11/11/2019 - 18:03

ظاهرة الـتأتأة - الأهل كمُسَبِب وعلاج

التأتأة عند الأطفال عبارة عن مرآة للجو العام في العائلة، وعدم السيطرة الذي يشعره الطفل في حياته في العائلة ينعكس على كلامه، العلاقة الزوجية، إدارة الأسرة وغيرها

ظاهرة الـتأتأة - الأهل كمُسَبِب وعلاج

ميسون أبو الهيجاء معالجة نطق ولغة

الدور الوالديّ هو، كما ذكرنا في عدة مقالات في موقعنا والدية، لا ينتهي على مدى سنوات الحياة، فكلما كبر الأولاد تتقلص الصعوبات المتعلقة بالحمل ورعاية الطفل الحدث وما شابه، ولكن مع مرور الوقت نحن نستمر بمسؤولياتنا تجاه الأولاد والانتباه لمراحل تطورهم ونموهم ورعايتهم وإشكاليات وعقبات قد تقع أمامهم، وتحديات جمة أمامنا كأهل وأمام الأولاد، فعلى سبيل المثال ظاهرة التأتأة لدى الأولاد، ومما يظهر في هذا التقرير المصور مع  الأخت ميسون أبو الهيجاء- معالِجة نطق ولغة، حيث حدثتنا بتوسع عن الظاهرة، وجزء لا يتجزأ من وجودها وعلاجها أيضا يتوقف على الأهل والجو العائلي وإدارة العائلة والعلاقات في داخل الأسرة وديناميكيتها بشكل كبير.

حدثتنا ميسون أبو الهيجاء فقالت:   

التأتأة هي ظاهرة عند الأطفال أو البالغين، يُقصد بها عدم طلاقة بالكلام ليس بإرادة المتحدث، وتكون بطريقة كلام متقطع من دون شعور الشخص.

أسباب التأتأة:

- وراثية

- المحيط وردة فعلنا تجاه الشخص الذي يحمل هذه الظاهرة.

- اسباب نويروفيزيولوجية (عصبية- فيزيولوجية).

- ميزات الشخص نفسه.

ولكن أكثرها انتشارا الوراثي والمحيط.

الوراثي: بنسبة حوالي 60%.

البيئية والمحيط: بنسبة 40%.

المحيط ونقصد بذلك:

- ميزات الأهل وتأثيرهم على ذلك، أهل يحبون الكمال، ينتقدون، لا يحتوون الطفل في حالة التأتأة، وتبقى الظاهرة موجودة عند قسم من هؤلاء الأطفال.

أنواع التأتأة : التأتأة التطورية والتأتأة المكتسبة.

تأتأة تطورية:

هي عادة تظهر في جيل بين 3-3.5 سنوات، ولكن ممكن أن تبدأ من 2-4 سنوات، وتكون عند ربع من الأطفال وممكن أن تنتهي بعد نصف سنة من ظهورها بشكل طبيعي، 20% من هؤلاء الربع ممكن أن تستمر الظاهرة لديهم إذا لم يتم معالجتها في العائلة بطريقة سليمة، على سبيل المثال ملاحظات كثيرة، فطريقة التعامل معها أمر أساسي من أجل حلها والتغلب عليها، وأسبابها في هذا الجيل لأن الطفل يقفز قفزات تطورية سريعة من ناحية ذهنية وحركية فهو يسمح لنفسه أيضا بالتأتأة.

التأتأة المكتسبة:

تظهر في جيل متقدم وفي جيل المدرسة، وأسبابها:

- يمر الطفل بصدمة معينة.

- يمر تجربة عاطفية صعبة.

- تكون لديه صعوبة اجتماعية.

- جو العائلة نفسه وديناميكية  التعامل في داخلها تكون مهزوزة في البيت، فعدم السيطرة العاطفي بالكلام، مثل أي ظاهرة سلوكية أخرى كالتبول وغيرها تعبر عن اهتزاز عاطفي يمر به الطفل.

متى نتوجه لتشخيص الظاهرة:

- حين تكون لدى الأهل صعوبة لتقبل ألتأتأة عند الطفل ولا يستطيعون التعامل مع الظاهرة وهذا يدعو لبقاء الظاهرة.

- الطفل يمتنع عن الحديث وتسبب له حاجزا اجتماعيا وهذا يؤدي لاحتمال بقائها.

- حين يضع الطفل يده على فمه مثلا ولا يتواصل بالعين مع المتحدث إليه .

- حين تكون التأتأة شديدة الصعوبة وحادة.

- في المرحلة الأولي من ظهور التأتأة هذه تكون فترة ذهبية لعلاج سريع ناجع، إذا لم تكن تطورية مثل تكرار لمقاطع معينة أو حرف معين مع شدة وغيرها،  والعلاج بالجيل الصغير مهم وأسرع وأنجع.

العلاجات:

- إعطاء تقنيات للسيطرة على الكلام.

- دمج الجانب العاطفي والمساعدة للأهل والطفل.

الميول اليوم بالأبحاث تقول بأن 70 % من العلاجات تنبع من التدريب والوعي الذاتي عند الأهل والبالغ نفسه.  

مهم معرفة عاملين أساسيين:

أولا:

اغلب الأشخاص الذين يصابون بظاهرة  التأتأة هم حساسون أكثر، وهؤلاء يجب احتواؤهم بشكل حساس أكثر والانتباه لهذه الناحية في شخصيتهم ويجب التعامل معهم بشكل مختلف.

ثانيا:

عند وجود ديناميكية غير متوازنة في العائلة، لا شعوري تظهر الظاهرة والتأتأة عند الأطفال عبارة عن مرآة للجو العام في العائلة وعدم السيطرة الذي يشعره الطفل في حياته في العائلة ينعكس على كلامه، فالعلاقة الزوجية، إدارة الأسرة وغيرها، في الجيل الصغير العلاج  عن طريق الأهل وليس فقط للطفل.

نصيحة للأهل:

التأتأة والصعوبات السلوكية عند الأطفال سببها نابع من الأهل والأهل أيضا هم العلاج.

أجرت اللقاء: سوسن غطاس

تصوير ومونتاج: جواد عمري 

 

التعليقات