إنه ليس سرا على أحد أنك نتاج ما تأكله، حيث أظهرت الأبحاث على مر السنين أن اتباع نظام غذائي متوازن مليء بالأطعمة المغذية هو أقوى دفاع ضد الأمراض المزمنة والخطيرة مثل أمراض القلب والسمنة والسكري.
لكن هل تعلم أن الأطعمة التي تتناولها يمكن أن تساعدك أيضًا على محاربة الأمراض مثل الأنفلونزا؟ فهناك بعض الأطعمة المعروفة باسم معززات جهاز المناعة، وهذا يعني أنها تساعد جسمك على محاربة الأمراض.
ما هو جهاز المناعة؟
جهاز المناعة هو الجهاز الذي يدافع به جسمك عن نفسه ضد تهديدات العالم الخارجي؛ فيحدد هذا النظام المعقد المكوّن من الخلايا والأنسجة والأعضاء متى دخل شيء ما إلى جسمك مثل فيروس الأنفلونزا، ثم يطلق استجابة تلقائية منسقة بين أجهزتك لمساعدتك على الشفاء باستخدام ما يعرف بخلايا الدم البيضاء.
وعندما يكون جهازك المناعي قويًا، فإن جسمك سيكون أفضل في الاستعداد لمحاربة المرض، أما عندما يكون جهازك المناعي ضعيف، فمن المرجح أنك ستمرض.
يعد جهاز المناعة أيضًا مفتاحًا لمحاربة الأمراض مثل السرطان! ففي الواقع، إن العلاج المناعي هو العلاج الذي يحفز جهاز المناعة في جسمك على مهاجمة الخلايا السرطانية، من أجل ذلك ونظرًا لدوره المهم في الحفاظ على الصحة، فنحن بحاجة إلى بذل قصارى جهدنا للحفاظ على قوة جهاز المناعة لدينا.
ما هي الأغذية السوبر؟
في السنوات الأخيرة، سمعنا جميعًا كيف أن مصطلح "السوبر فود" يستخدم بشكل متكرر لوصف أي شيء من العنب البري البسيط إلى توت الغوجي الغريب، ولكن في الحقيقة لا يوجد شيء اسمه "سوبر فود"! فالكلمة مصطلح تسويقي يستخدم لوصف بعض الأطعمة "عالية المغذيات"، أي أنها تحتوي على العناصر الغذائية والمعادن التي يمكن لجسمك استخدامها لتحسين صحته وعافيته.
يمكن أن تؤثر هذه الأطعمة على صحتك وتساعد جسمك على أن يكون في أفضل حالاته، ولكن من المهم أيضًا أن تتذكر أنه لا يمكنها علاج المرض أو الوقاية منه.
7 أطعمة لتقوية جهاز المناعة لديك
فيما يلي 7 أطعمة مختلفة معروفة بأنها معززات للمناعة، جرب أيًا منها أو جميعها وابدأ في جني الفوائد التي توفرها هذه القوى الغذائية لجسمك.
1. الحمضيات
عندما يصاب أي شخص بنزلة برد فإن أول نصيحة سيسمعها هو تَناول الكثير من الحمضيات، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين سي الذي يساعد على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة بشكل مباشر عن مهاجمة الفيروسات ومكافحة أي عدوى، والسبب الذي ينصح بها الجميع هو أنها في متناول يد الجميع، كما أن أسعارها مناسبة تمامًا، أما السبب الأهم فهو أن الجسم البشري لا يقوم بإنتاج هذا الفيتامين ويجب علينا تناوله إما كمكملات أو بشكل طازج بشكل شبه يومي.
- تشمل ثمار الحمضيات المعروفة:
- الجريب فروت
- الليمون
- البرتقال
- الكلمنتينا
- اليوسفي
2. البروكلي
البروكلي غني بالفيتامينات والمعادن، كفيتامينات A و C و E ، بالإضافة إلى وجود الألياف والعديد من مضادات الأكسدة الأخرى فيه، حيث أنه أحد الخضروات الصحية التي يمكنك وضعها في طبقك كل يوم!
أما السر في الحفاظ على فائدتها فهو طهيها بأقل قدر ممكن أو الأفضل من ذلك، عدم طهيها على الإطلاق! فقد أظهرت الأبحاث الموثوقة أن التبخير هو أفضل طريقة للحفاظ على المزيد من العناصر الغذائية في الطعام.
3. الزنجبيل
لا يتميز الزنجبيل بخصائصه المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية التي يمكن أن تعزز جهاز المناعة لديك فقط، بل إنه يحتوي أيضًا على خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تساعد على الحفاظ على صحتك، فيساعد في تقليل التهاب الحلق والأمراض الإلتهابية ويساعد على علاج الغثيان أيضًا، وذلك لاحتوائه على أكثر من 60 معدنًا، وأكثر من 30 حمضًا أمينيًا (العديد منها غير مكتشف)، وأكثر من 500 إنزيم تعمل جميعها معًا لتعزيز جهازك المناعي.
4. الأسماك الدهنية
تقوم دهون أوميغا 3 الموجودة في الأسماك الدهنية في الحفاظ على نظام مناعتك وذلك لأن هذه الدهون مضادة للالتهابات، كما أن هذه الأسماك مصادر جيدة لفيتامين أ واليود، حيث أن اليود هو الوقود الذي يدعم كل نشاط للتمثيل الغذائي في الجسم، ونظرًا لأن الجهاز المناعي يعتمد على الأداء السليم لعملية التمثيل الغذائي للبقاء بصحة جيدة، فإن اليود مفيد في التأكد من أن استجابتك المناعية نشطة. لذا، يُنصح بتناول الآتي:
- تونة الباكور.
- سمك مملح.
- سمك الأسقمري البحري.
- سمك السالمون.
- السردين.
- سمك السلمون المرقط.
ويجب على الحوامل والمرضعات مراجعة أطبائهم بشأن تناول تلك الأسماك وذلك لاحتواء بعضها على نسب عالية من الزئبق المؤذي للأجنة والأطفال الرضّع.
يقال إن الضحك هو أفضل دواء، حيث يفرز الضحك الدوبامين والمواد الكيميائية الأخرى التي تبعث على الشعور بالرضا في الدماغ، وكلها يمكن أن تساعد في تقليل التوتر. لذا، فإن 20 دقيقة من الضحك يوميًا قد لا تبعد الطبيب، لكنها قد تساعد في الحفاظ على عمل جهاز المناعة لديك بشكل صحيح.
5. السبانخ
لقد قمنا بوضع السبانخ في قائمتنا ليس فقط لأنه غني بفيتامين ج، بل لأنه مليئة أيضًا بالعديد من مضادات الأكسدة والبيتا كاروتين التي تزيد من قدرة أجهزة المناعة لدينا على مكافحة العدوى.
وعلى غرار البروكلي، فإننا نستفيد من السبانخ عندما يتم طهيه بأقل قدر ممكن بحيث يحتفظ بمغذياته، كطهيه على البخار مثلًا. ومع ذلك، فإن الطهي الخفيف يجعل من السهل امتصاص فيتامين أ ويسمح بإطلاق العناصر الغذائية الأخرى الموجودة فيه مثل حمض الأكساليك الذي يقوم بامتصاص الحديد.
6. اللبن
يُعتبر اللبن مصدرًا ممتازًا للعديد من الفيتامينات والمعادن التي تدعم وظيفة المناعة في الجسم، حيث أنه يحتوي على الريبوفلافين "فيتامين ب2" والزنك والسيلينيوم والمغنيسيوم، حيث يلعب الأخيران دورًا رئيسيًا في إنتاج الخلايا المناعية ويمكن أن يساعدا في حماية الخلايا من التلف.
حاول الحصول على اللبن العادي "السادة" بدلًا من المنكه والمليء بالسكر، حيث يمكنك تحليته بنفسك بالفواكه الصحية والعسل بدلا من ذلك.
7. البطاطا الحلوة والجزر
تعد كل من البطاطا الحلوة والجزر من أهم مصادر البيتا كاروتين وهو مضاد للأكسدة يقوم على حماية أجسادنا من الجذور الحرة التي تعمل على إتلاف خلايانا وبالتالي إضعاف الجهاز المناعي والإصابة بالأمراض.
يساعد البيتا كاروتين الجهاز المناعي بعدة طرق منها:
- المساعدة في إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تحارب البكتيريا والفيروسات.
- دعم خلايا الجهاز المناعي، خاصة في إزالة الالتهابات.
- تنظيم نخاع العظام.
- المساعدة في تكوين الأغشية المخاطية التي تبطن الجهاز التنفسي، وهو الحاجز الواقي الذي يبقي الجراثيم خارج الجسم.
يمكن شوي البطاطا الحلوة مع المكسرات أو البذور، كما يمكن تناول الجزر إما نيًا مع التغميسات الصحية، مثل الطحينة أو اللبنة أو مشويًا وذلك للاستفادة القصوى منه.
كما ذكرنا، عندما يتعلق الأمر بتناول الأطعمة لتقوية جهاز المناعة، فلا يوجد هناك ما يسمى بالطعام المعجزة، لكن تناول الأطعمة المليئة بالفيتامينات والمعادن، وتناولها بكميات صحيحة ضمن نظام غذائي متوازن يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحتك.
التعليقات