19/05/2023 - 14:43

بعد ثلاث سنوات من الجائحة: كم وصل عدد وفيّات كورونا في العالم؟

ويستند هذا الحساب إلى البيانات المتاحة في عام 2022. منذ ذلك الحين، استمرّ عدد الوفيات في الارتفاع، وإن بوتيرة أبطأ، ممّا دفع منظّمة الصحّة العالميّة إلى التخلّي عن اعتماد أعلى مستوى من التأهّب الصحّيّ، مع التحذير من أنّ كوفيد ما

بعد ثلاث سنوات من الجائحة: كم وصل عدد وفيّات كورونا في العالم؟

(Getty)

قالت منظّمة الصحّة العالميّة، اليوم الجمعة، إنّ كوفيد ١٩ تسبّب بخسارة "ما يقرب من 337 مليون سنة من الأعمار، وذلك إثر وفاة ملايين الأشخاص.

ويستند هذا الحساب إلى البيانات المتاحة في عام 2022. منذ ذلك الحين، استمرّ عدد الوفيات في الارتفاع، وإن بوتيرة أبطأ، ممّا دفع منظّمة الصحّة العالميّة إلى التخلّي عن اعتماد أعلى مستوى من التأهّب الصحّيّ، مع التحذير من أنّ كوفيد ما زال ينتشر.

وبلغ العدد الرسميّ للوفيات المنسوبة إلى المرض، والّذي حدّثته بانتظام منظّمة الصحّة العالميّة 6,9 ملايين وفاة حتّى تاريخ 17 أيّار/مايو.

وسلّطت منظّمة الصحّة العالميّة الضوء على التأثير المدمّر للأزمة الصحّيّة الناجمة عن الجائحة الّتي تسبّبت في عامي 2020 و2021 وحدهما بخسارة 336,8 مليون سنة من العمر في جميع أنحاء العالم.وقالت سميرة أسماء، نائبة مدير المنظّمة للبيانات والتحليل، للصحافيّين إنّ "الأمر يشبه خسارة 22 عامًا من العمر مقابل كلّ حالة وفاة إضافيّة".

لكنّ بلدانًا عدّة لم تقدّم بيانات موثوقة إلى المنظّمة الّتي تقدّر أنّ الجائحة أودت بما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد المسجّل للضحايا في ثلاث سنوات، أي ما لا يقلّ عن 20 مليون وفاة، وهي تستند للوصول إلى هذا العدد إلى احتساب الوفيات الزائدة الّتي تعرّف على أنّها الفرق بين العدد الفعليّ للوفيات وعدد الوفيات المقدّرة في حالة عدم وجود جائحة.

ويشمل عدد العشرين مليونًا الوفيات المباشرة نتيجة كوفيد وكذلك الوفيات المرتبطة بتأثير الجائحة على النظم الصحّيّة. سلّط تقرير الجمعة الضوء على "وجود تفاوتات كبيرة وراء توزيع الإصابات بكوفيد والوفيات الناجمة عنه، فضلًا عن الحصول على اللقاحات". كما حذّرت منظّمة الصحّة العالميّة من أنّ الجائحة أدّت إلى تغيير اتّجاهات العديد من المؤشّرات المتعلّقة بالصحّة بعد أن شهدت تحسّنًا على مدى سنوات.

وخلال العقدين الأوّلين من القرن، شهد العالم تحسينات كبيرة في مجال صحّة الأمّ والطفل مع انخفاض الوفيات بمقدار الثلث والنصف على التوالي، وفقًا للتقرير. كما انخفض معدّل الإصابة بالأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشريّة (الايدز) والسلّ والملاريا انخفاضًا كبيرًا وكذلك خطر الوفاة المبكّرة من الأمراض غير المعدية. وساعدت هذه العوامل مجتمعة على دفع متوسّط العمر المتوقّع من 67 عامًا في عام 2000 إلى 73 عامًا في عام 2019، على مستوى العالم. لكن بعد تفشّي الجائحة، اتّسعت التفاوتات القائمة، وانعكس الاتّجاه الإيجابيّ المرصود بالنسبة لأمراض مثل الملاريا والسلّ، من بين أمراض أخرى.

وأظهرت الدراسة أنّه بينما ما زال العالم يسجّل تقدّمًا في المجال الصحّيّ بشكل عامّ، فإنّ نسبة الوفيات الّتي تسبّبها الأمراض غير المعدية ازدادت عامًا بعد عام. في عام 2000، كان حوالي 61 في المئة من الوفيات العالميّة سنويًّا مرتبطة بالأمراض غير المعدية. بحلول عام 2019، ارتفعت النسبة إلى نحو 74 في المئة.

وقالت منظّمة الصحّة العالميّة في بيان "إذا استمرّ هذا الاتّجاه، فمن المتوقّع أن تتسبّب الأمراض غير المعدية بنحو 86 في المئة من 90 مليون حالة وفاة سنويّة بحلول منتصف القرن". وقال مدير المنظّمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّ "التقرير يبعث برسالة صريحة بشأن خطر الأمراض غير المعدية الّتي تتسبّب بوفيات هائلة ومتزايدة". وقال إنّ النتائج تظهر الحاجة إلى "زيادة كبيرة في الاستثمارات في الصحّة، وفي الأنظمة الصحّيّة للعودة إلى المسار الصحيح نحو أهداف التنمية المستدامة".

التعليقات