07/12/2017 - 12:08

نحو والدية فاعلة

من المهم التأكيد هنا، أن هذا التوجه لا يأتي بدافع الانتقاص من دور الأهل أو التعالي والترفُّع ، بل اعترافا بدورهم وجهودهم، وسعيهم نحو الأفضل لأولادهم

نحو والدية فاعلة

الأطفال هم زهور الدنيا وزينتها، وهم خير دليل لنوعية وجودة تربية الأهل ، وتنشأتهم مدى السنين.

والطفل هو الشُبَّاك الذي نرى من خلاله ما يدور في العائلة، ونفهم أيضا طبيعة العلاقات الأسرية.

لقد اخترت هذه المقدمة لأشير إلى أهمية دور الأهل في التربية منذ الأزل وفي أيامنا الراهنة ، وفي ظل العولمة والتغييرات المتسارعة، والتي باتت تشكل تهديدا حقيقيا للعديد من القوالب الاجتماعية التقليدية الآخذة في التفكك وفقدان التوازن.

وانطلاقا من هذه الرؤيا لمست الحاجة الملحة للتعامل مع موضوع الوالدية بشكل مهني ومنهجي، على الصعيدين النظري والعملي، لكي ننهض معا بمجتمعنا نحو غد أجمل وأفضل.

ولأن الوظائف التربوية للوالدية هي آليات ومهارات مُكتسبه، فإننا بصدد إلقاء الأضواء الكاشفة عليها، بغية تعزيزها ودعمها، وصولا إلى تأسيس منظومة علميّة من شأنها تأهيل الأهل للقيام بأدوارهم الفاعلة، في المسيرة الأسرية والمجتمعية، اعتمادا على المثل القائل " إن الحياة هي ما نصنع فيها".

ومن المهم التأكيد هنا، أن هذا التوجه لا يأتي بدافع الانتقاص من دور الأهل أو التعالي والترفُّع ، بل اعترافا بدورهم وجهودهم، وسعيهم نحو الأفضل لأولادهم ، فلا توجد عائلة في الكون تستطيع أن تكتب على بابها : "لا توجد لدينا مشاكل وصعوبات" كما يقول المثل الصيني ، فإننا نهدف إلى بناء" حقيبة العمل والمعدّات والوصفات"، التي نبحث عنها جاهدين حين نصادف مشكلة ونستصعب حلها.

ولا شك في أن أهمية الوالدية تنعكس في النقاط التالية ولها الأثر الأكبر على مصير أولادنا ومستقبلهم:

  1. نحن نربي أطفالنا لكي نساعدهم على التأقلم في أطر الحياة المختلفة أي تذويت الحياة socialization- .
  2. للأهل الدور الأهم في تعديل وتوازن تجارب أطفالهم خصوصا الصعبة منها ، وذلك من أجل إعادتهم إلى حالة توازن وانطلاق من جديد.
  3. للأهل دور هام في التربية غير المباشرة وذلك من خلال انعكاس سلوكهم اليومي وتصرفهم على أولادهم وكونهم عارضي سلوك لأطفالهم. وهو من أقوى أنماط التربية رغم عدم ملاحظتنا لذلك أحيانا.
  4. نحن نربي أولادنا لكي يتركونا في النهاية وخاصة في نهاية نموهم، وينطلقون نحو بناء حياتهم، فنريدهم كأهل مستقلين إجتماعيا (لهم علاقاتهم المنفردة) واقتصاديا وعاطفيا (قدرتهم على الفراق والانفصال عن الأهل)، ومهنيا وعلميا ، وأن يعيشوا حياتهم بقدراتهم ومهاراتهم ، وهي القمة في التربية والهدف الأسمى للأهل، وهذه النقطة لها الأهمية القصوى وقد يجد بعض الأهل صعوبة في تمكين أولادهم من الانفصال والانطلاق وذلك بسبب مخاوفهم وتعلقهم .

نظرا لكل ما ذكر أعلاه نرى أنه من الضروري بأن نتواصل من أجل أولادنا ومن أجل جعل العملية التربوية عملا ممتعا نقطف من خلاله أجمل ثمار الحياة

فاضل علي

 

 

 

شاعر متخصص في مجال الأطفال وعامل اجتماعي 

التعليقات