15/05/2023 - 18:27

"النغمات العلاجيّة": وهم علاج السرطان بالموسيقى

وبينما يكتفي عدد من مستخدمي الإنترنت بالتشديد على الخصائص المهدّئة أو الروحانيّة لهذه النغمات، يؤكّد آخرون أنّها قادرة على معالجة "حبّ الشباب والسرطان والإنفلونزا والقضاء على السموم وتحفيز جهاز المناعة وتطهير الالتهابات".

(Getty)

أشارت تقارير إخباريّة إلى ظاهرة بدأت تغزو مواقع التواصل الاجتماعيّ مؤخّرًا، ببثّ مقاطع موسيقى هادئة، يقال إنّها "تُساهم في معالجة المرضى المصابين بالسرطان".

وتنتشر هذه النغمات ضمن خطوات مربحة أحيانًا، لكن قد تنطوي على خطورة في حال دفعت المريض للتخلّي عن العلاج الطبّيّ.

وحصدت مقاطع فيديو تحمل عنوان "الصولفيج المقدّس" ومرفقة بوسم "صولفيجيو فريكونسيز"، أكثر من 42 مليون مشاهدة عبر شبكة تيك توك. وتتمثّل هذه الفكرة الشائعة الّتي يؤمن بها كثيرون في إسناد مزايا علاجيّة مختلفة إلى نغمات موسيقيّة.

وبينما يكتفي عدد من مستخدمي الإنترنت بالتشديد على الخصائص المهدّئة أو الروحانيّة لهذه النغمات، يؤكّد آخرون أنّها قادرة على معالجة "حبّ الشباب والسرطان والإنفلونزا والقضاء على السموم وتحفيز جهاز المناعة وتطهير الالتهابات".

وتنتشر عبر تطبيقي "سبوتيفاي" و"ديزر"، مقاطع موسيقيّة بعنوان "تدمير الخلايا السرطانيّة من خلال الصولفيج المقدّس" أو "الصولفيج المقدّس، الموسيقى العلاجيّة لتفعيل الحمض النوويّ".

يقول الطبيب المتخصّص في الأورام والباحث بيار سانتينيي إنّ "الاستماع إلى موسيقى ممتعة يساهم في الاسترخاء، ويساعد طبعًا على التخفيف من القلق والألم ربّما"، إلّا أنّه يشير إلى أنّ الشفاء من خلال النغمات "غير مثبّت علميًّا".

وتعتبر عالمة الاجتماع المتخصّصة في العلوم والمعتقدات رومي سوفاير، أنّ ثمّة احتمالًا في أن يكون العلاج لدى المريض متأخّرًا، أو أن يكون هؤلاء فقدوا الأمل عندما يعتقدون أنّ هذا العلاج البديل يحلّ مكان الطبّ التقليديّ.

وتتابع "أنّ الاستماع إلى النغمات هو طبعًا أكثر إمتاعًا من الخضوع لعلاج كيميائيّ، أو من أن يعرف المريض أن لا علاج لحالته".

وتشير الإدارة العامّة للصحّة من جهتها إلى أنّ هذه الممارسة قد ينجم عنها انجراف الشخص طائفيًّا، مع أنّ الهيئة المشتركة بين الوزارات لليقظة ومكافحة الانجرافات الطائفيّة أفادت بأنّها لم تتلقّ بعد أيّ بلاغ متعلّق بمقاطع فيديو "الصولفيج المقدّس".

وتقول نائبة رئيس الاتّحاد الوطنيّ لجمعيّات الدفاع عن العائلات وضحايا الطوائف ماري دريلون "إنّ الإشارة إلى إمكانيّة تجديد الخلايا من خلال الموسيقى تنطوي على خطورة وهي جزء من موجة +نيو إيدج+ بينما لا تتماشى مع العلم"، مضيفة "من الشائع أن نستهدف الروحانيّات والصحّة والتنمية الشخصيّة لطرح علاجات، وهو ما يمكن أن يكون مدخلًا إلى هيمنة ما".

وتوجّه أصابع الاتّهام تحديدًا إلى الصيغ المدفوعة والمربحة المرتبطة بـ"النغمات العلاجيّة".

التعليقات