31/10/2010 - 11:02

انقذوني من الانترنيت/ ايفان علي عثمان‏

وهل ستستمر صداقة الانسان والانترنيت الى الابد ام هنالك ‏ عملاق لطيف اخر في طريقه الى عالم الانسان ??

انقذوني من الانترنيت/ ايفان علي عثمان‏
( الانترنيت ) هذا الكائن الالي الذي دخل حياتنا واستولى ‏ وسيطر سيطرة تامة وشاملة على عقولنا واحتل مساحة شاسعة ‏ في تفكيرنا بحيث جعلنا نركض ورائه بدون توقف لا ندري الى ‏ اين سيأخذنا ولا نعرف ماذا يريد منا ولا ندري كيف ومتى ‏ واين التقينا واصبحنا اصدقاء فالانترنيت لغز غامض ومتاهة ‏ متشعبة ودائرة مغلقة والطرائف والغرائب فالجالس امام ‏ شاشة الكومبيوتر ما ان يضغط على ايكون ( الانترنيت ‏ اكسبلور) يدخل الى عالم غير مرئي غير ملموس غير ظاهري.‏وتبدأ الرحلة فالانترنيت بقدر ما هو صديق مخلص ووفي يلبي ‏
احتياجات ومتطلبات الانسان فهو ايضا صديق مزعج متهور ‏
مغرور يحاول ان يجذبك الى اعماق مملكته فمن خلال تعاملي ‏
اليومي مع هذا الصديق المزعج وادماني الذي ليس له علاج ‏
او دواء على الانترنيت حاولت ان اتأقلم معه البي كل ‏
اوامره واقول له دائما شبيك لبيك بحيث اصبحت العلاقة ‏
بيني وبين الانترنيت كالعلاقة بين القط والفار دائما ‏
نتشاجر مع بعضنا ولكننا في نفس الوقت لا نستطيع ‏
الاستغناء عن بعض فهو بدوني حزين وكئيب ووحيد يبحث عن ‏
اصدقاء وانا بدونه اشعر بأن هناك شيء ينقصني .

افتش عنه في ‏ جيوب بنطالي وقميصي وبين اوراقي وفي ادراج مكتبتي الخاصة ‏ المليئة بالصحف والمجلات ولكن في النهاية افشل في رحلة ‏ البحث عن ذاك الشيء الذي ينقصني واجر اذيال الخيبة ورائي ‏ وفجأءة وانا جالس امام جهاز الكومبيوتر اشعر بانني وجدت ‏ ما كان ضائعا مني فأبدأ كالمعتاد رحلتي الغامضة مع هذا ‏ المزعج الالي وتمضي ساعات وساعات ونبدأ بالغناء والرقص ‏ فوق سحابة ناصعة البياض وتتلألأ اضواء قناديل الصداقة من ‏ حولنا وتعزف الازهار اوبرا الاخلاص والوفاء لنا ونتحول ‏ الى طفلين نركض ونمرح ونمرغ ملابسنا بالطين ونتقاسم ‏ الشوكولاتة في فضاء واسع ونصرخ ونضحك ونتكلم ونتناقش كل ‏ منا يغني على ليلاه ولكن المهم اننا نحب بعضنا نعشق ‏ بعضنا فقصتنا بلا بداية ونهاية وبما ان هذا الكائن ‏
الغريب الاطوار وهذا الصديق المزعج والمخلص برغم معاناتي ‏
معه وبرغم من انه دكتاتور يغزو ويستعمر قلوبنا ولكنه ‏
دكتاتور لطيف وعملاق اليف وبرغم من انه اتعبني وارهقني ‏
عبر رحلة كانت قاسية ولكنها كانت رحلة جميلة ورائعة فهو ‏
صديق مثالي للانسان لانه النافذة التي تجعل المرء ينظر ‏
الى العالم من حوله وتبقى هنالك عدة اسئلة غامضة تبحث عن ‏ الجواب ‏

ماذا يخفي لنا الانترنيت من عجائب وغرائب ‏???

وهل ستستمر صداقة الانسان والانترنيت الى الابد ام هنالك ‏
عملاق لطيف اخر في طريقه الى عالم الانسان ‏
انا ابحث عن الجواب ولن اقف مكتوف الايدي لانه دائما ‏
هنالك نقظة ضوء لا نراها وبما ان مسيرتي مستمرة للبحث عن ‏ الجواب الصحيح فكل خطوة اخطوها اصرخ ولا احد يسمعني ‏

( انقذوني من الانترنيت ) ‏

التعليقات