرت الطريقة التي نتواصل بها اجتماعيًّا، حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان وتضمّنت أكثر من 70 زوجًا من المشاركين الّذين طلب منهم إجراء محادثة مع بعضهم البعض. أنّ وجود الهاتف المحمول، حتّى مع عدم استخدامه، يمكن أن يؤثّر على بناء العلاقة بين الأشخاص.

وخلال السنوات الماضية، تمّ ربط الهواتف المحمولة أيضًا بانخفاض التعاطف والذكاء العاطفيّ، حيث قالت دراسة أجرتها جامعة إسيكس إنّ الأشخاص الّذين أبلغوا عن استخدام هواتفهم بشكل متكرّر لديهم مستويات أقلّ من التعاطف من أولئك الّذين استخدموا هواتفهم بشكل أقلّ تكرارًا، وافترض الباحثون أنّ الاستخدام المستمرّ للهواتف وانخفاض التفاعل وجهًا لوجه الّذي ينتج عن ذلك قد يؤدّي إلى انخفاض القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتواصل معها. وربطت دراسة أخرى أجرتها جامعة زيورخ، بين استخدام الهواتف الذكيّة والتغيّرات في بنية الدماغ.

وتفيد النتائج أنّ الأشخاص الّذين أبلغوا عن مستويات أعلى من استخدام الهواتف الذكيّة لديهم حجم أصغر للمادّة الرماديّة في منطقة الدماغ المرتبطة باتّخاذ القرار والإدراك الاجتماعيّ، وتضمّنت الدراسة أكثر من 700 مشارك، ووجد الباحثون أنّه كلّما زاد عدد الأشخاص الّذين يستخدمون هواتفهم، قلّ حجم المادّة الرماديّة في هذه المنطقة من الدماغ. في حين أنّ الدراسة لم تؤسّس علاقة سببيّة بين استخدام الهاتف وتغيّرات بنية الدماغ، إلّا أنّها تشير إلى أنّه قد يكون هناك رابط بين الاثنين.

التعليقات