21/10/2018 - 12:26

التربية الحديثة وتحديات العصر

تربية اليوم لم تعد تعتمد على المحاولة والخطأ أو الاجتهاد والعشوائية، وإنما اصبحت علماً وفناً لا بد من تعلمهما حتى من قبل أن يولد الأبناء، وهنالك ضرورة إلى وجود المزيد من البرامج العلمية التأهيلية للزوجين.

التربية الحديثة وتحديات العصر

إن اهتمام علماء النفس التربوي بدور الأسرة في تربية الأبناء، تعد محط اهتمام كبير وذلك لأهمية هذا الدور في بناء الإنسان وتقوية شخصيتة والتعبير عن إمكانياته ومواجهة متغيرات الحياة.

إن أهمية تعامل الوالدين مع الأبناء بتوافق وانسجام مما له من انعكاسات ايجابية على سلوك أبنائهم.

فمن المهم عدم إظهار الوالدين أية خلافات أمام الأبناء لأنها قد تؤثر بشكل سلبي على نمو الأطفال وعلى قيمهم في الحياة.

على الزوجين تقع مسؤولية التخطيط في كيفية التعامل مع الأبناء وتوزيع الأدوار فيما بينهما، وكل ذلك يتم في فترة ما قبل الارتباط حتى يحددوا الخطوات المركزية في بناء العائلة. فالرعاية والتربية في الأسرة هي من مسؤولية الأب والأم معا كل بحسب دوره ووظيفته .يجب التشديد على أهمية دور الأبوين في العملية التربوية، وتحمل عبء التربية سوية حتى إيصال الطفل إلى بر الأمان.

إن التحديات في التربية في عصرنا أصبحت كبيرة وعلى الوالدين أن يتجهزوا جيدا للتغيرات الحاصلة والتي ستحصل في المستقبل مما لها من تأثير على سلوكيات أطفالنا.

يجب أن نفهم أن العائلة هي الركيزة الأساسية للمجتمع، وهي التي تحدد الخطوات الأولى في تشكيل شخصية الطفل التي تستمر طوال حياته، وهي البيئة الاجتماعية الأولى التي يبدأ فيها الطفل بتكوين ذاته، والتعرف إلى نفسه عن طريق تذويت قيم العطاء والاحترام والصدق، فالأسرة بمفهومها المعاصر قد تغير تركيبتها ووظيفتها في مجتمعنا، فقد أصبحت أقل تأثيرا، خاصة بعد التطور التكنولوجي والانكشاف على الأجهزة التكنولوجية بشكل غير مراقب مثل الإنترنت وألعاب الفيديو والاتصالات، فضلاً عن الفضائيات اللامحدودة ودخول الجميع إلى محيط الأسرة ومحيط تربية الأبناء بإرادتها ورغبتها أو بغير ذلك .

بعد خروج الزوجة، الأم، للعمل لمساعدة وتحمل قسط من متطلبات الحياة أو لمجرد تحقيق أهداف أخرى أو تحقيق ذاتها أو غياب أحد الوالدين أو كليهما لأسباب العمل أو الراحة أو المشاركة في مناسبات إجتماعية وترك الأبناء مع ألعاب الفيديو أو مشاهدة برامج تلفزيونية غير مراقبة ومع الأصدقاء دون متابعة أو رقابة، زاد من خطورة تأثير هذا النوع من التربية وزادت احتمالات نمو شخصيات معتلة نفسياً وجسدياً وخلق جيل غير مسؤول .

يجب التأكيد على أن الأسرة هي مصدر كل تربية صحيحة يتأثر فيها الطفل، وأن كل تربية تبدأ في البيت، وللأسرة الدور الأهم في التنشئة السليمة لأبنائها حيث عَّرف البعض التنشئة بأنها الأساليب التي تستخدمها الأسرة في تنشئة ومعاملة أبنائها، فالتنشئة تغرس القيم الجميلة الإيجابية، وهي عامل مهم في تربية الطفل وتلقينه قيم المجتمع .

إن الأسرة السوية ينبغي أن تمارس سلطتها من خلال الأبوين وفرض قوانين داخل العائلة والعمل فيها، فالوالدين هما قدوة للأبناء والأسرة المتماسكة توفر المزيد من قوة وفعالية توجيه سلوكيات الأبناء.

ياسر بشير

 

 

 

اختصاصي ومعالج نفسي، محاضر وباحث في مجال علم النفس. مختص في علاج الصدمات النفسية، مشخص للعسر التعلمي.

التعليقات