كل ما تحتاج لمعرفته عن العلاج باللعب للصحة العقلية للأطفال

إن العلاج باللعب يعد طريقة فعالة جدًا لتنشيط خيال الأطفال وتحسين صحتهم النفسية، إذ يسمح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم بدون قيود أكثر من أي طرق أخرى.

في هذه المقالة سنكتشف دور اللعب كوسيلة فعالة لصحة عقول أطفالنا، كما سنكتشف أيضا مختلف أشكال اللعب وكيفية تطبيقها كعلاج للمشاكل النفسية للأطفال.

أشكال اللعب المفيد للأطفال

اللعب الوظيفي

يعد من الوسائل الهامة لبناء شخصية الطفل، كما يعد وسيلة لتعليمه العديد من السلوكيات والمفاهيم، إذ يبدأ الطفل باللعب الفردي يليه اللعب الموازي الذي يتمثل بلعب الطفل مع طفل أو أطفال آخرين ثم اللعب الجماعي المتمثل بالمشاركة والتعاون للطفل مع أطفال آخرين في نفس اللعبة.

ومن الأمثلة على ذلك، ترتيب أشكال وألوان السيارات وترتيب الأشياء المتشابكة ورمي شيء ما على الحائط ومشاهدته يرتد مرة أخرى.

ألعاب البناء والتركيب

من أمثلتها اللعب بالمكعبات حيث تعتبر هذه الألعاب مهمة في التقاط ولمس الأشياء الموجودة بالقرب من الأطفال، بغض النظر عن كونها ألعابا أو أشياء يومية موجودة بالمنزل، فالهدف الوحيد لهم هو اللعب الذي يساهم في تطويرهم.

ألعاب الخيال

أهمية خيال الطفل لا تقل عن العلوم المختلفة التي يسعى الوالدين إلى رفع قدرة استيعاب طفلهما لها، فالخيال ينمي المعرفة والروح الاجتماعية ويتعلم الطفل مهارات التفكير النقدي والقدرة على حل المشاكل في مرحلة الطفولة المبكرة.

اللعب العلاجي

يسهم اللعب في علاج التأخر اللغوي عند الأطفال من خلال تنمية لغة الطفل المتأخر لغويا، بالإضافة إلى حالات يتمكن فيها اللعب من تحسين النطق واللغة لدى الأطفال.

ألعاب الذكاء

كالألغاز الورقية المقطعة حيث ينصح بلعب الطفل بها حين اتمامه الثلاث سنوات، وذلك لتمتعها بالفوائد الكثيرة الممتعة التي تساعد على تنشيط تركيزهم عن طريق الاستمتاع بها سواء بتكوين حرف أو رقم، إذ تكون مكونة من مراحل متعددة تزداد فيها الأوراق مرحلة بعد أخرى.

ألعاب الورق

ألعاب الورق لها أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، إذ تعودنا على لعبها مع الأصدقاء والعائلة في أوقات الفراغ، كما أنها تساعد على تنمية وتحسين الذاكرة والتركيز والتفكير السريع وايضا تعزز التواصل الاجتماعي بين الناس.

فوائد العلاج باللعب بشكل عام

• فرصة للتعبير عن الرغبات والمشاعر والصراعات والإحباطات والتوتر وتبديل مشاعر الغضب إلى أشياء بديلة كصورة رمزية مما يخفف التوتر عند الأطفال.
• يعكس اللعب للطفل ما يملك من مشاعر ومخاوف فتخف وطأتها.
• يتعلم الطفل التعبير عن خوفه وغضبه بصورة أكثر واقعية.
• يكتسب الأطفال القدرة على الالتزام بالقواعد.
• يصبح الطفل أكثر حيوية من خلال المتعة التي يحصل عليها من خلال نشاطه.
• اكتساب المهارات المعرفية عن طريق حل مشاكل اللعبة ومعرفة المسالك المؤدية إلى الهدف، فهو يركب ويجمع ويطرح.
• تعلم بعض القيم والعادات الاجتماعية من خلال اللعب مع أقربائه وأصدقائه.
• تنمية التحدث للطفل من خلال الألعاب التي يكون فيها الكلام عنصرا أساسيا.
• توجيه اهتمام الطفل أثناء اللعب إلى الظواهر التي لها قيمة تربوية، حيث يتمكن الوالدين عن طريق اللعب من التأثير على كل جوانب شخصية الطفل.

فوائد العلاج باللعب للصحة النفسية للطفل

فوائد اللعب متنوعة وعديدة، وتضمن جميع جوانب نمو الطفل، كما يعد اللعب حاجة أساسية هامة للأطفال بشكل خاص. ومن هذه الفوائد:

يساعد اللعب على إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال

تمكن لعبة الدمى المتحركة الأطفال من التعبير بكل حرية، حيث يقومون بأدوار متعددة ويسرحون ويمرحون وتصبح هذه الدمى أداة لتنفيس المشاعر.

اللعب ينمي روح المنافسة بين الأطفال

من خلال اللعب تنبعث في الطفل روح المنافسة، وهي من الشروط الأساسية لإثبات الذات من خلال إظهار القدرات الفردية والسعي إلى التفوق.

دفع الطفل للإنجاز والشعور بالكفاءة

يبعث اللعب طاقة الإنجاز لدى الطفل، من خلال بذل جهود كبيرة وشاقة غالبا وتوليد الرغبة للتحدي، ما يؤدي لارتفاع مستوى الطموح الذي يعد شرطا ضروريا للصحة النفسية.

خفض التوتر

يعتبر اللعب أداة لتحويل طاقة التوتر إلى طاقة إيجابية بناءة، ويتمكن الطفل من التعبير عن انفعالاته ومشاعره وأحاسيسه.

يساعد الطفل على الإبداع

اكتساب الطفل القدرة على الطلاقة التعبيرية ومعرفة الحلول المختلفة لمشكلة واحدة ورفع قدرته الإبداعية.

فائدة مستقبلية

إن ممارسة اللعب أثناء الطفولة تساعد الطفل مستقبليا على أن يمتلك روحا مرحة وحيوية، والنجاح في الأعمال التي تتطلب قليلا من الإبداع، والنجاح في إظهار الطاقات الكامنة وتجاوز المشكلات بتفائل وروح مرحة.

علاج نفسي فعال

أكد الكثير من العلماء أن اللعب يعد مخرجا وعلاجا لمواقف إحباطية في حياة الطفل. يبتعد الطفل عن التوتر أثناء اللعب بسبب انطلاق الطاقة العصبية، كما يساعد اللعب على علاج حالات نفسية متنوعة، حيث يمكن إشراك الأطفال المنعزلين عن طريق اللعب، كما يعد اللعب الطريق الأفضل للكشف عن مشاكل الأطفال.

تشخيص اضطرابات الطفل النفسية والسلوكية

يعتبر اللعب أداة لتشخيص الأطفال المصابين باضطرابات نفسية، إذ يقوم الطبيب النفسي للأطفال بتجهيز غرفة بألعاب متنوعة الشكل لتعبر عن الأشياء المهمة في حياة الطفل. يبدأ العلاج بمتابعة سلوك الطفل وانفعالاته والكشف عن مشاكله من خلال لعب الطفل.

الأسس التي يجب مراعاتها عند صناعة الألعاب

الأسس النفسية التي يجب مراعاتها

• تلبية رغبات الطفل وحاجته النفسية كحاجته للأمن وغيره.
• تجهيز الطفل لاكتساب القدرة على التعلم وزيادة التركيز كاللغة والحركة.
• إعطاء مجال للطفل للتعبير عن رغباته واحتياجاته.
• تعرف الطفل على واقعه النفسي والتحكم به.

الأسس العقلية الضرورية

• تطوير الطفل قدراته وطاقاته الإدراكية.

• زيادة القدرة على الفهم.
• تدريب الحواس وتنميتها على الإدراك.
• تأمين فرص الإبداع والإدراك.
• تطوير قدرة الطفل على التفكير المستقل.

الأسس الاجتماعية

• الانتقال من الفردية إلى الاجتماعية.
• المشاركة والمنافسة.
• القيام بالقليل من الأدوار الاجتماعية.

عيوب العلاج باللعب

• قد يستغرق وقتًا طويلًا حتى يظهر تحسن واضح في حالة الطفل المعالج.
• يحتاج العلاج باللعب إلى متخصصين في هذا المجال، الأمر الذي قد يصعب الحصول عليه.
• في بعض الأحيان تكون التكلفة باهظة الثمن.
• بعض الأطفال والبالغين قد لا يستجيبون للعب كوسيلة للعلاج.
• قد يكون هناك صعوبة في إيجاد الألعاب المناسبة للطفل أو شخص معين.
• يتطلب العلاج باللعب بعض الجهد والمثابرة من الشخص المعالج والمعالجين لتحقيق نتائج إيجابية.