13/10/2006 - 00:10

"القائمة الحمراء" للبيئة تضم 16 ألف صنف حيوانيّ ونباتي مهدَّد بالانقراض

-

أعلن الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة أن 16 ألف صنف حيواني ونباتي باتت الآن مهدَّدة بالانقراض من بينها الغزال السعودي النادر وسبعة أنواع أخرى من غزلان شبه الجزيرة العربية، والدب القطبي الأبيض، وفرس النهر.

وقال الاتحاد في تقرير من مقره في بلدة كلاند السويسرية ان من بين الغزلان التي انقرضت أو في طريقها المؤكّد الى الانقراض الغزال السعودي النادر، أما المهدّدة بالانقراض فهي: الغزال العربي الذي اختفى من الأجزاء الشمالية لشبه الجزيرة وانحصر وجوده في بلاد الشام باسم «غزال الجبال الفلسطينية»، وغزال الكورا السعودي، وغزال جزر الفاراسان في البحر الأحمر، وغزال الأوريكس الصحراوي الذي توجد أعداد قليلة منه في السعودية وسلطنة عُمان، وغزال الأكاسيا، والرانجري، والغزالة المسقطية.

وأوضح أن هذه الأنواع النادرة قد وُضِعَت منذ عام 2004 على قائمة الخطر بعدما تناقصت أعدادها بسبب الصيد العشوائي بمقدار 80 في المئة خلال عشر سنوات (1994 ـ 2004).


يقول الاتحاد انه لا يملك معلومات وافية عن الغزال السعودي، وأنه لا يوجد نموذج له سوى ذَكَر واحد مُحنَّط في متحف برلين كان قد حصل عليه عام 1825. ويؤكّد أن هذا النوع النادر من الغزال لم يُرَ منذ عقود في المملكة على رغم تنفيذ مركز أبحاث البراري في جامعة الملك خالد في أبها مسوحات شاملة لمناطق وجوده.

وطبقاً للتقرير، فإن مؤسسة ماكفي وفلمنغ MacPhee and Flemming أعربت عن اعتقادها عام 1999 أن الغزال السعودي لا يزال موجوداً، لكن مؤسسة مالون أند كنكسوود mallon and kingswood قالت عام 2001 ان الغزال السعودي انقرض. أما الاتحاد نفسه فيشير إلى وجود إمكان ضئيل جدّاً قد يسمح بالعثور على بعض فرادى هذه الغزلان في الأسر عند أشخاص قد لا يعرفون قيمة نوعها أو أصلها القديم، لكنه يضيف أن فرص العثور على الغزال السعودي تتناقص بثبات مع مضي الوقت.

ويقول أان التحليلات الجينية الحديثة لجميع أنواع الغزلان السعودية في المحميات أو الأسر أظهرت أن الهيكل العظمي لـ «الغزال السعودي» يُمثّل صنفاً يختلف عن أنواع الغزلان الموجودة في المملكة. ويعتقد الاتحاد أن أصل الغزال السعودي يعود إلى جزر فارسان في البحر الأحمر.



كان هذا الغزال يجول في الأجزاء الشمالية من شبه الجزيرة العربية وسيناء، وجنوب سورية، لكنه اختفى تماماً من السعودية لينحصر وجوده في فلسطين والأردن ومصر ولبنان وسورية. ويقول التقرير إن الأجيال المتفرعة عنه انقرضت في مصر عام 1932، ولم يعد يرى في الأردن منذ عام 1987، ولا توجد معلومات مؤكّدة عن سجله في سورية منذ عام 1970، ويعتقد أنه انقرض من لبنان عام 1945، لكن ثلاثة غزلان من هذا النوع شوهدت في لبنان عام 1998. أما أعدادها في فلسطين والضفة الغربية فقدِّرت في أواخر التسعينات بحدود 10000، لكن الرقم انخفض إلى 3000 كمجموع عام.

ويضيف التقرير أن الابحاث الجينية التي أجرتها جامعة الملك خالد على هذا الصنف من الغزلان أكّدت أنه يعود الى نوع الغزلان التي كانت في شمال المملكة قبل أن تختفي منها.

كان غزال الكورا ينتشر في مناطق واسعة داخل المملكة وبأعداد كبيرة، أما الآن فإن 90 في المئة منه بات يوجد في سلطنة عُمان وعدد قليل جداً في اليمن. يبلغ المجموع العام لغزال الكورا في البلدان الثلاثة ما بين 10060 و10150 (لم يتم ضم غزلان الكورا في دولة الإمارات بسبب تهجينها).

ويقول التقرير ان المملكة قامت بمكاثرة الأنواع النقية من غزال الكورا داخل محميات خاصة، وأنها تملك بين 300 إلى 420 غزالاً في محمية إيبكس إلى الجنوب الشرقي من الرياض (مساحة المحمية 2370 كلم مربع)، و150 إلى 300 في محمية عروق بني معاريض (5000 كلم مربع)، و50 في محمية الخنفة في الشمال (34225 كلم مربع)، إضافة إلى قطعان صغيرة (بحدود مئة) مبعثرة في غربي البلاد.

ويُحذِّر التقرير من أن عدد غزلان الكورا في سلطنة عمان انخفض من 13000 في أواخر التسعينات إلى نحو 9500 حالياً، أي بنسبة 26 في المئة خلال السنوات السبع الماضية.
ينقل الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة عن جامعة الملك خالد تأكيدها أن غزال فاراسان ينحدر من جيل نقيّ انقرض تماماً، وأن الغزال السعودي النادر ينحدر من هذا الجيل من الغزلان. وإن هذا النوع القديم من الغزلان يوجد الآن في جزر فاراسان الأربع الواقعة في البحر الأحمر قبالة الساحل الجنوبي الغربي (فاراسان الكبيرة 380 كلم مربّع، سيجيد 150 كلم مربّع، زِفاف 32 كلم مربّع وقُمّة 15 كلم مربّع).

وفي العام 2001 كان عدد غزلان الجزر يقترب من 1000 غزال، أكثر من نصفها يقطن فاراسان الكبيرة. لكن الاتحاد قال انه على رغم أن الجزر غير مأهولة تقريباً، وتخلو من الحيوانات الكاسرة، وتحتوي على مراعٍ طبيعية على مدى السنة، وتم تحويلها منذ عام 1988 إلى محميات طبيعية خاضعة للهيئة الوطنية السعودية للمحميات الطبيعية، فإن عدد الغزلان في الجزر قد انحدر بنسبة 39 في المئة بين عامي 1996 ـ 2003. يعزو التقرير ذلك إلى الصيد العشوائي (من أجل لحومها) وعمليات الإمساك بها حيّة لبيعها إلى مقتني الحيوانات.

يقول التقرير ان مشكلة الصيد الحيّ لهذا النوع من الغزلان، خصوصاً للإناث منه بسبب غدة المسك وتهريبه وبيعه في الخارج، لم تحل بعد، وباتت تمثل الخطر الأكبر على بقائه.

ويضيف أن السنوات القليلة الماضية شهدت انخفاضاً حاداً في عدد هذه الغزلان في سلطنة عُمان (من 450 عام 1996 إلى 106 في بداية 2003) وزيادة ثابتة في محميات تكاثرها بالسعودية (من 400 عام 1997 إلى نحو 700 في أوائل 2003) ليصل بذلك العدد الإجمالي لغزال الأوريكس إلى العدد الذي كان عليه عام 1997.

لكن التقرير يقول ان العدد الرياضي لهذه الغزلان يبقى أقل من ذلك بكثير لأنه يضم 100 ذكر و6 إناث فقط في سلطنة عمان، وبهذا يصل الانحدار الإجمالي لهذه الغزلان إلى 11 في المئة، وتوقع أن يصل الى 20 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة.

ومن بين 40000 صنف حيواني ظهرت في القائمة الحمراء للاتحاد، هناك 16125 مهدَّدة بالانقراض، بمعنى برمائي واحد من بين ثلاثة، وربع أصناف أشجار الصنوبريات، وطير واحد من بين ثمانية، ولبون واحد من كل أربعة، وذلك نتيجة للتدمير الواسع للتنوع البيئي الناجم عن النشاطات الإنسانية غير المدروسة. وكانت القائمة الحمراء للاتحاد لعام 2004 حدَّدت 15500 صنف مهدَّد على كوكب الأرض.

أما الدب الأبيض فهو ضحية ذوبان الجليد في المناطق القطبية نتيجة لارتفاع سخونة الجو. وتوقع الاتحاد أن تتناقص أعداد الدب الأبيض بنسبة 30 في المئة خلال السنوات الخمس والأربعين المقبلة.

وفي المحيطات، من بين 547 صنفاً من أسماك القرش والكواسج هناك 20 في المئة منها مُهدَّد بالانقراض، وأن الأصناف البطيئة النمو هي الأكثر عرضة للفناء بسبب الصيد الكثيف. وقال المسؤول عن القائمة الحمراء كريك هلتون ـ تايلور إن مصير الأصناف البحرية في المياه العذبة ليست أفضل حالاً: 56 في المئة من 252 صنفاً من الأسماك في حوض البحر المتوسط هي الآن مهدّدة، وأن سبعة أصناف تنتمي الى عائلة سمك الكارب قد انقرضت في كرواتيا وتركيا، وأن سمك الترويت في بحيرة مالاوي عرضة للانخفاض بنسبة 50 في المئة في غضون 10 سنوات.

وفي جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تمزقها الحرب الداخلية، فإن فرس النهر قد خسر 95 في المئة من أعداده بسبب الصيد غـــيـــر المنظَّم للحصول على لحمه والعاج في أسنانه. ولم تعد الكونغو تملك الآن إلا 1500 فرس نهر بعدما كان يعيش على أرضها نحو 30000 عام 1994. وفرس النهر الأصغر حجماً في أفريقيا الغربية يواجه هو الآخر خطر الانقراض.

ولا يُعرف العدد الكامل للأصناف الحيوانية أو النباتية التي تعيش على كوكب الأرض، لكنها تتراوح، بحسب تقدير الاتحاد، بين عشرة ومئة مـلـيـون صـنـف، يــعــرف منها الإنسان اليوم بين 1,7 و1,8 مليون صنف.


"الحياة"

التعليقات