31/10/2010 - 11:02

استخدام الخلايا الجذعية لعلاج فقدان البصر

استخدام الخلايا الجذعية لعلاج فقدان البصر
أكد باحثون في الاكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة أن الخلايا الجذعية المأخوذة من قعر العين ، يمكن استخدامها لاعادة البصر العادي إلى الاشخاص الذين يعانون من مشاكل فيه.

ومن المعروف ان الشبكية تقع في قعر العين ، وتقوم بتحويل إشعاعات الضوء الى صور ورسوم ، وتحتوي هذه الشبكية على ملايين الخلايا التي تدعى "المستقبلات الضوئية" ، والتي تنقسم إلى قضبان ومخاريط تحتوي على الخلايا الخاصة بالنظر.

وعندما يسقط الضوء على هذه الخلايا تفقد هذه الأخيرة لونها، مما يعني إطلاق نبضات عصبية تحول الى الدماغ ، وقد قام الباحثون بأخذ خلايا جذعية من شبكيات العيون البشرية لأشخاص متوفين لزرعها في عيون فئران وطيور بعمر يوم واحد، وقد تطورت هذه الى خلايا للمستقبلات الضوئية.

ويضيف الباحثون أنه عندما تطورت عيون هذه الحيوانات تماما ظلت الخلايا البشرية حية لتهاجر إلى الجزء التحسسي من العين لتشكل الخلايا الصحيحة .

وفي هذا الصدد ، أظهرت دراسة علمية حديثة أنه يمكن استخدام الخلايا الجذعية الجنينية البالغة الصغر ، لعلاج حالات عمى القرنية العصية، والتي لا يمكن أن تشفى دون عمليات زراعة قرنية جديدة .

ويحدث عمى القرنية نتيجة لعدة أسباب أهمها حك العين المتكرر الذي يتلف القرنية ، وهي الطبقة الخارجية للعين ، أو نتيجة دخول مواد غريبة أو أحماض أو مركبات كيميائية إلى العين .

وتتسبب التهابات العين الحادة فى احداث هذا التلف الخطير ، الذى قد يقود إلى اعتام القرنية أو العمى . وتعتمد هذه التقنية الجديدة على سحب ملليمترين من الخلايا الموجودة في غلاف الفم وزراعتها لثلاثة أسابيع في نسيج مأخوذ من الكيس الأمنيوسي، وهو الغلاف المحيط بالجنين في الرحم حتى تصبح مساحتها ثلاثة سنتيمترات مربعة وتكون جاهزة للزرع .

وقد نجحت هذه القرنيات الصناعية المنماة من غشاء الفم في علاج ثمانية أشخاص من أصل تسعة، حيث استعاد جميعهم البصر دون أن يصابوا بأية تأثيرات جانبية أو مضاعفات خطيرة .

ومن المعروف أن خلايا القرنية في العين الطبيعية تتجدد باستمرار بنوع خاص من الخلايا الجذعية ، ولكن في حالة وجود تلف فيها تتضرر أيضا هذه الخلايا الأولية، مما يتسبب في نقصها وعدم قدرتها على الترميم .

وتتمثل الطريقة الوحيدة للعلاج في زراعة خلايا جذعية سليمة مأخوذة من قرنية متبرع أو من العين السليمة للمريض نفسه ، إلا أن لهذا الإجراء بعض المشكلات والاثار الجانبية .

فقد يرفض الجسم الخلايا المزروعة ، مما يتطلب إعطاء المريض عقاقير مثبطة للمناعة لكي تضعف قدرة النظام المناعي على مهاجمة الأجسام الغريبة.

وللتغلب على مشكلة الرفض دون الحاجة إلى إعطاء الادوية المثبته ، التى تزيد مخاطر الإصابة بالانتانات الجرثومية ، قام بعض الباحثين بتطوير طرق طبيعية داخلية لاستنبات الخلايا الجذعية من العين السليمة للمريض نفسه أو من عين متبرع ثم زراعتها فيما بعد داخل العين المصابة.

ولهذه الطريقة ايضاً بعض العوائق كتأخر نمو النسيج المزروع أو عدم نموه أو الانتانات الجرثومية وغيرها من المضاعفات، ومع ذلك فقد كان معدل النجاح الكلي مُرضي جدا، وتم علاج أكثر من 180 مريضا في الهند بعد أن أثبت هذا العلاج نجاحه في إيطاليا والصين واليابان وتايوان والولايات المتحدة.

فقد نجح مجموعة من الاطباء فى إعادة البصر إلى عدد من المكفوفين ، وذلك من خلال زرع قرنية صناعية تم صنعها من خلايا غشاء الفم بدلا من قرنيات مأخوذة من متبرعين مما يساعد في التغلب على مشكلة رفض الجسم للقرنية المزروعة .

التعليقات